السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الذكرى الـ79 لاستقلال إندونيسيا: استقلال بلا حرية حقيقية!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الذكرى الـ79 لاستقلال إندونيسيا: استقلال بلا حرية حقيقية!

 

 

الخبر:

 

أقامت إندونيسيا لأول مرة احتفالاً بيوم الاستقلال في العاصمة الجديدة نوسانتارا في 17 آب/أغسطس، لكن بحجم محدود بسبب التأخيرات المستمرة في البناء ونقص الموارد. وقد اقتصر الحضور على 1300 ضيف فقط نظراً لأن البنية التحتية، بما في ذلك أماكن الإقامة والإمدادات الغذائية، لا تزال غير مكتملة. ووصف عامل البناء موليانا التحديات التي واجهها مثل العمل على مدار الساعة وصعوبة نقل المواد. ورغم الحدث والجهود المستمرة من الرئيس جوكو ويدودو، الذي بدأ مشروع الـ32 مليار دولار، لا تزال هناك شكوك حيث تواجه خطط الانتقال تأخيرات. وقد تعهد الرئيس القادم برابوو سوبيانتو بمواصلة تطوير المشروع.

 

التعليق:

 

إن الاحتفال بالذكرى الـ79 لاستقلال إندونيسيا لم يسهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة الناس. وعلى الرغم من كونها أكبر أرخبيل في العالم وأكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان، إلا أن البلاد لا تزال محاصرة في أزمات متعددة الأبعاد.

 

فالديون الوطنية المرتفعة، والفساد المستشري، والبطالة، والفقر، والتدهور البيئي، وتدني مستوى التعليم، والجريمة، والانحلال الأخلاقي، وارتفاع معدل الانتحار، لا تزال قضايا مستمرة.

 

تتمتع إندونيسيا بموارد طبيعية وفيرة، مثل الغابات والبحار والنفط والغاز والفحم والنيكل والذهب وغيرها. ولكن للأسف، هذه الموارد لا تُدار بالكامل من قبل الدولة، بل تتحكم فيها جهات خاصة محلية وأجنبية، بما في ذلك من الصين والولايات المتحدة.

 

في الساحة السياسية، تُعرف النخب الإندونيسية بالفساد والبراغماتية. فهم يفضلون مصالح سلالاتهم السياسية وأحزابهم على رفاهية الشعب، ما يترك المجتمع دون رعاية. ونتيجة لذلك، لا تزال قضايا الفقر والجوع والبطالة غير معالجة في إندونيسيا.

 

مع اقتراب الاحتفال بعيد الاستقلال لعام 2024 في 17 آب/أغسطس، أصدرت الحكومة قراراً مثيراً للجدل، حيث أمرت 18 من المشاركين في مراسم رفع العلم، خاصة اللاتي يرتدين الخمار، بخلع خمرهن بدعوى "احترام التنوع"! وبعد احتجاجات كبيرة من شخصيات ومجموعات إسلامية، تم إلغاء هذا القرار في نهاية المطاف.

 

هذا الحدث يعكس موقف الحكومة الحالية في إندونيسيا، التي تتميز بالبراغماتية والفساد ومعاداة الإسلام.

 

في ظل هذه الظروف، كيف يمكن لإندونيسيا أن تحقق الاستقلال الحقيقي؟

 

إن تاريخ استقلال إندونيسيا متجذر في الجهاد الذي قام به المسلمون من مختلف المناطق والذين قاتلوا ضد المستعمرين الهولنديين واليابانيين الذين استعمروا البلاد لأكثر من 350 عاماً. لكن للأسف، منذ الاستقلال، تُحكم البلاد بنظام علماني وحكام ملتزمين بتكريس العلمانية، سواء من خلال الأيديولوجيات اليسارية أو الاشتراكية أو الرأسمالية الليبرالية. ونتيجة لذلك، ظلت المصالح الأجنبية لمختلف الدول مسيطرة على البلاد.

 

إذا كانت إندونيسيا تسعى حقاً لتحقيق الاستقلال، فيجب أن يتم إجراء تقييم وطني يعتمد الإسلام كأساس للحياة في الدولة. تماماً كما استطاع الإسلام والمسلمون طرد المستعمرين الهولنديين واليابانيين، فإن الإسلام والمسلمين قادرون على إحياء هذه الأمة وتحويلها إلى دولة عادلة ومزدهرة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله أسوار

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 21 آب/أغسطس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع