- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم
الخبر:
خبران لا يحتاجان لتوثيق، فالوقائع تشي ما لا يُقال؛ أمة تموت جوعاً في شمال غزة، وأمم تموت في البلد الحرام بسبب سوء الرعاية.
التعليق:
قد يقول قائل لو أخبرته بالخبرين معا، لا تخلط الزيت بالماء، فما علاقة غزة بمكة؟! وما قضية جوع أهل غزة مع موت عشرات الحجاج في مكة بسبب موجات الحر؟!
لكن العلاقة التي تربط غزة بمكة، هي التي تربطها أيضاً بالسودان وسوريا، وغيرها من بلاد المسلمين.
إنها العقيدة، التي وحدّت القلوب فجعلتنا في فلسطين نألم لحال الشام والسودان والجزيرة العربية.. إنها العقيدة التي جعلت مصابنا هو مصاب أهل لبنان والأردن ومصر والمغرب العربي، فصارت القلوب قلباً واحداً يرنو لفرج قريب على هذه الأمة المكلومة.
إنها العقيدة التي وحدت القلوب ووحدت المصاب، فصرنا إخوة في الدين وفي البلاء. وأي بلاء نزل بنا أكبر من غياب عقيدتنا عن حياتنا، وإقصاء شريعتنا عن الوجود؟
إن الرابط الذي يربطنا هو أننا مسلمون تولّى أمرنا رويبضات عملاء، فلا هم أغاثوا ملهوفاً، ولا نصروا مظلوماً ولا ردّوا عدوّاً ولا أعانوا عبداً على طاعة ربه.
ليس العجيب فعل يهود في فلسطين وتنكيلهم بأهل غزة والأرض المباركة عموماً، ولا فعل الفجرة في مسلمي السودان وانتهاكهم للأعراض وقتلهم للرجال والأطفال، ولا ما يصنعه الروس بأهل سوريا من ذبح وانتهاك للأعراض. فهؤلاء عدوّ وهذه شيمتهم، لكن العجيب والله هو ما نراه من تخاذل القادرين في هذه الأمة عن نصرة أمتهم! العجيب هو سكوت علماء الجزيرة عما حصل من كارثة وسوء رعاية من النظام السعودي تجاه حجيج هذا العام بحجة "الحج غير النظامي" الذي أدى لوفاة المئات تحت وطأة الحر!
العجيب هو تخاذل علماء الأمة عن التلبس بدورهم الحقيقي في تحريك الشارع والرأي العام لاستنهاض الجيوش وقلع الحكام الظالمين لنصرة غزة التي تواجه وحدها كيان يهود منذ 9 أشهر، كما فعل العز بن عبد السلام حين استنهض جيش مصر ليغيث الشام من التتار. العجيب هو تخاذل الأمة وسكوتها عن حكامها وهي ترى وتشاهد كل يوم أنهم سبب ما هي فيه من بلاء ونكبة تلو النكبة!
﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال