- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حين ينتحل المجرم صفة الضّحيّة!
الخبر:
أظهر تقرير لمجموعة عمل داخلية أن جامعة كولومبيا العريقة في نيويورك عانت إخفاقات في التعامل مع مظاهر معادية للسامية، خلال الاحتجاجات التي شهدتها على خلفية الحرب في قطاع غزة. وأفادت مجموعة العمل في شأن معاداة السامية التي شكلتها الجامعة في تقرير ثان أصدرته الجمعة بأن "شهادات مئات الطلاب اليهود و(الإسرائيليين) تدل على أن المجتمع الجامعي لم يتعامل معهم بالتحضر والاحترام والمساواة"، الموعودة لكل طالب. (إندبندنت عربية)
التّعليق:
حين ينتحل المجرم دور الضّحيّة ويسعى بكلّ الوسائل للتّضليل وتزييف الحقائق فإنّه وبلا شكّ سيبحث عن كلّ التّبريرات والحجج ليظهر نفسه بريئا من كلّ الجرائم التي يقترفها، بل وبكلّ وقاحة يندّد بمن يجرّمه ويتّهمه ويعتبر ذلك معاداة للسّاميّة!
فما أظهره تقرير لمجموعة عمل داخليّة (تتكوّن من 500 طالبٍ) من أنّ جامعة كولومبيا العريقة في نيويورك عانت إخفاقات في التّعامل مع مظاهر معادية للسّامية، خلال الاحتجاجات التي شهدتها على خلفيّة الحرب في قطاع غزّة يعكس نفاق من يؤيّدون كيان يهود وفسادهم.
لقد عبّر هؤلاء الطّلبة عن دعمهم لكيان يهود، ورسم بعضهم صلباناً معقوفة قبالة أماكن سكنهم الجامعيّة معبّرين بذلك عن تأييدهم لمن احتلّ أرضا واغتصبها من أهاليها وأجبرهم على النّزوح ونسف المنازل وقصف المدارس والمستشفيات والمساجد وقتل الأطفال والنّساء الأبرياء، وينفّذ المجزرة تلو الأخرى بلا مبالاة.
فهؤلاء يدعمون إجرام كيان يهود ويؤيّدون ما يقوم به في غزّة ثمّ يندّدون بمن ينتقدهم أو يعارضهم أو "يدفعهم أرضا"!
يشهد العالم على مدى سنة تقريبا المجازر المروّعة التي يقترفها كيان يهود في حقّ أهالي غزّة وفلسطين عامّة منذ عقود، ولا يخفى على أحد أنّه غاصب محتلّ رغم فرضه الاعتراف به "كدولة".
ما يقترفه هذا الكيان في حقّ أهالي غزّة، رغم تخاذل الحكّام والجيوش عن نصرتهم ودفع الظّلم عنهم قد لاقى في العالم أجمع تعاطفا من الشّعوب التي عبّرت عن رفضها لهذه الهجمات الهمجية والمجازر الوحشيّة التي يرتكبها في حقّهم... ومن البديهيّ أنّ كلّ من يدعمها سيلقى الاستنكار والرّفض والانتقاد.
بكلّ وقاحة يطالب هؤلاء الطّلبة اليهود الجامعة بحمايتهم ممّن يعادون السّامية ويعارضونها... يدعمون الإرهاب والإجرام وينادون باحتضانه والدّفاع عن منفّذيه!
عالم اليوم يحكمه نظام رأسماليّ أفسد القيم ونشر الدّمار، ففي ظلّه يقتّل الأبرياء وينتحل فيه المجرمون صفات الضّحايا الشّرفاء! وفي ظلّه يعيش المسلمون في ضعف وقهر تحت إمرة الظّالمين والأعداء وقد نخر جسد أمّتهم ألف داء وداء... فمتى يعون أنّ التّعافي والشّفاء لا يكون إلّا بعودة الدّولة التي فرضها ربّ الأرض والسّماء؟!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت