- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا كل هذه الضجة في تونس على تكريم معلم لطالبة ارتدت الحجاب؟!
الخبر:
أثار فيديو يظهر حفلة تكريم داخل إحدى المدارس التونسية لطالبة من طرف أحد أساتذتها، بسبب ارتدائها الحجاب، جدلاً في تونس، بين من اعتبر أن هذه الخطوة فيها تمييز وتفريق بين الطالبات على أساس الشكل والدين، منتقدين خلط الأستاذ بين الديني والبيداغوجي، ومن رأى أنّها محاولة منه للترغيب والتشجيع على السلوك الجميل. وفي المقطع المصور الذي شاهده الآلاف على مواقع التواصل الإلكتروني، ظهر الأستاذ وهو يدخل للقسم وفي يده كعكة كتب عليها "مبارك حجابك"، قبل أن يضعها أمام الطالبة وسط تصفيق وتهليل من بقية الطلاب. (العربية نت)
التعليق:
لقد كان حكام تونس سبّاقين في محاربة الإسلام ونشر العلمانية وسن القوانين في هذا المجال، لا سيما فيما يتعلق بالمرأة والطفل وما يُسمى بقوانين الأحوال الشخصية، وها هم أحفاد بورقيبة وبن علي لا يتورعون عن السير في طريقهم والهجوم على الإسلام وأحكامه والحرص على أن تنشأ الأجيال على الفكر الغربي العلماني الذي جلب الويلات والفساد لمعتنقيه قبل غيرهم، فقد أقام هؤلاء الدنيا ولم يقعدوها لمعلم كرّم تلميذة لارتدائها الحجاب الذي حاربه أسيادهم وحظروا ارتداءه في المؤسسات العامة والمدارس والجامعات.
إنّها لمفارقة عجيبة أن يُعتبر تصرف هذا المعلم بأنًه "خارج نطاق العملية التعليمية، وفيه خطر على العملية التربوية"! بينما لا يرى هؤلاء خطراً في عمليات الإفساد في المدارس والجامعات التي تجري على قدم وساق، حيث المناهج وسياسات التعليم وبرامجه بعيدة عن الإسلام وأحكامه وتسعى لخلق أجيال قد تربت على الأفكار الغربية، عدا عن العنف والمشاكل التربوية التي نشأت في المدارس بسببها، ولا يرون خطراً في ما تقوم بهِ المؤسسات الدولية وأدواتها التي تسرح وتمرح في البلاد وتنشر فيها الفساد وتركز في برامجها ونشاطاتها على الأجيال الصغيرة لتنشئ أجيالاً قد تخلت عن هويتها الإسلامية وتبنّت الفكر الغربي! وما توزيع كتيّب موجه للأطفال في معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الـ38، حول "الجنسانية" من إعداد صندوق الأمم المتحدة للسكان والجمعية التونسية للصحة الإنجابية إلّا دليل واضح على خطر هذه المؤسسات، حيث حمل الكتيّب عنوان "سين وجيم الجنسانية، كيفاش تسلكها مع صغيرك"، وهو يتناول جملة من الأسئلة بالعامية التونسية في علاقة بالجنسانية وكيفية الإجابة عن هذه الأسئلة، وفق ما تسوّق له الأمم المتحدة. ومن بين المواضيع المطروحة فيه مسألة المثلية الجنسية والعلاقات بين المثليين وضرورة التطبيع معها، والجندر والجنس وغيرها من المواضيع، وهم لا يرون خطراً في أن يُقام على أرض تونس مؤتمر دولي يروج للعقائد الوثنية تحت عنوان "حديث الروح"!!
إنّ ما يُحاك ضد أبناء المسلمين من مؤامرات وما يُنفذ في بلادهم من مشاريع وأنشطة وما يُسن من قوانين إرضاء للمستعمرين وخدمة لمصالحهم لهو الخطر الحقيقي الذي يحيط بهم، وليس تمسكهم بأحكام ربهم وتنشئة أبنائهم عليها، وهو ما يجب أن يتنبه له الأهل ويسعوا لمحاربة كل ما هو مخالف لأحكام الإسلام.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة