الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
عمليةٌ أخرى ضدّ (الإرهاب)!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

عمليةٌ أخرى ضدّ (الإرهاب)!

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

وافقت القيادة العليا في باكستان على إطلاق عملية عسكرية جديدة تُسمى عزم الاستحكام. ومن المتوقّع أن تركّز الخطة العسكرية الجديدة على التهديدات الأمنية الداخلية والمقاتلين المسلّحين العابرين من أفغانستان، وسط تصاعد التوترات بين إسلام آباد وحكام طالبان في كابول. وتتضمن الخطط "تكثيف" الجهود للحدّ من "الإرهابيين" من خلال التعاون الإقليمي مع جيران باكستان. (الجزيرة دوت كوم)

 

التعليق:

 

لقد نشأت بين باكستان والولايات المتحدة علاقة رومانسية ملتوية، تحوّلت إلى علاقة مسيئة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، حيث كان لكل منهما مصالحه العميقة الخاصة بشكل منفصل. وقد أدّى هذا إلى قيام باكستان بشنّ العديد من العمليات العسكرية منذ عام 2000 بما في ذلك عملية ردّ الفساد وعملية ضرب العضب. وإذا نظرنا إلى الوراء في أوائل الثمانينات، فسوف نرى أن (الإرهابي) اليوم كان يصور على أنه مجاهد يخوض حرباً، والتي تمّ تصويرها على أنها حرب بين الإسلام والشيوعية، ولهذا كان من السهل الحصول على دعم من شعب باكستان. كما أنّ المسلمين في قلوبهم يحبون بعضهم بعضا وكانوا يشهدون الإساءة والإذلال الذي كان المسلمون في جميع أنحاء العالم يمرّون بهما منذ هدم الخلافة. في هذه الحالة، منحهم دعم الجيش الباكستاني للمقاومة الأفغانية مكانة مشرفة في نظر الناس. لقد دعم الناس بسعادة دور باكستان في هذا النّضال. ومن التدريب إلى المساعدة المادية والأسلحة، تمّ توفير كل شيء من قبل الجيش الباكستاني بدعم كامل من أمريكا حيث كانت المهمة آنذاك هي هزيمة الاتحاد السوفييتي. وبحلول عام 1988، شهدنا بدء انسحاب القوات السوفييتية، ما مثّل بداية النهاية للاحتلال السوفييتي الطويل والدموي وغير المثمر لأفغانستان. ولم تعد رغبة أمريكا بأن تصبح القوة العظمى الوحيدة حلماً، وظنّ الخونة الذين يسيطرون على القوات أن هذا أصبح أمراً لا مفرّ منه لبقاء القوة العظمى الوحيدة في العالم. وفي هذه الرحلة، حكم باكستان وأفغانستان أناسٌ كانوا يهتمون لمصالحهم الشخصية وإسعاد أمريكا أكثر من اهتمامهم بشعبهم الذي كان ضحية للتدهور في كل مناحي الحياة. وفي الفترة من 1989 إلى 2000، واجهت أفغانستان صراعاً على السلطة حيث لم تكن جماعات المقاومة مستعدة للاستسلام للحكام الدمى. كان هذا هو الوقت الذي ظهر فيه الملا عمر كمنقذ للشعب المحافظ ذي العقلية الإسلامية وبدأ صراع جديد وأعلن عن عدوّ جديد ودخلت أمريكا أفغانستان رسمياً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، واحتضنت قيادة باكستان بسعادة لعب دور موطئ القدم لأمريكا.

 

منذ عام 2001، نُفّذت خمس عشرة عملية (كما وردت) في إقليم خيبر بختونخوا ضدّ (الإرهابيين). وكانت أغلب هذه العمليات مخططة لاستهداف منطقة كانت تعتبر مصدراً للمتاعب. على سبيل المثال، كانت عملية "راح راست" و"راح الحق" في منطقة سوات، وكانت عملية "شيريل" في منطقة باجور، وكانت عملية "راح النجاة" في منطقة جنوب وزيرستان. وكانت العمليتان الكبيرتان على جبهة أوسع نطاقاً هما عملية "ضربُ العضب"، التي بدأت في شمال وزيرستان ثم امتدت إلى مناطق أخرى، ثم عملية "ردّ الفساد" التي كانت عملية استخباراتية لضرب الشبكات الإرهابية التي انتشرت في مختلف أنحاء باكستان. ومع الإعلان عن هذه العملية السادسة عشرة، يتوجب علينا أن نلقي نظرة على ما حققناه خلال هذه الأعوام الثلاثة والعشرين من محاربة العدو في الداخل.

 

لقد أصبحت الحكومة الآن تبحر في قاربين، ولم يعد من الممكن إرضاء الطرفين في الوقت نفسه. ومع مقتل خمسة مواطنين صينيين في آذار/مارس 2024، تواجه باكستان هذا الضغط من الصين لحماية العمال الصينيين من مثل هذه الهجمات، والتي نفذها شخص أفغاني وفقاً للجيش الباكستاني وخطط لها (إرهابيون) متمركزون في أفغانستان.

 

إذا ألقينا نظرة على تاريخ المعارك في الإسلام، فسوف نرى مدى وضوح الهدف، وكيف تمّ اتخاذ الخطوات المدروسة، ومدى شفافية النتيجة. في العمليات التي تمّ الإعلان عنها وتنفيذها، ربما خسرنا الكثير ولكننا لم نكسب شيئاً. من الصّعب أن نقبل أنّ الجيش الذي يقف بين أقوى عشر قوى في العالم والبالغ عددها 145 جيشاً يخسر باستمرار وهو يقاتل جزءاً من شعبه ضعيف التسليح ومدرب ذاتياً! الشرف والهيبة التي اكتسبها الجيش الباكستاني رداً على مساعدة الأفغان في طرد الاتحاد السوفييتي ودعم الجهاد في كشمير ضدّ الهند، ضاعت في مكان ما بين تبديل الأدوار. يمكن للأشخاص ذوي البصيرة أن يروا ما ستكون عليه نتيجة هذه الحرب ضدّ شعبهم، الناس الذين تشترك معهم في العقيدة، الناس الذين جعلهم الله تعالى إخوانك وحرم دماءهم.

 

إن الأزمة الكبرى التي يواجهها المسلمون الآن هي المذبحة المستمرة لأهل غزة، وهي التي يجب أن تكون ساحة المعركة لأي جيش مسلم، ولا توجد أزمة خفية أكثر أهمية من هذه، وهنا قياداتنا مشغولة بأداء سيناريو كتبه وأداره العدو! روى أنس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُوماً، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِماً؟ قَالَ: «تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ»‏ صحيح البخاري

 

إننا كمسلمين واعين، مسئولون عن رفع أصواتنا ومطالبة الجنود في جيوشنا بالنظر إلى من يوجهون أسلحتهم، لأن هذا العمل القتالي يمكن أن يؤدي بهم إلى الجنة أو إلى جهنم. إن الأشخاص الذين ينتمون إلى فصائل مختلفة من جماعات المقاومة هم جميعاً مسلمون. لقد تعرضوا للأذى من قبل شعوبهم وربما آذوا إخوانهم المسلمين في الجيش. لا يزال لدينا الوقت لخوض الحرب الفعلية ورفع راية رسول الله ﷺ. وتحت هذه الراية سنحظى بالقيادة الحقيقية التي ستحمي المسلمين في هذا العالم وتقيم الخلافة على منهاج النبوة.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع