الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أنت لا تصنع التاريخ فحسب، بل تتعلم منه أيضاً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أنت لا تصنع التاريخ فحسب، بل تتعلم منه أيضاً

(مترجم)

 

الخبر:

 

 تسبّبت الغارات الجوّية التي شنتها طائرات القوّات الجوية الباكستانية داخل أفغانستان هذا الأسبوع في إثارة قلق عميق في المنطقة بأكملها. وتوترت العلاقات الثنائية قبل الهجمات على إقليمي خوست وبكتيكا الشرقيين، لكن بُعداً جديداً أضيف إلى العلاقات المتدهورة بين الجارتين الآن. (أخبار العرب)

 

التعليق:

 

إنّ العلاقة الحالية بين البلاد الإسلامية في جنوب آسيا لا يمكن وصفها بالودّية أو المحاباة، في الواقع هناك الكثير من الجشع والجهد الغربي في الفصل بين مسلمي أفغانستان وشبه القارة الهندية. شعر المسلمون في هذه المنطقة بعضهم ببعض وأقروا بواجبهم باعتبارهم مسلمين. أحمد شاه العبدلي، أول حاكم لأفغانستان، ولد في ملتان وكانت له علاقات مع شعوب شبه القارة الهندية وكان تلميذاً لعالم هندي. كان مسلمو شبه القارة الهندية يعتبرون الأفغان إخوانهم، وكانت الرغبة الأولية للجميع هي التعامل مع البريطانيين. لقد عرف البريطانيون أن الطريقة الوحيدة لبقائهم هي تقسيم المسلمين إلى قبائل وأعراق وأمم. وهذا هو الانقسام نفسه الذي كان على الإسلام أن يتعامل معه في مكة، وإزالته هي التي جلبت العظمة للدولة الإسلامية. والمفارقة هي أنّ أعداء الإسلام استخدموا نفس سلاح الفُرقة لإسقاط الدولة.

 

ثلاث من الدول الكبرى في جنوب آسيا؛ باكستان وأفغانستان وإيران، تعتبر الإسلام دين الدولة ولكنها لا تعمل أو تحكم لصالح شعوبها الإسلامية. وتبقى مصلحتهم ضمن الحدود التي وضعها المستعمرون. إنّ الغزو البريطاني الخفي من خلال التجارة ومن ثم تطبيق أساليب مختلفة للاحتلال في مناطق مختلفة، وفقاً لقدراتهم وردّ فعل السكان الأصليين، لم يغير الديناميكيات الجغرافية لهذه المنطقة فحسب، بل غيّر الأفكار أيضاً. في الفترة المبكرة من الغزو البريطاني، تمّ رسم الخطوط واختيار الأجزاء وتوزيعها، وبالتالي تغير السبب الشائع لطرد المحتل من أراضيهم إلى من يؤمّن الجزء الأكبر أو يبرم صفقة أفضل، مع وجود عدد قليل فقط ما زالوا يقاومون ويحتجون على هذا التقسيم.

 

ويعدّ خط دوراند أحد الأمثلة على ذلك، حيث رسمه البريطانيون وتركوه، واحتفظت به حكومات باكستان. تمّ رسم الخطّ المذكور لحماية المصالح البريطانية ضدّ روسيا. اليوم، إذا كنا نبني سياجاً على الخط نفسه، فمن الذي نخدم مصالحه؟

 

شنت باكستان مؤخراً غارة جوية داخل أفغانستان استهدفت مخابئ (الإرهابيين) وقتلت ثمانية مدنيين؛ خمس نساء وثلاثة أطفال. وكان ذلك رداً على الهجمات (الإرهابية) التي نُفذت في مناطق مختلفة من باكستان. هناك تفسيرات متعددة لوجود حركة طالبان، لكن العلاقة التي أقامتها الحكومة الباكستانية تستند إلى العرق.

 

هذه القدرة التي يتمتع بها الأفغان جعلت من المستحيل على القوى العالمية السيطرة الكاملة عليها. ومهما كانت الأهداف التي يحددونها الآن، فإنه يتمّ تنسيقها بعناية شديدة من خلال مساعدة ومشاركة الهند وباكستان.

 

شهدت فترة الثمانينات من القرن الماضي هندسة وكالة المخابرات المركزية لأكبر عملية سرية في تاريخها لهزيمة الجيش السوفييتي في أفغانستان، والتي كانت تعمل من ملاذ آمن في باكستان. ربما تكون حركة طالبان قد لعبت دوراً لسنوات عديدة، لكن بالتأكيد لا يبدو أنها ترغب في أن تكون وكيلا لباكستان إلى الأبد، لكن يجب عليها أن ترى من تقاتل من أجله. إنّ المسلمين في جميع أنحاء العالم لديهم قدرات تحتاج إلى الوحدة، وهو ما سيولد قوة يخشاها الغرب أكثر من غيرها.

 

يحتوي القرآن على آيات كثيرة، منها على سبيل المثال: سورة آل عمران الآيات 105-107؛ سورة الحجرات الآية 10؛ سورة الأنعام الآيات 153 و159؛ وفي سورة الروم الآيات 31-32. كل هذه الآيات وغيرها الكثير في القرآن تحرّم تقسيم المجتمع المسلم أو انقسامه. وقد وضح رسول الله ﷺ ذلك في آخر خطبة له «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا».

 

حتى لو رأى المسلم أن الرأي الذي يتبناه أو يمارسه مسلم آخر غير شرعي، ولا يقع ضمن الاختلاف الصحيح في الرأي الإسلامي، فإن طريقة التعامل مع ذلك هي من خلال النّصح والحوار - وبالتأكيد ليس من خلال العنف أو القتل، فإن ذلك حرام، لأن النبي ﷺ يقول: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» صحيح مسلم

 

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى الاعتراف بحتمية عودة الإسلام كنظام، في ظلّ خليفة عادل، والذي سيكون القوة الملزمة للمسلمين على اختلاف ألوانهم ومذاهبهم. وحتى ذلك الحين فإن واجبنا أن نشير إلى كل عنصر يضعف الأخوة الإسلامية.

 

عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: «لاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ» سنن أبي داوود

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 30 آذار/مارس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع