الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
القيادة والغوغائية والسقوط الأمريكي

بسم الله الرحمن الرحيم

القيادة والغوغائية والسقوط الأمريكي

 

 

 

الخبر:

 

ألقى رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو كلمة أمام الكونغرس الأمريكي يوم 2024/7/24، وخلال كل جملتين أو ثلاث جمل كان يلقيها المجرم يقاطعه أعضاء الكونغرس بالتصفيق الحار وأحيانا يستمر التصفيق نصف دقيقة، وقد أحصيت التصفيقات بنحو 79 مرة منها 58 مرة وهم قيام، وذلك خلال 53 دقيقة أثناء إلقائه كلمته.

التعليق:

 

إنه من المفترض أن يكون ممثلو أي شعب في مقام القيادة، وأن يتصفوا بصفة رجل الدولة الذي يشعر بالمسؤولية وهو يمثل جماعته أو حزبه أو لمن انتخبه، فيكونون من أصحاب الرأي والفكر، وشجعان في قول الحق لا يخافون لومة لائم، لأن مهمتهم إبداء الرأي، ورأيهم له قيمة يقيم ويقعد، ويقدم ويؤخر، وكذلك محاسبة الحكام على كل صغيرة وكبيرة، حتى يصححوا اعوجاج الحكام، ويحافظوا على مسار دولتهم في سكتها، ويؤمنوا عدم انحرافها عن فكرتها، ويأخذوا بيد شعبهم لتتقدم نحو الأمام. فيكون الواحد منهم متزنا يستمع جيدا ويقيّم الأمور ويقلّبها حتى يدلي برأيه ويتمكن من المحاسبة.

 

 أما أن لا يتصفوا بهذه الصفات كأعضاء الكونغرس الأمريكي من شيوخ ونواب ويكونوا غوغائيين يصفقون لكل ناعق جانٍ ومجرم حقير بدون أن يفكروا في مصالح بلدهم على المدى القريب والبعيد، فهذه علامة دامغة على مدى الانحدار الذي تنحدر إليه أمريكا حتى تصل إلى الحضيض وتسقط في الهاوية.

 

فأصبحت مجالسهم تشبه مجالس الدول المتأخرة، ومنها الأنظمة في البلاد الإسلامية، حيث إن مهمة أعضاء المجالس لدى هذه الأنظمة التصفيق للرئيس أو الملك وعدم المساس به، حيث وضعوه في موضع القدسية، واعتبروه ولي أمر لا يحاسب ولا يُسأل عما يفعل كأنه إله، والموافقة له على قراراته، فيبصمون له على بياض، لأنه حكيم يعرف ما لا يعرفه غيره كما يدّعون! بينما هو يرتكب الموبقات؛ ينهب أموالهم ويجلد ظهورهم ويحارب دينهم ويبيع بلدهم للكافر المستعمر. فعندهم السكوت أو الصبر على ظلم الحاكم وخياناته أو التصفيق له وكيل المديح له خير من محاسبته والعمل على تقويمه أو على الأصح العمل على إسقاطه، وإلا تحدث فتنة وفساد كبير حسب زعمهم! ألا إنهم في الفتنة سقطوا وفي الفساد شاركوا.

 

فهل فكر شيوخ ونواب أمريكا فيما فعلوه؟! أم أنهم لم يفكروا ولو للحظة واحدة وهم يصفقون لحقير صغير، والأصل أن لا يرفعوه عن موقعه كموظف لديهم يخدم أجندتهم الخبيثة. أم إنهم انطلقوا بعواطفهم الجياشة المفعمة بحب اليهود والمليئة بكره الإسلام والمسلمين يصفقون ويتسابقون في التصفيق قياما وقعودا؟!

 

لقد تسابقوا في إظهار ودّهم لليهود وبغضهم للمؤمنين بعد عملية طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فجاء كبيرهم بايدن يجرّ رجليه وهو لا يقدر على المسير إلا بضعة أمتار ولحقه وزراؤه وزعماء الغرب قاطبة يبدون الدعم المطلق لعدوان يهود على غزة ويباركون لهم قتلهم الأطفال والنساء والشيوخ. وقد داسوا تحت أقدامهم قيمهم التي يتشدقون بها كحقوق الإنسان والمرأة والطفل... وداسوا قوانينهم الدولية الزائفة التي تقول بحق الشعوب في مقاومة المحتل. وفلسطين محتلة فيحق لأهلها أن يقاوموا ويحق لجميع المسلمين ولأي إنسان أن يساعدهم حتى يطردوا المحتل كما طردوا المحتلين في أفغانستان.

 

علما أن الواجب الشرعي يتطلب من المسلمين أن يقوموا ويطردوا المحتل من فلسطين، لأنها ليست ملكا لأهلها فحسب، بل هي ملك لجميع المسلمين، وأهلها جزء منهم.

 

فهل علم شيوخ ونواب أمريكا وقادتها أن العالم يراقب مدى عجز دولتهم على وقف الحرب، ومن ثم تطبيق حلها حل الدولتين، وأنه يلاحظ تصفيقهم الأخرق كالمهرجين في المباريات الرياضية، وأن ذلك يحط من مقامها وهيبتها ويجعل الدول تتجرأ على تحديها وعلى الوقوف في وجهها والعمل ضدها؟

 

فبدلا من ذلك لو وقفوا يحاسبون ولدهم المدلل نتنياهو أو يعاتبونه على الأقل ويدعمون سياسة حكومة بلادهم المهتزة، لحفظوا جزءا من قيمتهم الاعتبارية بحكم منصبهم، ولا نقول كرامتهم لأنهم لا يعرفونها.

 

ولكننا نعلم أن أمريكا في انحدار وقد أصابها الخرف ممثلة برأسها من بايدن إلى ترامب، وأصابها البله بتصفيقات شيوخها ونوابها لصغير في كيان يهود، وأن هذا الكيان وهو قاعدتهم المتقدمة في قلب بلاد المسلمين قد أصابه الجنون فهو يقتل ويعذب ويجوع الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال ويدمر البيوت والمشافي والمدارس، ولا يحسب للمستقبل حسابا وأن ذلك يسجل عليها، وأن ذلك سينقلب على يهود يوم يرسل الله عليهم عبادا له أولي بأس شديد.

 

وربما هم يدركون أن الخلافة قادمة بإذن الله لا محالة، وكل ما أنفقوه للصد عن سبيل الله ومنع إقامتها بدعمهم لكيان يهود سيكون حسرة عليهم ثم يغلبون ويوم القيامة إلى جهنم يحشرون.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

آخر تعديل علىالأحد, 04 آب/أغسطس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع