- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
«مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ؛ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ»
الخبر:
أفادت وسائل إعلام بمقتل شخص وإصابة نحو 49 آخرين معظمهم من الجنود، بإصابات متفاوتة حالة عدد منهم خطيرة جراء دهس شاحنة عددا كبيرا من جنود الاحتلال والمستوطنين بمحطة للحافلات شمالي تل أبيب والتي تقع قرب مقر وحدة استخبارات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال وتضم أيضا مقرا للموساد. وتم استشهاد سائق الحافلة وهو من مدينة قلنسوة في منطقة المثلث داخل فلسطين المحتلة 1948. وقد وُصفت العملية بأنها من أصعب العمليات وأضخمها التي حدثت بالفترة الماضية، لأن عددا كبيرا من المصابين جنود كانوا في طريقهم إلى قواعدهم العسكرية.
التعليق:
قبيل حرب الإبادة على غزة أطلقت حكومة الاحتلال قانون الطوارئ، الذي لاحقت به أعدادا كبيرة من الفلسطينيين في القدس وأراضي الـ48 على خلفية مشاركتهم بهبة الكرامة التي انطلقت بموازاة معركة سيف القدس عام 2021، وأصدرت محاكم الاحتلال ضدهم أحكاماً بالسجن لفترات طويلة، بالإضافة إلى الغرامات المالية الباهظة، ما حد من الحراك الجماهيري بشكلٍ شبه تام في الداخل والقدس حول غزة وما يحصل فيها من إبادة.
وعلى الرغم من القيود والملاحقة وهذه المحاولات لعزل مدينة القدس والداخل عن مجريات حرب الإبادة والتفاعل معها، من خلال قمع حرية التعبير بكافة أشكالها، سواء في المظاهرات الاحتجاجية المناهضة لحرب الإبادة أو في وسائل التواصل الإلكتروني، أو نشر أي محتوى يكشف جرائم جيش الاحتلال، والقيام بحملة غير مسبوقة من الاعتقالات على خلفية منشورات فُسّرت بأنها داعمة لغزة، فضلا عن تعقب الأفراد أو المؤسسات وأبرزها الجامعات، ومراقبة أي فعل قد يُفسّر على أنه تحريض ودعم للمقاومة، على الرغم من كل ذلك فقد حصلت عمليات فردية مؤثرة نفذها شباب من سكان القدس والداخل المحتل، أوقعت قتلى وجرحى رغم تواضع الإمكانيات المتوفرة، ومنها حادثة الدهس هذه.
وكلنا رأينا العمليات الاستشهادية من الأردن وتركيا وغيرها التي حصلت في فلسطين، كذلك المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات والمطالبة بفتح الحدود. ومع أنها حالات فردية لكنها تدل على خيريّة هذه الأمة وأبنائها، وأن العقيدة عندهم قوية وليسوا متخاذلين مثل الحكام، بل يحتاجون فقط إلى من يقودهم ويوجههم الاتجاه الصحيح للنصرة الحقيقية وإزاحة هذا الاحتلال البغيض. يحتاجون إلى قائد وإمام جُنة يقودهم وسط جيش جرار يجتث يهود من جذورهم ويريح العالم من شرورهم. فالأمل موجود، وكل ما يحصل، رغم بشاعته، هو من إرهاصات النصر القادم بإذن الله، ويحتاج منا الصبر والإيمان والتحمل، وحتى يميز الله الخبيث من الطيب. قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)