- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مباحثات جنيف بين المبعوث الأممي وطرفي الصراع في السودان
لتمرير المخططات وتمكين المشروع الاستعماري
الخبر:
انطلقت محادثات غير مباشرة برعاية أممية في جنيف، للسعي نحو وقف إطلاق النار في السودان وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ومن المقرر أن تتم عبر مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة. وتطرح تساؤلات حول جدوى هذه المحادثات، بعد محاولات عديدة لم تثمر في محاولة تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وقالت الأمم المتحدة إن ممثلين عن الجيش والدعم السريع وصلوا إلى جنيف للمشاركة في محادثات تقودها المنظمة الدولية تستهدف التوسط في وقف إطلاق نار محتمل لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها وحماية المدنيين، لكنها أضافت أنه لم يحضر سوى طرف واحد في بداية المناقشات، الخميس.
وبحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف، ستيفان دوجاريك، فإن الأطراف ستتفاوض عبر لعمامرة بدلا من الاجتماع وجها لوجه، لكنه لم يفصح عن الطرف الذي لم يحضر. كما قال متحدث آخر باسم الأمم المتحدة إن الوفدين في جنيف يضمان ممثلين كبارا لزعماء الطرفين، وفقا لرويترز. (موقع الحرة، 12 تموز/يوليو 2024م).
التعليق:
تستهدف الأمم المتحدة من خلال مفاوضات جنيف - حسب قولها -، دفع الطرفين المتقاتلين للقبول بصيغة متفق عليها لإدخال المساعدات إلى المناطق التي تشتعل فيها المعارك العسكرية، ومن بين المقترحات الموضوعة على طاولة الوسطاء الدوليين هدنة قصيرة للأغراض الإنسانية.
تراق الدماء ويشرد الناس في الحروب التي يحركها الغرب الاستعماري في بلاد المسلمين، وتعقد بعد ذلك المؤتمرات ويفتح باب المفاوضات، مع أن أصل المفاوضات أنها لتجنب إراقة الدماء، ثم يجري تضليل للناس وتسكين لآلامهم عبر دندنة المفاوضين، ويمنّيهم المفاوضون بأنهم يدافعون عن حقوقهم ومصالحهم ويعملون على حماية المدنيين وإدخال المساعدات إلى المناطق المتضررة من القتال!
أما سبب ذهاب طرفي القتال في السودان إلى جنيف؛ فهو لتضييع الوقت واستهلاك الجهود والطاقات، كما هو الحال في أزمات متعددة في المنطقة. وأقرب الأمثلة هو الجولات اللامتناهية التي انعقدت للتفاوض بين الحكومة (الشرعية) في اليمن، وبين جماعة أنصار الله الشهيرة بالجماعة الحوثية، حيث وصلت جولات التفاوض بينهما إلى تسع جولات، وانتهت الجولة التاسعة يوم 6 من هذا الشهر إلى لا شيء شأن ما سبقها من جولات، واتفق الطرفان على جولة عاشرة تجري خلال شهرين، وفي كل المرات كان التفاوض بلا جدوى ولا نتيجة، وكان اليمن هو الخاسر الوحيد. بعض الجولات التسع كانت في جنيف، وبعضها خارجها، ولكن النتيجة لم تكن تختلف بالنسبة لأزمات أخرى. بخلاف الأزمة في السودان، فالمفاوضات أيضا كانت في كل مرة تضييعاً للوقت واستهلاكاً للجهد والطاقة فيما لا يجدي ولا يفيد.
ولذلك تأتي المفاوضات التي تديرها الدول الغربية وخاصة أمريكا، لتحقيق الأهداف التي أشعلت الحروب من أجلها، لتبقي سيطرتها وهيمنتها على البلاد والعباد، وفرض قيمها الغربية التي تتشدق بها، واستعمروا تحت ذريعتها الشعوب، كالحرية، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والحالات الإنسانية. وما يحدث في غزة العزة الصامدة شاهد على حقيقتهم، فقد ظهر كيف أن يهود والغرب لم يأبهوا بطفل ولا امرأة ولا مريض ولا جريح ولا مستشفى ولا مدرسة ولا مبان سكنية ومدنية، ولا حتى أسرى، فأجازوا لأنفسهم سحق الأخضر واليابس، فقصفوا المستشفيات والمدارس والعزل والأطفال والنساء، وهجروا العوائل والضعاف وذوي الحاجة، وامتهنوا الأسرى وأذلوهم.
فانعدام الاستقرار والتهجير، وسفك الدماء، وتدمير المباني والمنشآت، قد أصاب معظم بلدان المسلمين، وإن الخلافة التي فرض الله العمل لإقامتها وبشر الرسول ﷺ بعودتها؛ هي وحدها التي تحقق الأمن والأمان والاستقرار، وتنشر العدل والخير؛ ليس في بلاد المسلمين فحسب بل تحمله إلى العالم أجمع.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مجدي صالحين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير