- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كيانُ يهود ضعيفٌ وجبان، وصمتُ جيوشنا هو الذي يمنحهُ القوة
(مترجم)
الخبر:
تجاوز عدد مسلمي غزة الذين قضوا نتيجة المجازر والفظائع والإبادة الجماعية التي ارتكبها كيان يهود المحتل في غزة خلال المئة يوم الأولى منذ طوفان الأقصى، 25 ألفا.
التعليق:
أمام المجزرة والإبادة الجماعية النادرة التي ارتكبها كيان يهود المحتلّ في غزة، لماذا فشلنا كأمة مسلمة في منع هذه القسوة والخطيئة العظيمة بينما لدينا القدرة على منعها؟!
بعد أكثر من ثلاثة قرون من النّضال من أجل الحقوق والحرّيات ضدّ عقلية القرون الوسطى القاسية والمتوحشة، حقّق الغرب الكافر الاستعماري ثورة فكرية ووصل إلى الرأسمالية. ثم مع الثورة الصناعية اكتشف الاستعمار. وبفضل القوة التكنولوجية والخبرة التي جلبتها الثورة الصناعية، استعمر أفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأقصى وآسيا والهند، وهدم الدولة العثمانية، وألغى الخلافة، وعين العديد من الحكومات التابعة له على الأراضي العثمانية، وقد جعل هذه الحكومات تقاتل شعوبها. لقد أحدث الغرب الكافر المستعمر دماراً كبيراً في هذه الأراضي من خلال هذه الحكومات التي خدمته، وأصبح مصير هذه البلاد هو الدم والدموع والجوع والبؤس والتخلف والإرهاب والفوضى والحروب الأهلية والأزمات السياسية والاقتصادية...
لقد قدّمت لنا الحضارة الغربية الكافرة الاستعمارية نفسها على أنها الحضارة الحديثة. لقد شوهوا تاريخنا وماضينا الحافل بالانتصارات عليهم. لقد جعلونا نخجل من أسلافنا، وهكذا سيطروا على عقولنا. لقد أضعفونا باقتلاعنا من جذورنا التي نستمد منها القوة، لقد قيدوا أيدينا وأقدامنا.
لقد شلوا جيوشنا لصالح من يحكموننا، حتى لا نتمكن من منعهم من تعبئة جيوشهم لتحقيق مصالحهم الخاصة. لقد حصروا جيوشنا في ثكناتها. لقد جعلوا جيوشنا تخدم فقط خطط ومصالح الغرب، لقد دمروا استقلالنا، لقد أبعدوا حكامنا وجيوشنا عن شعوبهم وعقيدتهم، وحولوهم إلى جزء من النظام العالمي القاسي والاستعماري الذي أسّسوه بأنفسهم، والذي جثم على البشرية جمعاء.
إلاّ أنّ الشعوب المسلمة في هذه البلاد أعدت جيوشها لمنع حدوث ذلك كله. فلم يأكلوا بل أطعموها، ولم يلبسوا بل كسوها. لقد منحوها أفضل المواقع وزودوها بأفضل الأسلحة. لقد أعطوها أفضل الرواتب وأسكنوها في أفضل البيوت، لماذا؟ من أجل حماية أوطانهم واستقلالهم وأرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم وكرامتهم وعقيدتهم التي أراد الغربُ الكافر المستعمر تدميرها بعدوانه المتغطرس والعدواني.
وللأسف، لقد تغلغل فينا الغرب الكافر المستعمر، وأسرنا، وحاول تدمير أمل الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء في شخص حكامنا وجيوشنا.
إنّ المجازر والهجمات الوحشية والهمجية والمتغطرسة والخارجة عن القانون واللاإنسانية التي يرتكبها كيان يهود الغاصب ضدّ الشعب الفلسطيني هي في الواقع اعتداء على شرف وكرامة جيوش البلاد الإسلامية وجميع الشعوب الإسلامية. لقد استخفّ كيان يهود بجيوش المسلمين واكتفى بتجاهلها لأنه تأكد أن الجيش التركي لن يتحرك، ولا الجيش المصري، ولا الجيش الأردني، ولا أي جيش عربي، ولا أي جيش مسلم آخر ضدّ هذه الهجمات. ومن المؤكد أن الجيوش ستبقى في ثكناتها، فكيان يهود لا يخاف من جيوشنا، ولا يأخذها على محمل الجد. ولهذا السبب فهو قادر على تنفيذ هذه الهجمات الوحشية.
إذا استطاع حكام المسلمين وجيوشهم أن يتحرروا من الأغلال والسلاسل والقيود التي وضعها الغرب الكافر المستعمر في عقولهم وقلوبهم بالعودة إلى معتقداتهم وجذورهم، وأن يعيدوا الأمة الإسلامية إلى قوتها العظيمة السابقة من خلال إقامة الخلافة التي ستوحد شعوب المسلمين كافة:
عندها فقط، يمكنهم أن يصبحوا أبطالاً عظماء ينقذون الأمة الإسلامية...
وعندها فقط، يمكنهم إنقاذ البشرية جمعاء من النظام العالمي الكافر الاستعماري القاسي والوحشي ووضع حد لحكمهم...
وعندها فقط، سيكونون قادرين على جعلنا نستعيد شرفنا وكرامتنا واستقلالنا الذي فقدناه أكثر من أي وقت مضى...
عندها فقط يمكن أن يصبحوا أمل الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء مرةً أخرى...
عندها فقط يمكنهم تطهير فلسطين من اليهود وإعلاء شأن الأمة الإسلامية...
عندها فقط سترفع الأمة الإسلامية رأسها المنحني وتحتضن جيوشها.
﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمزي عُزير – ولاية تركيا