السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
آن الأوان لإدراك أفضل أنواع الجهاد!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

آن الأوان لإدراك أفضل أنواع الجهاد!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن "الدّول في جميع أنحاء المنطقة وكذلك دول العالم تريد العمل مع الولايات المتحدة وتبحث عن القيادة الأمريكية في الأزمة". ويشمل ذلك، بحسب بلينكن، حتى الدول التي قد تختلف مع الولايات المتحدة، وأنّ الولايات المتحدة أكثر تصميماً من أي وقت مضى لضمان ذلك. (وكالة الأناضول)

 

التعليق:

 

إن كلمات وزير الخارجية الأمريكي هذه هي مرةً أخرى دليل واضح على خيانة أردوغان وحكام البلاد الإسلامية الأخرى. وهذا مجرد دليل واحد من بين أدلة كثيرة. وقد شهدنا تصريحات مماثلة أدلى بها الكفار المستعمرون من قبل، حول رفع الظلم في سوريا وأفغانستان وتركستان الشرقية وكشمير وغيرها من البلاد الإسلامية. وحتى بدون هذه التصريحات، فإن أفعال الحكام وتقاعسهم في بلادنا دليل كاف على خيانتهم.

 

إن قادة جميع البلاد الإسلامية، وفي مقدمتهم أردوغان، ليسوا بالتأكيد في الجانب نفسه مع أبناء الأمة الإسلامية المخلصين. هم في واد، والأمة في واد آخر... أهواؤهم ومساعيهم في اتجاه، ورغبات الأمة ومساعيها في اتجاه آخر... أهدافهم وأهداف الأمة لا تتطابق على الإطلاق. أردوغان، مثله مثل غيره من الحكام، لا يستجيب لمطالب الأمة، لكنه يطالب العدو اللدود للإسلام باتخاذ إجراءات بشأن غزة! وذلك لأنه كغيره من الحكام العملاء والخونة، لا يرعى مصالح الإسلام والمسلمين، بل يهدف إلى رعاية مصالح دول وقوى الكفر. ويعتبر هو والحكام الآخرون هؤلاء المستعمرين هم صانعي القوانين الوحيدين. وزعيمهم المختار ليس النبي ﷺ، بل أعداء الإسلام! ولهذا السبب يتجاهلون أحكام الإسلام ويطلبون الحلول والقيادة من جلاد الأمة الإسلامية. ليس عليهم إلاّ واجب واحد، وهو إبقاء أحفاد الخلافة العثمانية في الأسر، وإرهاب العلماء والأئمة الذين يقولون الحق، وإبقاء الجيوش أسيرة في زنازين تسمى الثكنات، وحراسة أراضينا التي استولى عليها الكفار التي تحولت إلى سجون في الهواء الطلق.

 

وفي واقع الأمر، وبينما الأمة وعلماؤها وأئمتها المخلصون في تركيا وغيرها من البلدان الإسلامية مثل السعودية، يطالبون الجيوش باتخاذ إجراءات ضدّ الصهاينة المحتلين، فإن هؤلاء الظالمين يتركونهم عاجزين وحيدين. ويمارسون كل أنواع القمع لإسكات العلماء الذين ينصحون الأمة بالحقّ ويشجعونها على العمل وفق حلول الإسلام، ويمارسون سياسات مضايقتهم وترهيبهم وإسكاتهم من خلال تعريضهم لحملات الإعدام التي يشنّها أعداء الإسلام، وإيقافهم عن مهامهم، وحتى اعتقالهم. وبينما يقاطع المسلمون المنتجات (الإسرائيلية)، تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان بشحن أطنان من المنتجات (من الفولاذ إلى المواد الغذائية)، إلى الكيان الصهيوني المحتل كل يوم.

 

إلاّ أنّ الجهاد الذي يخوضه المسلمون في غزة وإيمانهم وتسليمهم وصبرهم ومقاومتهم في مواجهة الاحتلال والمجازر يحبط مخططات هؤلاء الحكام القاسين الخونة. وبينما يقاتل المسلمون في غزة بأيديهم ضدّ العدو القاتل، فإن المسلمين في تركيا وأماكن أخرى من العالم يقاتلون أيضاً بألسنتهم ضدّ هذا الاضطهاد. ومن لا يستطيع ذلك على الأقل يكشف الحقد الذي في قلبه من خلال مقاطعة أي منتجات مرتبطة بالكيان الصهيوني. وليس هناك قوة يمكنها أن تمنعهم من هذا الجهاد. فإن زعيمهم ليس أمريكا الكافرة ولا الحكام العملاء الذين يخدمونهم... بل إن قائدهم هو محمد المصطفى ﷺ النبي ورسول الله سبحانه وتعالى الذي بعث رحمة للعالمين. فقد قال ﷺ: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» (رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه)، وعن طارق بن شهاب أن رجلاً سأل النبي ﷺ وقد وضع رجله في الركاب: أي الجهاد أفضل؟ قال: «كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» (رواه النسائي)

 

لذلك أيها المسلمون! بينما إخوانكم يجاهدون في الأرض المباركة فلسطين، فهل ستبقون بعيدين عن أفضل الأعمال؟! من المؤكد أن هؤلاء الحكام القساة والخائنين والفاسدين سيمارسون عليكم ضغوطاً قاسية. ومع ذلك، إذا لم تقوموا أنتم وأنا بهذا الجهاد العظيم، فلن يرسل الله سبحانه وتعالى نصرته. وتلك النصرة هم رجال السلاح المخلصون في الجيوش. ولا يمكن رد ومعاقبة قوى الكفر التي اتّحدت ضدّ الإسلام وأبناء الأمة المتميزين إلاّ من خلال دولة الخلافة التي تحكم بالقرآن والسنة. حيث ستوحد هذه الدولة جميع الأراضي والشعوب الإسلامية تحت سقف واحد مرةً أخرى وستنشئ جيشاً بحجم وقوة غير مسبوقين، يتكون من المجاهدين الذين مُلئت قلوبهم بالإيمان. وهذه الدولة هي الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. وإذا كان الواجب على كل مسلم أن يدفن هؤلاء الحكام القساة الخونة في صفحات التاريخ المظلمة، وأن يدعو أهل النصرة إلى نصرة دين الله في سبيل هذا النصر العظيم، فإن هذا الواجب على علمائنا هو أعظم بكثير.. فبينما هم يتكلمون بالحق، ولا يخافون لومة لائم، فإننا بالتأكيد لن نتركهم وحدهم عاجزين أمام هؤلاء الحكام الظالمين. لأننا نهدف إلى أن نشهد كيف يتحقق وعد الله لنا وللبشرية جمعاء. لذا، حان الوقت الآن لندرك أفضل أنواع الجهاد ضد الحكام الظالمين والخونة!

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

زهرة مالك

آخر تعديل علىالأربعاء, 27 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع