- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ميزان المحكمة الدولية
الخبر:
يوم الجمعة 26 كانون الثاني/يناير رحبت (إسرائيل) بقرار محكمة العدل الدولية الذي لم يأمر بوقف إطلاق النار بغزة، ولاقى قرار المحكمة الذي يأمرها بمنع أعمال الإبادة الجماعية بغزة ترحيباً من الفلسطينيين وأطراف أخرى، وقالت ألمانيا إنها تحترم القرار.
وفي اليوم التالي، السبت 27 كانون الثاني/يناير، تعلن الولايات المتحدة وكندا، ومن بعدها أستراليا وإيطاليا وألمانيا تعليق تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وذلك على خلفية مزاعم (إسرائيلية) تشير إلى ضلوع عدد من موظفي الوكالة في عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في 7 السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
التعليق:
أصدرت محكمة "العدل" الدولية القرار البدائي استجابة للدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا ضد كيان يهود لارتكابه جرائم إبادةٍ جماعية في غزة. وجاء القرار باهتاً لا يسمن ولا يغني من جوع كما كان متوقعا، ومن باب المقارنة الموضوعية، حكمت المحكمة نفسها في 16 آذار/مارس 2022 حكما صارما على روسيا الاتحادية جاء فيه: أن على روسيا أن تعلق فورا العمليات العسكرية التي بدأتها في 24 شباط/فبراير 2022 على أراضي أوكرانيا، وأن المحكمة تشعر بالقلق العميق إزاء استخدام القوة الروسية الذي يثير مشاكل خطيرة جدا بالقانون الدولي، وأصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة باعتقال بوتين بعد ذلك بعام، فيما ينص القرار الصادر في 26 كانون الثاني/يناير أنه يجب على (إسرائيل) أن تتخذ التدابير "في حدود سلطتها" لمنع ومعاقبة التحريض العلني على ارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وأن على (إسرائيل) أن ترفع تقريرا إلى المحكمة بخصوص التدابير المؤقتة المفروضة خلال شهر. ولم تطلب حتى وقف إطلاق النار، ولذلك استمرت آلة الحرب الوحشية بالقتل والتدمير، بل وقد تم تزويد كيان يهود بالأسلحة الفتاكة قبل إصدار الحكم بيوم واحد!
إنها حقا مهزلة وفضيحة عالمية، ووصمة عار في جبين من يسمي نفسه العالم الحر، وصفعة في وجوه حكومات البلاد العربية والإسلامية التي ليس فيها ذرة حياء! ومن المخزي أن يعتبر المعنيون بالأمر مباشرة من الفلسطينيين أن حقوقهم تم حفظها وأنه انتصار لهم في المحفل الدولي!! حقا إنها مهزلة المهازل، ولا يوجد وصف لهذه المهزلة أكثر من قول "حكم القوي على الضعيف"، وأن على المحكمة أن ترفع كلمة العدل من اسمها لأنه إمعان في التضليل.
ولم يكتف العالم الغربي بدعم القتل والدمار وتزويد كيان يهود بالسلاح الفتاك وتوفير الغطاء السياسي والدولي، حتى سارعوا إلى قطع فتات المؤن الذي كانوا يتباهون بتقديمه المشروط للأونروا وذلك بعد ادعاء نتنياهو الذي أصبح يلقب بين يهود أنفسهم بالكذاب ابن الكذاب، بأن عددا من الموظفين العاملين في الأونروا شاركوا فيما يسمونه العدوان الوحشي! ولم ينتظر هؤلاء التحقيق أو التأكد من ادعاء الكذاب ابن الكذاب، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تواطؤ الغرب الحاقد كافة في عدوانه، وأنه يبحث عن أي مبرر لخنق الفلسطينيين وإكراههم على القبول بمخططاته ومخططات نتنياهو بسحقهم أو بتهجيرهم.
إن الذي يزيد من حقد الغرب ويهود ومما يزيد في طغيانهم وتسلطهم هو ما يجدونه من صمود أهل غزة وصبرهم وتقديمهم الغالي والنفيس في سبيل الله ولا يخشون بطش يهود ولا جبروت الغرب، وهذا ما يغيظ عدوهم ويفقده الصواب ويضله مصداقا لقول الله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ﴾. نسأل الله أن يزيد في إضلالهم وأن يفضحهم ويخزيهم وينصرنا عليهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة