- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلّ الوحيد والجذري للقضية الفلسطينية هو إقامة دولة الخلافة على كامل أرض فلسطين!
(مترجم)
الخبر:
خلال زيارته لمالطا، قال وزير الخارجية هاكان فيدان في تصريح صحفي مشترك مع وزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة المالطي إيان بورغ، إنّ الحلّ الأفضل لفلسطين هو حلّ الدولتين ضمن حدود 1967. (وكالات)
التعليق:
لقد قال وزير الخارجية هاكان فيدان كلمات مماثلة عدّة مرّات من قبل. وفي برنامج تلفزيوني حديث، كرّر الأشياء نفسها مثل أسطوانة مكسورة. وفي الإعلان الصحفي المشترك الذي عُقد خلال زيارته الأخيرة إلى مالطا، قال هاكان فيدان إنهم يريدون إحلال سلام دائم في المنطقة على أساس حلّ الدولتين، وبالتالي تحقيق الأمن والسلام الدائمين لكل من كيان يهود وفلسطين ومنع هذه المشكلة من إحداث المزيد من المخاطر على المنطقة.
وناقش هاكان فيدان مع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي استقبله في كانون الثاني/يناير، الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المحتجزين، وحلّ الدولتين من أجل سلام دائم. كما تمّ خلال الاجتماع طرح مسألة الضمان. وفيما يتعلق بمسألة الضمان، قال فيدان: "وهذا يشمل تركيا أيضاً. فلتكن الدول الأخرى ضامنة لـ(إسرائيل). وبعد التوصل إلى اتفاق يتفق عليه الجانبان، ينبغي على الدول الضامنة أن تتحمل مسؤولية تنفيذ متطلباته". ومن الواضح أنّ فيدان يعمل بشكل حثيث لضمان الخطة الأمريكية لحلّ الدولتين وأمن كيان يهود. في هذه الأثناء، عينت حركة حماس تركيا وقطر ومصر وروسيا دولاً ضامنة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المكوّن من ثلاث مراحل بين حماس وكيان يهود، والذي ساهمت فيه مصر وقطر لوضع حدّ لما يسمى الحرب بين حماس وكيان يهود.
وبينما مارست تركيا، بمهمة كلّفتها بها الولايات المتحدة، السلطة على بعض الجماعات المعارضة للنظام في سوريا وأضلتهم، فإنها تنتهج الآن سياسة ممارسة الضغط السياسي على حماس لإقناعها بالخطط الأمريكية القذرة.
إنّ كل هذه المحاولات التضليلية، وكل الخطوات الدبلوماسية المتخذة في هذا الصدد، تشكل درعاً واقياً لكيان الاحتلال. إن هذه الخطوات الخيانية هي لصالح كيان يهود المحتل. فتركيا والأنظمة العربية الأخرى تولي أهمية كبيرة لأمن كيان يهود، وهم يقدمون كلّ ما في وسعهم من مساعدة لإدامة الكيان الخسيس الذي يذبح ويمارس الإبادة الجماعية ضدّ المسلمين. لدرجة أن كيان يهود يشتري 60% من نفطه من أذربيجان وكازاخستان. ففي 7 تشرين الأول/أكتوبر وما قبله، تمّ نقل أكثر من مليون برميل من النفط إلى كيان يهود عبر تركيا. ويتمّ نقل هذا النفط عبر خط أنابيب باكو - تبليسي - جيهان إلى ميناء جيهان التركي ومن هناك إلى ميناء إيلات اليهودي بواسطة الناقلات.
ولولا مثل هذه المساعدات والخيانات من هذه الدول وحكامها، لما تمكن كيان يهود المحتل من التمسك بتلك الأرض المباركة. إن كيان يهود يستمد قوة مجازره من صمت وجبن هذه الأجهزة التابعة لأمريكا. وهو يواصل المجازر في غزة كما يشاء؛ لأنه من المؤكد أن زعماء البلاد الإسلامية لن يتخذوا ولو أدنى مبادرة ضده. ولذلك، حتى لو مات عشرات الآلاف من المسلمين في غزة، فإن كيان يهود سيستمر في قتل وذبح كل الكائنات الحية وغير الحية من أجل تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية. وهو في الوقت نفسه واثق من أنه إذا حقق أهدافه في غزة، فإن الحكام سيستمرون في التطبيع معه وكأن شيئا لم يكن، ولن يحاسبوه على سفك دماء المسلمين وشهدائهم.
ولذلك فإن حلّ الدولتين في حدود 1967 هو خطة أمريكية شريرة، وتنفيذ هذا المخطط جريمة كبيرة وحرام. إن حلّ القضية الفلسطينية ليس حلّ الدولتين ضمن حدود 1967، ولا إقامة دولة علمانية على كامل أرض فلسطين. بل إن الحلّ الجوهري والوحيد للقضية الفلسطينية هو إقامة الخلافة التي تحكم بما أنزل الله سبحانه على كامل أرض فلسطين!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك