الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حتى مدارسنا الدّينية ليست آمنة في ظلّ الرأسمالية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حتى مدارسنا الدّينية ليست آمنة في ظلّ الرأسمالية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قرّرت حكومة جمهورية تنزانيا المتحدة بتاريخ 2024/02/02 إغلاق مدرسة الحبشة الواقعة في منطقتي سوغامبيلي ونكوهونغو في دودوما وسط تنزانيا بسبب مزاعم تشغيل الخدمات التعليمية في ظلّ بيئة غير مواتية. وتضمّ المدرسة ما مجموعه 132 طالبة تتراوح أعمارهن بين 13 و20 عاماً في كلا الحرمين الجامعيين من مناطق مختلفة بشكل رئيسي داخل منطقة دودوما.

 

التعليق:

 

إننا ندين بشدة هذا القرار غير المقبول الذي اتخذته الحكومة بإغلاق مدرسة الحبشة دون أسباب قوية. وتهدف هذه الخطوة إلى زعزعة استقرار جهود الآباء والأوصياء المسلمين الذين يستحقون الفضل في إرسال أطفالهم لتلقي التعليم الديني الواجب في الإسلام.

 

ويبدو أن الحكومة اتخذت هذه الخطوة بالتحديد تماشياً مع الحملة العالمية ضد الإسلام. والأسباب المذكورة لا تمنع الحكومة من التوصّل إلى مثل هذا القرار. وأثناء حدوث ذلك، وبعد أيام قليلة، بتاريخ 2024/02/06، هدمت الحكومة مسجد الطلاب في مدرسة تاوالاندا الثانوية في باجامويو، المنطقة الساحلية.

 

حملة الكراهية الرأسمالية العالمية للإسلام والتي تقودها الولايات المتحدة بشكل رئيسي، تستخدم ذرائع مختلفة للسّيطرة والتدخُل وإغلاق مصادر التعليم الإسلامي. ويحدث هذا في كل بلاد المسلمين في المدارس التقليدية أو الكليات الإسلامية أو الجامعات الإسلامية.

 

ففي عام 2015، تمّ حجب حوالي 147 طالباً في مقاطعة هاي، شمال تنزانيا، الذين كانوا يدرسون في المدارس الدينية في ثلاثة مساجد: مسجد بلال (كيبوني)، ومسجد عثمان (أوزونجوني)، ومسجد كوا كيريوي، من قبل جهاز الدولة. (تنزانيا 2 نيسان/أبريل 2015م).

 

وفي العام نفسه أيضاً، تمّ استدعاء مدرس المدرسة الحاج مولانا شيراز (71 عاماً) من مجتمع الزاوية القادرية مع 11 طالباً فقط في منطقة ماساسي في جنوب تنزانيا، للمحاكمة بحجّة خوض الحرب على الإرهاب. (هاباريليو، 3 نيسان/أبريل 2015). إن الدعاية المصممة من قبل المستعمرين الغربيين والرأسماليين للحرب على الإرهاب تسبب الانقسام وعدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ونشر الكراهية، وفي معظم الحالات تفشل الملاحقة القضائية في تقديم الأدلة أمام محكمة القانون بعد سنوات عديدة مما يسمى "التحقيقات".

 

فيما يتعلق بمسألة مدرسة الحبشة، زعمت الحكومة عبر المفوضة الإقليمية لدودوما روزماري سينيامولي بتاريخ 2024/02/05 أن المدرسة مغلقة بسبب ازدحام الطلاب حيث يستخدم حوالي 30 أو 65 طالباً فصلاً دراسياً واحداً للدراسة أو مسكناً واحداً.

 

إنه أكثر من مجرد بيان عار ومضحك، لأن المدارس الحكومية مزرية وأكثر ازدحاماً. فعلى سبيل المثال، في مدرسة تامبوكاريلي الابتدائية في نياماجانا، منطقة موانزا، يستخدم 300 تلميذ فصلاً دراسياً واحداً (جامبو إف إم، 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023)، وفي مدرسة نجيوا الابتدائية الموجودة في ماليني، منطقة موروغورو، يستخدم 172 تلميذاً فصلاً دراسياً واحداً (جيمبي إف إم، 9 أيار/مايو 2023)، وفي مدرسة ملونوينا الثانوية في لوشوتو، منطقة تانجا، كان هناك نقص في المهاجع لدرجة أن ثلاثة طلاب كانوا يستخدمون سريراً واحداً (ITV، 2019/04/22).

 

وتصل نسبة الحالية للطلاب إلى المعلمين إلى 100 طالب لكلّ معلم واحد في المدارس الحكومية، وتصل نسبة الطلاب إلى الفصل الدراسي إلى 81 طالباً لكل فصل دراسي واحد (موانانشي، 2023/11)

 

هذا هو واقع المدارس الحكومية مع كل هذا الازدحام، فلماذا لم تغلق الحكومة كل هذه المدارس كما فعلت بمدرستنا؟! ومن أين حصلت الحكومة نفسها على الأخلاق لتتحدث عن الازدحام في مدارس المسلمين؟! إن لم تكن الكراهية للإسلام فماذا أيضاً؟

 

من حيث ما يسمى بسوء النظافة مثل إمكانية الوصول وتوافر المياه النظيفة والمراحيض، كانت مدرسة الحبشة تحتوي على مراحيض وإمكانية الوصول إلى المياه، على الرغم من أن الطلاب في حرم سوغامبيلي يستخدمون المياه من البركة القريبة. لكن المدارس الحكومية أسوأ من هذا، ففي بلدية موروغورو الإقليمية لا يوجد ما يكفي من المراحيض في مدارسها حيث يوجد فقط 892 حفرة متاحة من أصل 2574 حفرة مطلوبة (متنزانيا، 2023/07/21)

 

كما أن إغلاق مدرسة الحبشة هو معيار مزدوج معلن لأن الفتيات محرومات من التعليم العلماني. يوجد في تنزانيا حوالي 4383 طفلاً من أطفال الشوارع، و3508 فتى و875 فتاة، فإذا كانت الحكومة بحاجة إلى توفير التعليم للفتيات، فلماذا لا تجمع كل الأطفال وترسلهم إلى المدرسة بدلاً من ذلك.

 

نطالب الحكومة بإعادة فتح مدرسة الحبشة والسماح لها بإجراء التغييرات المطلوبة. لقد حان الوقت أيضاً للحكومة لفك ارتباطها بالحملة الرأسمالية العالمية المناهضة للإسلام والتي لا تؤدي إلا إلى تشويه علاقة الدولة بشعبها. لقد قدم الإسلام مساهمة كبيرة ومذهلة لتنزانيا، وسيقدم المزيد بمجرد إعادة إقامة دولة الخلافة في بلاد المسلمين إن شاء الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد بيتوموا

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا

آخر تعديل علىالسبت, 17 شباط/فبراير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع