- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم يأن أن تقولها لله يا شيخ الأزهر؟!
الخبر:
شيخ الأزهر أحمد الطيب يقول في حوار متلفز: "احنا لو قطعنا البترول أسبوع واحد الأمور ستتغير والله ولو قفلنا مناجمنا في إفريقيا في وجه المصانع الأوروبية لتوقفت". (منصة مزيد)
التعليق:
أجملت هذه الكلمات البسيطة من شيخ الأزهر الحل لكل القضايا المصيرية للأمة الإسلامية... ولكنه وضع قبلها (لو)! وأظنه استعملها في التمني لأن أصلها الشرطية؛ إذ هي حرف امتناع لامتناع، فهي مناسبة لمعنى التمني الذي هو طلب الأمر الممتنع الحصول، والسياق يدل على التمني كأنها على تقدير قول محذوف يقوله المتمني...
فما هو القول المحذوف؟!
والسياق الذي أراده الشيخ الطيب في قلبه ولكنه يخاف الإفصاح عنه، والأصل أن يكون الخوف فقط من الله وخاصة لمن هو في مقامه ومرتبته، وأمانة أنه ممن تتطلع الأمة الإسلامية لمواقفه، السياق إذاً هو القول الذي يجب التصريح به وهو: أن ما يمنع حصول ذلك إنما هو غياب القيادة السياسية الواحدة للأمة الإسلامية التي تجمع كلمتها وتحمي حماها وتمنع الاعتداء عليها، يقول الرسول ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
الواقع الذي يحاصر أمانيك يا شيخ الأزهر هو من وضع الكافر المستعمر الذي رسم حدود التفرقة بين المسلمين وكبلهم في كنتونات مغلقة وجعل عليها حراسا يأتمرون بأمره، يحرسون ثروات ومقدرات الأمة الإسلامية لصالحه ويمنعونها عن أصحاب الحق فيها.
ولكن حتى هذه الأمنية لا ترتقي إلى واجب الوقت، حيث الآن ومنذ ما يقرب من ثلاثة أشهر يوغل كيان يهود في دماء أهل غزة... ولا مناص من تحريك الجيوش لإغاثة المكلومين الجائعين المشردين ومنع الجرائم التي يقوم بها كيان يهود.
هذا واجب الوقت الذي لا يمنع منه شرعا حال الحكام ولا حال ما يحكمون فيه لأن الجهاد ماض إلى يوم القيامة، أخرج البيهقي في السنن الكبرى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ثَلاثُ مِنْ أَصْلِ الْإِيمَانِ: الْكَفَّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَا يُكَفِّرُهُ بِذَنْبٍ، وَلَا يُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِعَمَلٍ، وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ لا يُبْطِلُهُ جَوْزَ جَائِرٍ وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ، وَالْإِيمَانُ بِالْأَقْدَارِ»، وهكذا فالجهاد ماض إلى يوم القيامة لا يُنسخ ولا يُعطَّل، فكل حاكم مسلم، سواء أكان خليفة أم لم يكن، إذا أعلن جهاد الكفار فإنَّه يُجاهد معه لقتال الكفار، ويُجزى المجاهدون عند الله وفق نياتهم...
أما ما تتمناه من قطع للبترول وقفل للمناجم فهو من مقتضيات الاستقلال الفعلي والسيادة للشرع على قرارات الدولة الإسلامية التي تمنع كل أسباب القوة عن أعدائها.
فتمعنوا معي هذه المادة من مشروع دستور الأمة الذي يقدمه لكم حزب التحرير:
المادة 161: التجارة الخارجية تعتبر حسب تابعية التاجر لا حسب منشأ البضاعة، فالتجار الحربيون يمنعون من التجارة في بلادنا إلا بإذن خاص للتاجر أو للمال. والتجار المعاهدون يعاملون حسب المعاهدات التي بيننا وبينهم، والتجار الذين من الرعية يمنعون من إخراج ما تحتاجه البلاد من المواد ومن إخراج المواد التي من شأنها أن يتقوّى بها العدو عسكرياً أو صناعياً أو اقتصادياً، ولا يُمنعون من إدخال أي مال يملكونه. ويُستثنى من هذه الأحكام البلد الذي بيننا وبين أهله حرب فعلية (كإسرائيل) فإنه يأخذ أحكام دار الحرب الفعلية في جميع العلاقات معه تجارية كانت أم غير تجارية.
فلا تبخل يا شيخ الأزهر على نفسك بخير عظيم ورضا من الله الكريم، وقلها مدوية ليسمعها الكل: الحل أن نكون (إحنا) أمة واحدة تحكمنا دولة واحدة (خلافة راشدة على منهاج النبوة) نتحكم في قرارنا ونجاهد أعداءنا وننشر إسلامنا ونزيل الظلم عن البشر.
قلها مدوية ليسمعها المخلصون في جيوش المسلمين، الذين يتوقون للجهاد في سبيل الله فيتحركوا لإزالة كل من يقف في طريقهم ويمنعهم من تحرير الأقصى ويمنع الأمة من أن تحكم بشرعها العظيم في ظل دولة الخلافة الراشدة، دولة العز والتمكين.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جمال علي – ولاية مصر