- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إيطاليا تعاود نهب أفريقيا في هيئة "المستعمر الطيب"!
الخبر:
نشرت صحيفة الشرق الأوسط في 27 كانون الثاني/يناير 2024 ما نصه: "تستضيف العاصمة الإيطالية روما، (الاثنين)، قمة "إيطاليا وأفريقيا"، بهدف إطلاق مرحلة جديدة من التعاون، خصوصاً في قطاع الطاقة.
ومن المقرر أن تتطرق القمة إلى بعض القضايا التي تؤثر في القارة السمراء وأوروبا أيضاً، مثل: التغيرات المناخية، والأمن الغذائي، والهجرة، وتحول الطاقة.
ومن المتوقع أن يشارك في القمة نحو 23 رئيس دولة وحكومة أفريقية و57 وفداً دولياً، وممثلون من الاتحاد الأوروبي، وممثلون للمنظمات الإقليمية والمؤسسات المتعددة الأطراف العاملة في القارة، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي".
كذلك نشرت وكالة تونس أفريقيا للأنباء على صفحتها في فيسبوك في 28 كانون الثاني/يناير 2024 ما نصه: "غادر رئيس الجمهورية قيس سعّيد، اليوم الأحد، أرض الوطن في اتجاه إيطاليا للمشاركة في قمة "إيطاليا-أفريقيا" التي ستدور فعالياتها يومي 28 و29 كانون الثاني/يناير 2024 بروما. وكان في توديع رئيس الدولة، كلّ من أحمد الحشاني، رئيس الحكومة، والمعتمد الأول المكلف بتسيير ولاية تونس، والكاتب العام المكلف بتسيير بلدية تونس، وأعضاء الديوان الرئاسي".
التعليق:
تعود إيطاليا لدخول أفريقيا مرة أخرى من أجل النهب المنظم، لكن هذه المرة ليس بالقتل والإبادة بل من باب التجارة والمعادن والمحروقات، كما تزعم رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني حين قدمت هذه الخطة خلال أيلول/سبتمبر الماضي في الأمم المتحدة، بوصفها بديلاً لظاهرة الهجرة الجماعية. إلا أنها اختارت أن يكون حكام تونس مجرد حراس للحدود؛ فقد هرول رئيس الدولة التونسية لتلبية الدعوة للقمة المنعقدة في روما والتي ظاهريا من المقرر أن تتطرق إلى بعض القضايا التي تؤثر في القارة السمراء وأوروبا أيضاً، مثل: التغيرات المناخية، والأمن الغذائي، والهجرة وتحول الطاقة، بينما في حقيقة الأمر ستكون "خطة ماتي من أجل أفريقيا" هي محور النقاش في هذه الاجتماعات، حيث تنص الخطة على برنامج من الاستثمارات والشراكات في قطاع الطاقة مع الدول الأفريقية، في قلب مناقشات القمة.
ولمن يسأل ما هي "خطة ماتي"؛ فهي خطة سميت على اسم مؤسس مجموعة الطاقة الإيطالية الناهبة لثروات المسلمين "إيني" إنريكو ماتي، وهي تنص على برنامج واسع من الاستثمارات والشراكات في قطاع الطاقة، والعديد من الوعود البراقة الكاذبة بينما حقيقة الأمر أنها خطة مشروع يمكن أن يعطي إيطاليا مجالا واسعا في سياق الصراع على السيطرة والنفوذ في القارة السمراء.
وبهذا يعطي أشباه الحكام لإيطاليا التي أفل نجمها، الأملَ من جديد في العودة إلى تصدّر الاهتمام العالمي متناسين بذلك حقدها على المسلمين وإجرامها بحقهم، وأن تدنيسها أرض أفريقيا لن يقتصر على النهب والقتل فقط وإنما كذلك حلقة من حلقات الصراع مع الإسلام كما كانت أيام استعمارها أراضي أفريقيا وصراعها مع المجاهدين في ليبيا وانتقامها من شيخ المجاهدين عمر المختار، ليعطي صورة على كمية الحقد التي عندهم وما تخفي صدورهم أكبر.
ففي ليبيا وحدها، أدت "سياسات الإبادة الجماعية" التي اتبعها نظام بينيتو موسوليني إلى مقتل 150 ألف شهيد، بينما يقدر المؤرخون أن عدد الذين قتلوا نتيجة احتلال إيطاليا الدول الأفريقية الأربع بـ700 ألف أو يزيدون.
في هذه الأوضاع العصيبة التي تمر فيها أمتنا الإسلامية بأبشع صنوف الظلم والاستبداد؛ ولعل غزة وأخواتها شاهدة على ذلك، وفي ظل تخاذل وصمت الحكام ومن والاهم ومن أجل قطع أيادي العابثين وأيادي المعتدين وجب على كل غيور على دينه وعلى كل من يرى نفسه مؤتمنا على أمته وعقيدته أن يضاعف الجهد من أجل العمل على كشف تواطؤ الحكام وأذنابهم على شعوبهم خدمة للكفار المستعمرين، كذلك من أجل العمل على تركيز الوعي لدى جميع المسلمين بأن مصيبتنا سببها شيء واحد لا غير؛ هو غياب الحكم بالإسلام، وأن العمل على إقامة الخلافة فرض وهو السبيل الوحيد لاستعادة ما وقع التفريط فيه من قبل الخونة والعملاء أرضا كان أو ثروة أو غير ذلك.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الماي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس