- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
القاتل والإرهابي الأسد في طريقه لأن يصبح "صديقي الأسد"!
الخبر:
صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماع مجلس الوزراء الرئاسي في المجمع الرئاسي قائلا: "لا يمكننا أن نسمح للماضي ليرهن مستقبلنا، وبناء على هذا الفهم فإننا نسعى جاهدين لتحسين علاقاتنا مع جميع الأطراف الفاعلة في منطقتنا، بدءاً بجيراننا". (تي آر تي خبر، 2024/07/03م)
التعليق:
في الوقت الذي كان ينعته بالإرهابي الذي ينشر إرهاب الدولة ولا يقبله كرجل سياسي بدأ أردوغان بمد غصن الزيتون لمجرم العصر بشار، وكل ذلك بأوامر من سيدته أمريكا. إن الحكام الخونة في بلاد المسلمين، بمن فيهم أردوغان، ما هم إلا دمى. ولأنهم دمى وضعفاء فقد اعتادت الأمة الإسلامية على تصريحات متناقضة بهذا الشكل ومتقلبة كالحرباء بعيدة عن المبدئية لخداع الجمهور مثل قوله: "مصالح بلادنا وأمتنا أولا" و"لا يوجد في السياسة تخاصم أو عداء".
من المعروف أن أردوغان هو من نصب فخا للثوار المخلصين وخدعهم بتظاهره أنه مع الثورة وحريص عليها لكي يجهض الثورة السورية. وها هو الآن يمد غصن الزيتون للإرهابي الأسد ليدفن الثورة السورية ويصب عليها الإسمنت لمنع قيامها من جديد.
ولأن الحكام العملاء مثل أردوغان يتصرفون بما يتماشى مع أوامر ومصالح أسيادهم الدول الكافرة المستعمرة ولأنهم يفتقرون إلى المبدئية فليس لديهم ثوابت وأسس. والثوابت والأسس الوحيدة عندهم هي تحقيق مصالح أسيادهم أمريكا أو إنجلترا، بل هم فوق ذلك عبيد لهم.
فأن تمد غصن الزيتون لشخص قتل ملايين المسلمين وهجر ملايين آخرين من ديارهم وحولهم إلى مهاجرين في بلاد المسلمين ولاجئين في بلاد الكفر وأغرقهم في البحار والمحيطات الواسعة مع أطفالهم، هو أمر لا يقبله الإسلام أبدا، فضلا عن الإنسانية.
وانطلاقا من طريقة أردوغان الفاسدة في التفكير فإننا إذا لم نحمل الضغينة والحقد تجاه القاتل الذي ارتكب هذه الجرائم في الماضي القريب وقَتَل إخواننا المسلمين بوحشية مروعة فسنحُول دون ارتهان هذا الماضي لنا، وهذا يعني أنه يجب علينا أن نسمح للأحداث التي تجري في غزة وفلسطين أن ترهننا. وبموجب عقلية أردوغان فإنه لا يجب علينا أن نحمل العداوة ضد كيان يهود الذي ارتكب أفظع الجرائم بحق إخواننا المسلمين في غزة الذين تجاوز عدد شهدائهم الـ40.000 شهيد. إن أي انسان تتعرض أسرتُه وإخوتُه للقتل فإنه وبدافع غريزي يحمل الحقد والضغينة تجاه القاتل، ويسعى للانتقام منه بأية وسيلة، ولكن يبدو أن أردوغان أصبح عبداً ذليلاً لدرجة أنه فقد حتى إنسانيته! ولهذا السبب وصلت الأمة الإسلامية إلى ما وصلت إليه.
لا خير في أردوغان الذي يرى قدسية علم سايكس بيكو على حساب دماء وأرواح ملايين المسلمين، ولا خير فيه لأنه يرى قدسية حماية حدود سايكس بيكو عندما تتعرض لهجوم على حساب الدفاع عن أي جزء من أرض الإسلام حين تعرضها لهجوم خارجي، ولا خير فيه لأنه يرى قدسية علم سايكس بيكو عندما قال "سنقطع اليد التي تمتد له بسوء"، على حساب من تمتد يده لقتل ملايين المسلمين، ولا خير فيه لأنه استمر في علاقاته التجارية مع كيان يهود الذي حرق ودمر القدس وهو يتشدق بقوله: "القدس هو خطنا الأحمر"!
إذا لم ينظر أردوغان إلى الأمور من زاوية مبدأ الإسلام فإنه لن يتخلص من عبوديته وخنوعه لأمريكا. إذ إن الذل والخنوع قد استشرى فيه وأخذ منه مأخذه، وأعمى بصره، ولا يبدو أنه سينفك منهما. إن الخلافة هي وحدها التي تنقذ الأمة الإسلامية من حكام الذل والخنوع، وستبقى مكبلة بهم إذا لم تقم دولة الخلافة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش