الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بين قوّة الباطل ومحنة الحقّ نقطة تحوّل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بين قوّة الباطل ومحنة الحقّ نقطة تحوّل

 

 

 

الخبر:

 

نشرت صحيفة "l’humanité" الفرنسية بتاريخ 05 كانون الأول/ديسمبر 2023 مقالا بينت فيه أنه منذ 07 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، انتشر مناخ من الرقابة في جميع أنحاء الجامعات وفي مختبرات الأبحاث في فرنسا حول القضايا ذات العلاقة بفلسطين والعالم العربي. حيث أجرت الصحيفة مقابلات مع حوالي 20 باحثا والذين شهدوا جميعا بهذا التضييق، وطالب العديد من الشهود الذين تم الاتصال بهم إخفاء هويتهم بسبب التهديدات والإدانات التي يمكن أن تعرض حياتهم المهنية للخطر. هناك طلاب دكتوراة طُلب منهم تغيير موضوع بحثهم كما تبيّن أيضا أنه يتم حظر الموظفين من الدخول إلى بعض المحتوى لمجرّد إعرابهم عن دعمهم للشعب الفلسطيني. إضافة إلى ذلك، يُمنع المتخصصون، المعترف بهم دوليا لإلمامهم بالقضية الفلسطينية، من تقديم الإيضاحات والحجج وإنارة الرأي العام. وخلصت المجلّة بأن هذا يطرح مشكلة كبيرة حول النقاش السياسي في فرنسا لأنه بدون سياق وبدون تاريخ وبدون علم اجتماع وبدون كل هذه العناصر الأساسيّة سيكون من المستحيل فهم هذا "الصراع".

 

التعليق:

 

بين نفاق الحكومة الفرنسية ومنعها للمظاهرات وتضييقها في المؤسسات العمومية والخاصة على كل من يدعم القضية الفلسطينية، وبين تصريحاتها المتناقضة التي تارة تُظهر دعما لا مشروطا لكيان يهود وحقه في الدفاع عن نفسه بموجب القانون الدولي، وتارة "قلقا" إزاء الوضع في غزة ومطالبة بوقف القصف وقتل المدنيين كما أعرب إيمانويل ماكرون في تعديل لمواقفه السابقة، وحينا تأسّفا من وقف العمل بالهدنة لاعتبارها ضرورية لمواصلة الإفراج عن الرهائن وإيصال مزيدٍ من المساعدات، ومنها للعودة إلى المحادثات حول التوصل إلى حل الدولتين كما صرّحت بذلك كاترين كولونا وزيرة الخارجية الفرنسية... بين كل هذا تسعى فرنسا كما سعيها سابقا إلى تجفيف كل المنابع التي تمكّن من معرفة الحقائق وتروّج في وسائل الإعلام للمغالطات ولا تسمح بمجال للشرح والتوضيح عملا بما قاله نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا السابق سنة 2007 ومن بعده رئيس الوزراء مانويل فالس سنة 2016 "أن تشرح يعني إلى حدّ ما الرغبة في تقديم الأعذار". وهذا ليس بغريب على فرنسا التي برعت في طمس التاريخ كما هو عهدها مع مستعمراتها؛ إذ لم تكتفِ بارتكاب مجازر جماعية دموية بل فرضت حظرا على الوصول إلى الأرشيف الذي يوثّق تلك الجرائم.

 

1.9 مليون شخص من غزة نزحوا إلى الجنوب بطلب من كيان يهود وبالرغم من ذلك قصفهم هذا الكيان الغاصب، قتل أكثر من 17 ألف شخص منهم أكثر من 7 آلاف طفل، وانتشرت الأوبئة حيث أصيب 40 ألف شخص بالإسهال الحاد بسبب انعدام الماء الصالح للشراب ورغم هذه المجزرة والإبادة الجماعيّة في غزة، لا يُقرأ العدّاد في أوروبا إلا من صبيحة 07 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وطُوي كل تاريخ الاحتلال الغاصب الذي سبقه.

 

في الجانب الآخر ورغم هذا التعتيم والطمس، يدخل الناس في دين الله أفواجا وهم يبحثون عن سرّ صمود وصبر وسكينة وطمأنينة ويقين أهل غزة بأن ما عند الله خير وأبقى. وهذا ما تم تداوله على مواقع التواصل الإلكتروني وأكده عبد الله بن منصور، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا حيث قال: "لم نشهد في فرنسا طيلة 40 عاماَ إقبالاً على الدخول في الإسلام لا سيّما من فئة الشباب والفتيان الفرنسيين كما نراه الآن منذ أحداث غزة، فقد ارتفعت الأعداد الرسمية للمسلمين الجدد من 80 في اليوم إلى 400 الآن في بعض الأحيان، ولا يقل العدد عن 300 مسلم فرنسي جديد كل يوم".

 

رحم الله الشيخ محمد الغزالي الذي قال: "فإذا احتدمت المعركة بين الحق والباطل حتى بلغت ذروتها، وقذف كل فريق بآخر ما لديه ليكسبها، فهناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول، والامتحان الحاسم لإيمان المؤمنين سيبدأ عندها، فإذا ثبت تحول كل شيء عندها لمصلحته، وهنا يبدأ الحق طريقه صاعداً، ويبدأ الباطل طريقه نازلاً، وتقرر باسم الله النهاية المرتقبة".

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. درة البكوش

آخر تعديل علىالسبت, 09 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع