الأحد، 29 محرّم 1446هـ| 2024/08/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المشاهد الأخيرة من الهيمنة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المشاهد الأخيرة من الهيمنة

 

 

 

الخبر:

 

أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) الفائدة بلا تغيير، لكنه فتح الباب أمام خفض تكاليف الاقتراض بحلول اجتماعه المقبل في أيلول/سبتمبر مع استمرار التضخم في التحرك نحو هدف البنك البالغ 2%. (الجزيرة نت، 2024/08/01م)

 

التعليق:

 

صدر بيان الفيدرالي الأمريكي، وتلاه المؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول، ولم تكن أي من الكلمات التي صرح بها باول غير متوقعة، بل كان حريصا جدا أن لا يفاجئ السوق، بل عمل على عدم الوضوح، وترك التخمينات للمستثمرين والمحللين، هي التي تظهر على الواجهة، وهي أن البنك المركزي الفيدرالي سيقوم بخفض النسبة الربوية في أيلول/سبتمبر، ولم ينبس ببنت شفة حول الموضوع. وقد صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك سابقا ويليام داولي: "التغييرات في البيان والمؤتمر الصحفي اليوم تخبرك بأن خفض الفائدة سيحدث في أيلول/سبتمبر ما لم تتغير التوقعات الاقتصادية بشكل جوهري"، وهو يعلم أن التغييرات الجوهرية صعبة التحقق. وقال رئيس الاقتصاديين في شركة كيه بي إم جي ديان سونك: "أننا بحاجة إلى تحول عنيف وجوهري في البيانات، لكي نستبعد خفض الفائدة في أيلول/سبتمبر من حساباتنا وحسابات الفيدرالي".

 

مع العلم أنها المرة الثامنة على التوالي التي يثبت فيها الفيدرالي الأمريكي أسعار الربا منذ بدء دورة تشديد السياسة النقدية في آذار/مارس 2022.

 

إن الاقتصاد الأمريكي يعاني تدهورا شديدا، فهم لا يستطيعون حتى الآن السيطرة على التضخم، ولا تخفيض أسعار الربا. وأيضا الثبات قد يؤدي إلى زعزعة ثقة المستثمرين فتحدث أزمة عارمة، ناهيك من الواقع السياسي الذي تعيشه أمريكا وهي في مرحلة انتخابات غير مسبوقة، وقد تكون الأخيرة كولايات متحدة.

 

وأيضا انهيار المنظومة العالمية التي وضعتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، والتي تخالفها اليوم بكل وقاحة، وقد أصبحت الشعوب لا تثق بقيادتها للعالم، وأيضا تتطلع الدول للانعتاق من هذه الهيمنة لإرضاء شعوبها بدرجة الأولى.

 

لذلك المخرج الوحيد لأمريكا هو توسيع رقعة (الفوضى الخلاقة) في العالم، بزيادة النزاعات بشكل غير مسبوق، قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، أو تحاول فرض وباء جديد قد يعطيها متسعاً من الوقت! لذلك الأيام القادمة تغطيها سحابة قاتمة لا يعلم أحوال الطقس السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي فيها إلا الله، وقد تكون أسوأ أيام تعيشيها الكرة الأرضية.

 

وهذا كله ناتج من هذا النظام الرأسمالي الذي سمم كل شيء، وتحكم بالعباد وبحياتهم، وسلبهم كل أنواع الحرية مع أنه يحمل شعارات رنانة خلابة لا طعم لها ولا لون.

 

إن العالم اليوم بحاجة إلى نظام عالمي جديد يعيد لهذه البشرية إنسانيتها، ويعيد ترتيب أحوال العباد، ويرعى شؤونهم بنظام رباني، ولا وجود لهذا النظام إلا في مبدأ الإسلام ومنهجه الرباني الذي يخرج العباد مما هم فيه من ضنك العيش والعبودية إلى عدل الإسلام ورحمته، ويعيد الإنسانية إلى فطرتها التي خلق الله البشر عليها، فيعم شرع الله في ربوع الأرض وتزدهر من جديد.

 

قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

آخر تعديل علىالأحد, 04 آب/أغسطس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع