الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يجب على المسلمين في أفغانستان وباكستان تحويل التحديات القائمة إلى فرص!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يجب على المسلمين في أفغانستان وباكستان تحويل التحديات القائمة إلى فرص!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قام وفد من إمارة أفغانستان الإسلامية مكوّن من عشرة أعضاء برئاسة حاكم قندهار، الملا شيرين، بزيارة إلى إسلام آباد لإجراء سلسلة من المحادثات مع السلطات الباكستانية. وتأتي زيارة السلطات الأفغانية في ظلّ التّوتر الذي تشهده العلاقات بين البلدين بسبب تصاعد هجمات حركة طالبان الباكستانية في باكستان في الآونة الأخيرة. وبما أنّ العلاقات بين إسلام أباد والإمارة أصبحت حرجة، فهذه هي المرة الأولى التي يسافر فيها وفد سياسي وعسكري رفيع المستوى من الحكومة الأفغانية الحالية إلى إسلام أباد لإجراء المفاوضات. وقالت بعض المصادر الباكستانية إن القائم بأعمال وزير الخارجية الباكستاني طلب من الوفد الأفغاني "اتخاذ إجراءات ضدّ مُقاتلي حركة طالبان الباكستانية في أفغانستان"، وهو ادّعاء نفته الإمارة الإسلامية مراراً وتكراراً وشدّدت على المفاوضات بين الجانبين.

 

التعليق:

 

في الوقت الحاضر، كان ينبغي أن يثبت للأمة الإسلامية أنّ مثل هذه المحادثات بين الحكومات الوطنية المفروضة على البلاد الإسلامية لم تحلّ القضايا بشكل جذري، ولكنها أدّت إلى تهدئة التوترات بشكل مؤقت؛ وذلك لأنّ المستعمرين قسّموا أرض المسلمين الواحدة إلى كيانات وطنية عدة من خلال مدّ حدود مصطنعة على صدور المسلمين، أحدها خط دوراند. لقد قسم هذا الخط الشرير العائلات والقبائل إلى قسمين، ما تسبب في تحديات شديدة وعنف وكوارث للمسلمين على جانبي الحدود.

 

إن هذه الدول القومية المفروضة، والأيديولوجيات الوطنية، والحدود الوطنية، والأعلام الوطنية، والسرد التاريخي لكل دولة قومية، تمّ فرضها على الأمة بناءً على التقليد الأعمى من الغرب الكافر وإكراه القوى الاستعمارية الغربية الواضح، تتناقض مع العقيدة الإسلامية ونظام الإسلام. وبما أنّ هذا الوضع قد لوّث الأمة الإسلامية بالانقسام الفكري والسياسي والجغرافي؛ ولا يمكن أبداً أن يكون لديهم تعاون حقيقي وصادق بعضهم مع بعض على أساس الأخوة الإسلامية، إذا كان هناك من يتحدى هذا الادعاء، فعليه أن يقول لنا: ماذا فعل مسلمو باكستان وأفغانستان لوقف الإرهاب والفظائع التي يرتكبها الهندوس ضدّ المسلمين الكشميريين؟ ماذا فعلوا حتى الآن؟! وبالمثل، من الذي ظلّ يمنع الأمة من التواصل مع أهل فلسطين المسلمين، وخاصة مسلمي غزة، ضدّ أعمال الإرهاب والإبادة الجماعية المشتركة من كيان يهود وأمريكا؟! من الواضح جداً أن هؤلاء الخونة والحكام العملاء والدول القومية والحدود الوطنية هم من يمنعون ذلك.

 

وفي هذه المنطقة أيضاً، تعاني أفغانستان الوطنية من لعنة الموارد الطبيعية والموقع الجغرافي الاستراتيجي، ما دفع القوى الاستعمارية إلى استعمار البلاد لنهب مواردها الطبيعية وأهميتها الجيوسياسية. وعلى نحو مماثل، أصيبت باكستان الوطنية بلعنة الأسلحة النووية، وبدلاً من أن تكون الأسلحة النووية سبباً في قوة باكستان وهيمنتها، فقد جعلت من باكستان نقطة اهتمام للكفار للتأكد من أنّ الأسلحة النووية الباكستانية تحت السيطرة والمراقبة حتى لا تقع في أيدي بعض المسلمين المخلصين الذين يمكن أن يهددوا مصالح الكفار الاستعماريين في المنطقة من خلالها. ولهذا السبب، تضغط الولايات المتحدة والغرب على باكستان عبر قادتها المدنيين والعسكريين لإشغالها بالأزمات السياسية والاقتصادية وغيرها، وتدور حول الهند ولا تتحول بعد الآن إلى جبهة إسلامية مستقلة.

 

بالإضافة إلى ذلك، وفي هذا الوقت من الانقسامات القومية، واجه مسلمو باكستان وأفغانستان العديد من التحديات التي لا يمكن حلهّا أبداً في ظلّ الظروف الحالية. ولا يمكن حلّ هذه القضايا إلاّ عندما تتوحد أفغانستان وباكستان ودول آسيا الوسطى تحت مظلة الخلافة الراشدة الواحدة. فإذا أزيلت الحدود الوطنية المصطنعة مع المسلمين في هذه الأراضي فإنهم يبدؤون بالتفكير في المصالح الكبرى للأمة الإسلامية بدلاً من مصالحهم الوطنية.

 

وهكذا، ستنشأ جغرافيا واسعة، تضم عدداً كبيراً من السكان، مسلحة بالأسلحة النووية، وموارد طبيعية وفيرة، ومنتجات زراعية، وإمكانات تجارية كبيرة. وهذا هدف إسلامي عظيم، ينبغي للمسلمين أن يكافحوا من أجل تحقيقه ليل نهار.

 

وتذكروا أنه في مثل هذا الوقت لن يتم استخدام حركة طالبان الباكستانية والحركات الإسلامية المسلحة الأخرى في الصراعات الداخلية، ولكن في تقوية وتعزيز جيش الخلافة الراشدة. وبعد ذلك، بدلاً من مناقشتها كقضية داخلية، سيتم تخصيصها ضمن أصول السياسة الخارجية للخلافة الراشدة (الدعوة والجهاد) وسيقاتلون من أجل تحرير كشمير وفتح الهند. فلنجتمع أيتها الإمارة الإسلامية وشعبها لتحقيق هذا الهدف العظيم، ولنناضل من أجله ليلاً ونهاراً، حتى نستعد لتحقيق بشارات النبي محمد ﷺ في إقامة الدولة الإسلامية، الخلافة الراشدة الثانية، وفتح الهند، وتحرك جيش عظيم من خراسان نحو إيلياء (فلسطين)، وتحرير المسجد الأقصى. ولأن هذه هي الفرص العظيمة في عصرنا، فيجب الاعتراف بهذه الفرص على ضوء الإيمان والعمل على تحقيقها بما يتوافق مع الشريعة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 09 كانون الثاني/يناير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع