الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا وازدواجية المعايير «إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ»

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا وازدواجية المعايير

«إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ»

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت واشنطن عن مؤتمر صحفي، حول جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والتطهير العرقي في السودان، تقدمه سفيرة وزارة الخارجية الأمريكية المتجولة للعدالة الجنائية العالمية بيث فان شاك.

 

وقالت إن السفيرة فان شاك ستناقش القرار الأخير الذي اتخذه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بأن أعضاء القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، ارتكبوا جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، والتطهير العرقي في السودان.

 

تقدم السفيرة المشورة لوزير الخارجية وقيادات الوزارة الأخرى بشأن القضايا المتعلقة بالمنع، والرد على الجرائم الفظيعة، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.

 

عملت السفيره أستاذة زائرة في حقوق الإنسان، في كلية الحقوق بجامعة ستانفورد، حيث قامت بالتدريس الدولي للقانون الجنائي، وحقوق الإنسان، والاتجار بالبشر، ومختبر سياسات حول الأدوات القانونية والسياسية، لمنع الأعمال الوحشية، فضلا عن قيامها بإدارة العيادة الدولية لحقوق الإنسان وحل النزاعات في جامعة ستانفورد. (نبض السودان، 13 كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٣م).

 

التعليق:

 

وفقا لتقرير في آذار/مارس 2021م، أصدرته مجموعة كود بينك؛ وهي مجموعة أمريكية مناهضة للحرب، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها واصلوا قصف دول أخرى على مدار العشرين عاما الماضية، حيث أسقطوا في المتوسط أكثر من 40 قنبلة في اليوم الواحد! ولنا أن نتخيل حجم الدمار والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي الذي ارتكبته أمريكا بهذه القنابل!!

 

إذا كانت هناك ثم قوة، منذ أن وجدت الدول، سعت للهيمنة على العالم وقسر الآخرين وانتهاك القواعد والقيم والأعراف الدولية، من خلال اعتناق ما يسمى بـ"الاستثنائية الأمريكية"، بالإفراط في استخدام معايير مزدوجة مع عدم مراعاة القوانين والقواعد الدولية، فإنها أمريكا بدون منازع، لذلك لا يحق لهذه الدولة الاستعمارية المجرمة أن تتحدث عن جرائم الحرب، وانتهاكات حقوق الإنسان.

 

إن الولايات المتحدة هي التي تغذي الحروب والنزاعات المسلحة في السودان، وفي العالم، حتى أعيت صفحات التاريخ التي تئن من جرائم أمريكا بهدف السيطرة على العالم، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم تدخر الولايات المتحدة جهدا للسعي وراء الهيمنة على العالم وسخَّرت ما يسمى بالأمم المتحدة، للتدخل في شؤون الدول، ونهبت ثروات كل دولة دخلتها وسيطرت عليها، تحت شعار حماية "الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الارهاب".

 

ونجد هذا النوع من الخداع والمكر، أمراً أساسياً في عقلية أي سياسي أمريكي، بل هو نابع من المبدأ الرأسمالي الذي أوجد فكرة الاستعمار، وانطلاقا من مبدأ ترومان المعروف أيضا باسم سياسة الاحتواء، ووصولا إلى السياسات الخارجية للإدارات الأمريكية الحديثة، بما في ذلك استراتيجية باراك أوباما المعروفة باسم "القوة الذكية"، وسياسة "أمريكا أولا" التي أعلنها دونالد ترامب، وخطة "إعادة البناء بشكل أفضل"، التي وضعها جو بايدن الآن، فإن الهدف دائما هو ضمان الهيمنة الأمريكية.

 

وللحفاظ على هيمنتها انتهكت أمريكا بشكل صارخ مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وأعراف القانون الدولي مرات عديدة، بالاعتماد على قوتها العسكرية، حيث تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وخلقت صراعات في العراق، وأفغانستان، وسوريا، واليمن، والسودان وغيرها...

 

وقد عملت الولايات المتحدة على تأجيج التوترات في جميع أنحاء العالم، من خلال الإطاحة بالحكومات بالانقلابات العسكرية، باستخدام قادة القوات المسلحة التابعين لها في هذه البلدان، لأن الناس إن تركوا في انتخابات حرة نزيهة، لاختاروا الإسلام، وتجربتا الجزائر ومصر خير مثالين. لذلك انتزعت أمريكا العسكر من يد الاستعمار القديم لتستخدم الحكام العسكر الأكثر بطشا ببني جلدتهم، فحكموا بالحديد والنار. وفي السودان، فإن كل الانقلابات العسكرية خدمت النفوذ الأمريكي منذ جعفر نميري وحتى انقلاب البشير ثم البرهان.

 

فكيف لأكبر مخرب للقيم الإنسانية والأعراف، ومصدر تزايد عدم اليقين، وعدم الاستقرار في العالم، أن يقيم مؤتمرا عن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، وهو المسؤول الأول عن إشعال الحرب فيه؟! لقد أدت تدخلات الولايات المتحدة إلى جعل السودان الأكثر فوضوية وتعقيدا، مع نزاعات متكررة، وتطهير عرقي، غير مسبوق، ونزوح عدد لا يحصى من اللاجئين، وحقا كما يقول ﷺ: «إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ».

 

لن يوقف ازدواجية المعايير، والتشدق بالقيم والمثل الذي تتبناه أمريكا إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تلك الدولة المبدئية التي تطبق شرع رب العالمين الرحمن الرحيم، فهي الدولة الرائدة للبشرية جمعاء.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

آخر تعديل علىالإثنين, 18 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع