- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح49) مقارنة بين المبادئ الثلاثة من حيث مقياس الأعمال, والنظرة للمجتمع
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ التَّاسِعَةِ وَالأربَعِينَ, وَعُنوَانُهَا: "مُقَارَنَةٌ بَينَ المَبَادِئ الثَّلاثَةِ مِنْ حَيثُ مِقيَاسُ الأعْمَالِ وَالنَّظرَةِ إِلَى الْمُجتَمَعِ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الخَامِسَةِ وَالثَّلاثِينَ وَالسَّادِسَةِ وَالثَّلاثِينَ مِنْ كِتَابِ "نظَامِ الإِسلامِ" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.
يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "وَأمَّا مِنْ حَيثُ مِقيَاسُ الأعْمَالِ فِي الحَيَاةِ فَالمَبدَأُ الشُّيُوعِيُّ يَرَى أنَّ المادِّيـَّةَ أيِ النِّظَامَ المَادِّيَّ هُوَ المِقْيَاسُ فِي الحَيَاةِ، وَبِتَطَوُّرِهِ يَتَطَوَّرُ المِقْياسُ، وَالمَبدَأُ الرَّأسْمَالِيُّ يَرَى أنَّ مِقيَاسَ الأعْمَالِ فِي الحَيَاةِ هُوَ النفعيَّةُ، وَحَسَبَ هَذِهِ النَّفعِيَّةِ تُقاسُ الأعْمَالُ وَيُقَامُ بِهَا عَلَى هَذَا الأسَاسِ. وَالإسلامُ يَرَى أنَّ مِقْيَاسَ الأعْمَالِ فِي الحَيَاةِ هُوَ الحَلالُ وَالحَرَامُ، أيْ أوَامِرُ اللهِ وَنَوَاهِيهِ، فَالحَلالُ يُعْمَلُ، وَالحَرَامُ يُتْرَكُ، وَلا يَتَطَوَّرُ ذَلِكَ وَلا يَتَغَيَّرُ. وَلا تُحَكَّمُ فِيهِ النَّفعِيَّةُ، بَلْ يُحَكَّمُ الشَّرْعُ فَقَطْ. وأمَّا مِنْ حَيثُ النَّظرَةُ لِلمُجتَمَعِ فَالْمَبدَأُ الشُّيُوعِيُّ يَرَى أنَّ الْمُجتَمَعَ مَجمُوعَةٌ عَامَّةٌ، مِنهَا الأرْضُ، وَأدَوَاتُ الإِنتَاجِ، وَالطَّبِيعَةُ، وَالإِنسَانُ، بِاعتِبَارِهَا شَيئاً وَاحِداً هُوَ المادَّةُ، وَحِينَ تَتَطَوَّرُ الطَّبِيعَةُ وَمَا فِيهَا يَتَطَوَّرُ مَعَهَا الإِنسَانُ، فَيَتَطَوَّرُ الْمُجتَمَعُ كُلُّهُ، وَلِذَلِكَ كَانَ الْمُجتَمَعُ خَاضِعاً لِلتَّطَوَّرِ الْمَادِّيِّ، وَمَا عَلَى الإِنسَانِ إِلاَّ أنْ يُوجِدَ التَّنَاقُضَاتِ لِيُعَجِّلَ هَذَا التَّطَوُّرَ، وَحِينَ يَتَطَوَّرُ الْمُجتَمَعُ، يَتَطَوَّرُ الفَردُ بِتَطوُّرِهِ، فَيَدُورُ مَعَهُ كَمَا يَدُورُ السِّنُّ فِي الدُّولابِ. وَأمَّا المَبدَأُ الرَّأسْمَالِيُّ فَإِنَّهُ يَرَى أنَّ الْمُجتَمَعَ مُكَوَّنٌ مِنْ أفرَادٍ، وَأنَّهُ إِذَا انْتَظَمَتْ أُمُورُ الفَردِ انتَظَمَتْ أُمُورُ الْمُجتَمَعِ، وَلِذَلِكَ لا بُدَّ مِنَ النَّظرَةِ لِلفَردِ فَقَطْ، فَالدَّولَةُ إِنَّمَا تَعْمَلُ لِلفَردِ وَلِهَذَا كَانَ هَذَا الْمَبدَأُ فَرديّاً. وَأمَّا الإِسلامُ فَيَرَى أنَّ الأسَاسَ الَّذِي يَقُومُ عَلَيهِ الْمُجتَمَعُ هُوَ العَقِيدَةُ، وَمَا تَحْمِلُ مِنْْ أفكَارٍ وَمَشَاعِرَ، وَمَا يَنبَثِقُ عَنهَا مِنْ أنظِمَةٍ، فَحِينَ تَسُودُ الأفكَارُ الإِسلامِيَّةُ، وَالمَشاعِرُ الإِسلامِيَّةُ، وَيُطَبَّقُ النظامُ الإِسلامِيُّ عَلَى النَّاسِ، يُوجَدُ الْمُجتَمَعُ الإِسلامِيُّ، وَلِذَلِكَ كَانَ الْمُجتَمَعُ مُؤَلَّفَاً مِنَ الإِنسَانِ، وَالأفكَارِ، وَالمَشَاعِرِ، وَالأنظِمَةِ. وَأنَّ الإِنسَانَ وَحْدَهُ مَعَ الإِنسَانِ يُؤَلِّفُ جَمَاعَةً، وَلَكِنَّهُ لا يُؤَلِّفُ مُجتَمَعاً إِلَّا بِالأفكَارِ الَّتِي يَحمِلُهَا الإِنسَانُ، وَالمَشَاعِرِ المَوْجُودَةِ لَدَيْهِ، وَالأنظِمَةِ الَّتي تُطَبَّقُ عَلَيْهِ، لأنَّ الَّذِي يُوجِدُ العَلاقَةَ بَينَ الإِنسَانِ وَالإِنسَانِ إِنَّمَا هُوَ المَصْلَحَةُ، وَهَذِهِ المَصْلَحَةُ إِنْ تَوَّحَدَت الأفكَارُ عَلَيْهَا، وَإِنْ تَوَّحَّدَتِ المَشَاعِرُ نَحْوَهَا فَتَوَحَّدَ الرِضَا وَالغَضَبُ، وِإنْ تَوَحَّدَ النِّظَامُ الَّذِي يُعَالِجُ فَقَدْ وُجِدَتِ العَلاقَةُ بَينَ الإِنسَانِ وَالإِنسَانِ، وَإِنِ اخْتَلَفَتِ الأفكَارُ عَلَى المَصلَحَةِ، أوِ اختَلَفَتِ المَشَاعِرُ نَحْوَهَا، فَلَمْ يَتَوَّحَدِ الرِّضَا وَالغَضَبُ، أوِ اختَلَفَ النِّظَامُ الَّذِي يُعالِجُهَا بَينَ الإِنسَانِ وَالإِنسَانِ لَمْ تُوجَدِ العَلاقَةُ، وَبِالتَّالِي لَمْ يُوجَدِ الْمُجتَمَعُ، وَلِذَلِكَ كَانَ الْمُجتَمَعُ مُكَوَّناً مِنَ الإِنسَانِ، وَالأفكَارِ، وَالمَشَاعِرِ، وَالأنظِمَةِ، لأنَّهَا هِيَ الَّتِي تُوجِدُ العَلاقَةَ، وَتَجعَلُ الجَمَاعَةَ مُجتَمَعاً مُعَيَّناً. وَلِذَلِكَ لَوْ كَانَ جَمِيعُ النَّاسِ مُسْلِمينَ، وَكَانَتِ الأفكَارُ الَّتِي يَحمِلُونَهَا رَأسْمَاليَّةً دِيمُقرَاطِيَّةً، وَالمَشاعِرُ الَّتِي يَحمِلُونَهَا رُوحِيَّةً كَهَنُوتِيَّةً أوْ وَطَنيَّةً، وَالنِّظَامُ الَّذِي يُطَبَّقُ عَلَيهِمْ رَأسْمَاليّاً دِيمُقرَاطيّاً فَإِنَّ الْمُجتَمَعَ يَكُونُ مُجتَمَعاً غَيرَ إِسلامِيٍّ, وَلَوْ كَانَ جُلُّ أهلِهِ مِنَ المُسلِمِينَ".
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: بَعدَ أنْ قَارَنَ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ بَينَ المَبَادِئِ الثَّلاثَةِ مِنْ حَيثُ العَقِيدَةُ, وَانبِثَاقُ النِّظَامِ عَنهَا, طَفِقَ يُقَارِنُ بَينَ المَبَادِئِ الثَّلاثَةِ مِنْ حَيثُ مِقْيَاسُ الأعْمَالِ وَالنَّظرَةِ إِلَى الْمُجتَمَعِ:
أولا: من حيث مقياس الأعمال:
- المَبدَأُ الشُّيُوعِيُّ: يَرَى أنَّ المادِيَّةَ أيِ النِّظَامَ المَادِّيَّ هُوَ المِقْيَاسُ فِي الحَيَاةِ، وَبِتَطَوُّرِهِ يَتَطَوَّرُ المِقْياسُ.
- المَبدَأُ الرَّأسْمَالِيُّ: يَرَى أنَّ مِقيَاسَ الأعْمَالِ فِي الحَيَاةِ هُوَ النفعيَّةُ، وَحَسَبَ هَذِهِ النَّفعِيَّةِ تُقاسُ الأعْمَالُ وَيُقَامُ بِهَا عَلَى هَذَا الأسَاسِ.
- الإسلامُ: يَرَى أنَّ مِقْيَاسَ الأعْمَالِ فِي الحَيَاةِ هُوَ الحَلالُ وَالحَرَامُ، أيْ أوَامِرُ اللهِ وَنَوَاهِيهِ، فَالحَلالُ يُعْمَلُ، وَالحَرَامُ يُتْرَكُ، وَلا يَتَطَوَّرُ ذَلِكَ وَلا يَتَغَيَّرُ. وَلا تُحَكَّمُ فِيهِ النَّفعِيَّةُ، بَلْ يُحَكَّمُ الشَّرْعُ فَقَطْ.
ثانيا: من حيث النظرة للمجتمع:
1- الْمَبدَأُ الشُّيُوعِيُّ: يُمكِنُ إِجْمَالُ نَظرَتِهِ لِلمُجتَمَعِ بِالنِّقَاطِ الآتِيَةِ:
- يَرَى أنَّ الْمُجتَمَعَ مَجمُوعَةٌ عَامَّةٌ، مِنهَا الأرْضُ، وَأدَوَاتُ الإِنتَاجِ، وَالطَّبِيعَةُ، وَالإِنسَانُ، بِاعتِبَارِهَا شَيئاً وَاحِداً هُوَ المادَّةُ.
- يَرَى أنَّهُ حِينَ تَتَطَوَّرُ الطَّبِيعَةُ وَمَا فِيهَا يَتَطَوَّرُ مَعَهَا الإِنسَانُ، فَيَتَطَوَّرُ الْمُجتَمَعُ كُلُّهُ.
- يَرَى أنَّ الْمُجتَمَعَ خَاضِعٌ لِلتَّطَوَّرِ الْمَادِّيِّ، وَمَا عَلَى الإِنسَانِ إِلَّا أنْ يُوجِدَ التَّنَاقُضَاتِ لِيُعَجِّلَ هَذَا التَّطَوُّرَ.
- يَرَى أنَّهُ حِينَ يَتَطَوَّرُ الْمُجتَمَعُ يَتَطَوَّرُ الفَردُ بِتَطوُّرِهِ, فَيَدُورُ مَعَهُ كَمَا يَدُورُ السِّنُّ فِي الدُّولابِ.
2- المَبدَأُ الرَّأسْمَالِيُّ: يُمكِنُ إِجْمَالُ نَظرَتِهِ لِلمُجتَمَعِ بِالنِّقَاطِ الآتِيَةِ:
- يَرَى أنَّ الْمُجتَمَعَ مُكَوَّنٌ مِنْ أفرَادٍ.
- يَرَى أنَّهُ إِذَا انْتَظَمَتْ أُمُورُ الفَردِ انتَظَمَتْ أُمُورُ الْمُجتَمَعِ.
- يَرَى أنَّهُ لا بُدَّ مِنَ النَّظرَةِ لِلفَردِ فَقَطْ.
- يَرَى أنَّ الدَّولَةَ إِنَّمَا تَعْمَلُ لِلفَردِ, وَلِهَذَا كَانَ الْمَبدَأُ الرأسْمَالِيُّ فَرديّاً.
3- الإِسلامُ: يُمكِنُ إِجْمَالُ نَظرَتِهِ لِلمُجتَمَعِ بِالنِّقَاطِ الآتِيَةِ:
- يَرَى أنَّ الأسَاسَ الَّذِي يَقُومُ عَلَيهِ الْمُجتَمَعُ هُوَ العَقِيدَةُ، وَمَا تَحْمِلُ مِنْْ أفكَارٍ وَمَشَاعِرَ، وَمَا يَنبَثِقُ عَنهَا مِنْ أنظِمَةٍ.
- يَرَى أنَّهُ حِينَ تَسُودُ الأفكَارُ الإِسلامِيَّةُ، وَالمَشاعِرُ الإِسلامِيَّةُ، وَيُطَبَّقُ النظامُ الإِسلامِيُّ عَلَى النَّاسِ، يُوجَدُ الْمُجتَمَعُ الإِسلامِيُّ.
- يَرَى أنَّ الْمُجتَمَعَ مُؤَلَّفٌ مِنَ الإِنسَانِ، وَالأفكَارِ، وَالمَشَاعِرِ، وَالأنظِمَةِ.
- يَرَى أنَّ الإِنسَانَ وَحْدَهُ مَعَ الإِنسَانِ يُؤَلِّفُ جَمَاعَةً، وَلَكِنَّهُ لا يُؤَلِّفُ مُجتَمَعاً إِلَّا بِالأفكَارِ الَّتِي يَحمِلُهَا الإِنسَانُ، وَالمَشَاعِرِ المَوْجُودَةِ لَدَيْهِ، وَالأنظِمَةِ الَّتي تُطَبَّقُ عَلَيْهِ.
- يَرَى أنَّ الَّذِي يُوجِدُ العَلاقَةَ بَينَ الإِنسَانِ وَالإِنسَانِ إِنَّمَا هُوَ المَصْلَحَةُ.
- يَرَى أنَّ المَصْلَحَةَ إِنْ تَوَّحَدَت الأفكَارُ عَلَيْهَا، وَإِنْ تَوَّحَّدَتِ المَشَاعِرُ نَحْوَهَا فَتَوَحَّدَ الرِضَا وَالغَضَبُ.
- يَرَى إنْ تَوَحَّدَ النِّظَامُ الَّذِي يُعَالِجُ فَقَدْ وُجِدَتِ العَلاقَةُ بَينَ الإِنسَانِ وَالإِنسَانِ، وَإِنِ اخْتَلَفَتِ الأفكَارُ عَلَى المَصلَحَةِ، أوِ اختَلَفَتِ المَشَاعِرُ نَحْوَهَا، فَلَمْ يَتَوَّحَدِ الرِّضَا وَالغَضَبُ، أوِ اختَلَفَ النِّظَامُ الَّذِي يُعالِجُهَا بَينَ الإِنسَانِ وَالإِنسَانِ لَمْ تُوجَدِ العَلاقَةُ، وَبِالتَّالِي لَمْ يُوجَدِ الْمُجتَمَعُ.
- يَرَى أنَّ الأفكَارَ، وَالمَشَاعِرَ، وَالأنظِمَةَ هِيَ الَّتِي تُوجِدُ العَلاقَةَ، وَتَجعَلُ الجَمَاعَةَ مُجتَمَعاً مُعَيَّناً.
- يَرَى أنَّهُ لَوْ كَانَ جَمِيعُ النَّاسِ مُسْلِمينَ, وَكَانَتِ الأفكَارُ الَّتِي يَحمِلُونَهَا رَأسْمَاليَّةً دِيمُقرَاطِيَّةً، وَالمَشاعِرُ الَّتِي يَحمِلُونَهَا رُوحِيَّةً كَهَنُوتِيَّةً أوْ وَطَنيَّةً، وَالنِّظَامُ الَّذِي يُطَبَّقُ عَلَيهِمْ رَأسْمَاليّاً دِيمُقرَاطيّاً، فَإِنَّ الْمُجتَمَعَ يَكُونُ مُجتَمَعاً غَيرَ إِسلامِيٍّ, وَلَوْ كَانَ جُلُّ أهلِهِ مِنَ المُسلِمِينَ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.