- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جيوش المسلمين: ﴿وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ﴾
الخبر:
أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الأربعاء ارتفاع حصيلة القصف (الإسرائيلي) لقطاع غزة منذ بدء الحرب إلى 25700 شخص، والجرحى إلى 63740.
وذكر بيان للوزارة أن 210 أشخاص على الأقل قتلوا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلن الجيش (الإسرائيلي) الاثنين الماضي مقتل 21 جنديا احتياطيا بصاروخ استهدف دبابة ومبنى فخخه الجيش (الإسرائيلي) تمهيدا لهدمه في جنوب قطاع غزة.
واعتبر رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو يوم الاثنين أحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب مع حماس، معلنا أن "الجيش (الإسرائيلي) فتح تحقيقا في المأساة التي يجب التعلم منها لحماية أرواح جنودنا". (روسيا اليوم، 2024/01/24م)
التعليق:
25700 شهيد والجرحى إلى 63740، هذا هو نتاج المجزرة التي يقوم بها كيان يهود مدعوما من دول الاستعمار: أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وغيرهم من الدول الناقمة على أمة الإسلام عموما وعلى المقاومين فيها خصوصا. ولم يذكر الخبر عدد النازحين والمهجرين، كما أنه لم يتم ذكر عدد الجوعى، والمروّعين، والعطشى، والذين بدون مأوى، والمرضى وغيرهم من الفئات المختلفة التي خلفتها المجزرة المدعومة دوليا.
ولم يذكر الخبر عدد الدول العربية الخانقة لغزة وللمقاومة كمصر والأردن، ولا عدد الدول الداعمة لكيان يهود في حربه، كالأردن ومصر والإمارات وتركيا، ولا تلك المطبعة كالبحرين وتركيا والإمارات والمغرب ومصر والأردن وغيرهم، أو تلك التي تدعو للتطبيع وتجهز له كالسعودية مثلا، ولا عدد الأنظمة في بلاد المسلمين المتفرجة على المجزرة والمذبحة دون حراك أو تدخل!!
نعم اقتصر الخبر على عدد الشهداء والجرحى، وإلا فإن القائمة ستطول ولن يكفي كتيب كامل لوصف المآسي والويلات التي تخلفها آلة القتل الصهيونية والغربية في غزة وفلسطين. وبالمناسبة لم يذكر الخبر عدد الأطفال في غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة، فهم أرقام لا يعنون شيئا لدول العالم الغربي المتحضر!!
ولعل أهم شيءٍ لم يذكره الخبر هو عدد جيوش المسلمين ومواقفهم البطولية تجاه المجزرة في غزة، لعله كان صعبا عدهم فهم أكثر من خمسين جيشا! منهم من هو مصنف كسابع جيش في العالم من حيث القوة، ومنهم من هو مصنف أقوى جيش في الشرق الأقصى، ومنهم من هو مصنف أكبر جيش في الشرق الأقصى.. ولعل الخبر لم يذكر شيئا عنهم ربما لأنهم جميعهم أقواهم وأضعفهم، كبيرهم وصغيرهم، لم يحرك ساكنا ولم ينبس ببنت شفة تجاه ما يحدث في غزة، فكل جيوشنا صامتة ساكنة لم تفعل شيئا إطلاقا سوى استهلاك ثروات الأمة دون أي فائدة مادية أو معنوية تذكر!
يا جيوش المسلمين: إن كان حكام المسلمين خائنين لله ورسوله ومتعاونين مع أعداء الله الصهاينة والصليبيين فما بالكم أنتم صامتون ساكتون خاضعون متخاذلون؟! لقد اقترف الصهاينة كل كبيرة وصغيرة، فقد قتلوا الشيوخ والنساء والأطفال، ودمروا المساجد والبيوت، وقتلوا المرضى والرضع، وساقوا الحرائر للأسر والهوان، ولم يبق شيء غير هدم الأقصى، وهم لا قدر الله ماضون في ذلك إن بقيتم مطيعين لحكامكم الذين باعوا الدين والبلاد والعباد بأبخس الأثمان.
أيتها الجيوش المسلمة: هل تظنون أن الله ليس بقادر على أن يدمر الصهاينة ومن خلفهم من الصليبيين؟ هل تظنون فعلا ذلك؟! إن كنتم تظنون ذلك فهذا هو الكفر بعينه! فالله قادر على ذلك وأمره بين الكاف والنون كما تعلمون، ولكن الله سبحانه يريد منكم أنتم أن تقوموا بذلك ليرى من منكم يستجيب له، ومن منكم سيسمع داعي الله، ومن منكم سيعصي الحكام ويطيع الله عز وجل، ومن منكم سيضع مصالح دينه وأمته فوق مصالحه الشخصية، ومن منكم سيطيع الخائنين وسينفذ أوامرهم، هذا كل ما في الأمر، فالله قدير وأمره بين الكاف والنون، ولكن الله يعطيكم فرصة ليرى من ينتهزها منكم، ومن يريد أن يتجرد لله وينفض عنه ذل الحياة وعبوديتها، فهلا أفقتم يرحمكم الله، هلا أجبتم داعي الله؟
قال تعالى: ﴿وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح