الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
القمة العربية الإسلامية في الرياض - الغثاء الفاسد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

القمة العربية الإسلامية في الرياض - الغثاء الفاسد

 

 

 

الخبر:

 

عقدت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية الثانية وهي قمة طارئة، يوم الاثنين 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بمدينة الرياض عاصمة السعودية برئاسة محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لبحث تطورات عدوان يهود على لبنان وقطاع غزة.

 

التعليق:

 

قمة رويبضات المسلمين الثانية هذه جاءت لتردد أسطوانة القمة الأولى نفسها والمتعلقة بالحرب الدائرة في فلسطين ولبنان. فلم تتعد الحدود المرسومة لها والتي لا تبرح كلمات الشجب والاستنكار وذرف دموع التماسيح والتعويل على المنظمات الدولية الأخرى. فقد جاء بيانها الختامي ليحذر من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية. وكأن التصعيد والإمعان في قتل ما يزيد عن 50 ألفاً من أبناء غزة و4 آلاف من أهل لبنان لم يصل بعد إلى الخطورة التي يراها ممثلو 47 دولة من دول البلاد الإسلامية! وكأن هؤلاء الرويبضات لا يعلمون أن منظمتهم لوحدها تشكل أكبر وزن سكاني ومالي وتقني في كافة المنظمات الدولية المشابهة! فهي تحكم ما يزيد على ملياري نسمة غالبيتهم مسلمون، وتحتل أكثر من 32 مليون كم2، وتسيطر على معظم الممرات المائية في العالم. لقد جاء البيان الختامي ليكشف عن تواطؤ هؤلاء الرويبضات أذناب الغرب الكافر، مع ما تريده أمريكا وربيبتها دولة يهود المسخ، والتي أدت إلى تدمير غزة، وفرض الهيمنة العسكرية والأمنية على معظم أجزاء الضفة الغربية.

 

فقد جاء على لسان السيسي في كلمته "إن الشرط الأساسي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة هو الانتقال من نظام إقليمي جوهره الصراع والعداء، إلى نظام آخر يقوم على السلام والتنمية" وهذا هو عين ما تهدف إليه أمريكا من خلال إطالة أمد الحرب، فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بعد أن تعيد ترتيبه على غير ما كان عليه وتحكم قبضتها على المنطقة من خلال ما أسمته مجلس أمن الشرق الأوسط.

 

أما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فقد طالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وكأنه لا علاقة له ولبلاده في الأمر! فالأصل أنه صاحب القضية ففلسطين علاوة على أن أهلها مسلمون وذمتهم تلزم ذمته، فهي كذلك عضو في المنظمة التي يترأس قمتها، فالأصل أن تكون قضيتهم هي قضيته. ولكنه يطالب هكذا وكأنه يخاطب الهواء! ولم ينس وهو رئيس القمة أن يدين الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان يهود في غزة. ولو كنت ساخرا في هذا التعليق لقلت له "صح لسانك أيها الأمير، لقد أدنت بملء فيك، ولو ملأته حجرا من نار لكان خيرا لك". وبالتأكيد لم يتوان ولي العهد عن إضافة مقطع مهم لبيانه يتعلق بإيران، والتي لا شك أن أمريكا طلبت ذلك منه توطئة للدور المزمع إعطاؤه لإيران في مجلس أمن الشرق الأوسط الجديد، لذلك فقد دعا ابن سلمان إلى "احترام سيادة إيران والامتناع عن مهاجمة أراضيها".

 

أما ملك الأردن فقد دعا الدول الشقيقة والصديقة، كما أسماها، للمشاركة في إطلاق جسر إنساني لكسر الحصار المفروض على الأهل في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الطارئة إلى القطاع الذي يعاني من كارثة إنسانية. وليت شعري كيف تجرأ على مطالبة كهذه والجسر الإنساني في مملكته يمتد عدة أميال من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والعسكرية وموارد الطاقة للكيان الغاصب! ولم يضطر لمناشدة الدول الصديقة والشقيقة لإطلاق هذا الجسر الخبيث! ولم يكتف بذلك بل أضاف أنه "لا بد من تحرك فوري لإنهاء العدوان، وما يسبب من قتل ودمار وتصعيد في المنطقة. لا نريد كلاما، نريد مواقف جادة وجهودا ملموسة لإنهاء المأساة، وإنقاذ أهلنا في غزة، وتوفير ما يحتاجون من مساعدات". لقد كاد أن يقع في شرك لا تعفيه منه أمريكا ولا بريطانيا حين أكد أنه لا يريد كلاما بل أفعالا. فلو وضعوا له نقطة ولم يكمل ما بعدها لترك تصريحه عرضة للتفسير والذي قد يحتمل أن عكس الكلام قد يكون حشد الجيوش والقتال (حاشا لمثله أن يقصد ذلك)، فقد أنهى اقتراحه بتحديد مقصده بالأعمال التي لا تزيد عن كمادات لجروح، أو غطاء يستر عورات من مزقت ملابسه، أو لقيمات يقمن أود طفل! أما حشد الجيوش وأولها جيشه المقدام فهذا محرم فيه الكلام، وبعيد عن اللوم والعتاب، وعصي على رفع السيوف والحراب. واختتم الملك بإبداء تخوفه الشديد من أن يدفع الجميع ثمن الحرب إذا استمرت، ولعله يقصد فقدان مملكته.

 

أما رئيس تركيا، ودونما خجل من سلطان إسطنبول عبد الحميد والتي يتربع على عرشها أردوغان الآن، فقد سكت دهرا ونطق كفرا، حيث رجح أن الحالة الصعبة التي آلت إليها الأوضاع في غزة ترجع إلى عجز البلاد الإسلامية! الله أكبر كيف توصلت إلى هذه النتيجة يا بطل؟! وكأنك لا تنتمي إلى ذات الدول العاجزة ودولتك أكبرها وأقواها! ولعلك تقصد عجز دويلة القمر المتحدة، أو غامبيا أو توغو أو غويانا (وكلها كانت حاضرة المؤتمر الكارثي). ومضى أردوغان إلى توجيه الانتقاد والملامة في عجز البلاد الإسلامية حيال مجازر يهود المستمرة في غزة، قائلاً: "بينما تقدم حفنة من الدول الغربية كل أنواع الدعم لـ(إسرائيل) تعجز (الدول الإسلامية) عن إبداء رد فعل ما أدى إلى وصول الوضع في غزة لهذا المستوى". ومرة أخرى فالأمر لا يعنيه أبدا. وكأن الأمة غافلة لا تقرأ ولا تسمع! ألم تعلم يا أردوغان ماذا طالب جمهور غفير في مظاهرة أمام سفارتك في طوكيو؟ لقد طالبوا بوقف العلاقات مع دولتك وطرد سفيرك هناك لاستمرار دولتك بتأمين شحنات البترول لكيان يهود الغاصب، لتغطية أكثر من 60% من احتياجاته النفطية. صدق من قال "لقد مات من كان يستحي". ومن فقد الحياء فقد دفن الإيمان من قبله. ولكن أردوغان يعلم أنه يتكلم مع ملوك ورؤساء وأمراء ووزراء من الوزن الخفيف جدا، وجميعهم مثله متواطئون متخاذلون. فلو كان يعلم أن بين الجموع من هو شريف صادق، لما تجرأ أن يتقيأ بعض خيانته.

 

إن مؤتمر قادة الدول في بلاد المسلمين هذا هو أس البلاء، وهو الشر الجاثم على صدر الأمة، والذي قيدها بقيود من نار وحديد، وصرفها عن أداء واجبها الشرعي، ومنعها من القيام بما فرضه الله عليها. فهم شر من إبليس الذي يوسوس ولا يملك قوة التنفيذ. فهؤلاء ملكوا على الأمة حواسها كي لا تحس بما يجري، وملكوا عليها عقولها كي لا تفكر فيما ينجي، وملكوا عليها أعمالها كي لا تعصف بهم في هاوية سحيقة. ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره، ولو كره الكافرون. وأنه بعد ليال عشر سوداء قاتمة لا بد من بزوغ فجر وضاح النور، وأنه مع كل عسر يسرا، ومع كل عسر يسرا. ولسوف يقيض الله لهذه الأمة ثلة من المؤمنين لا يخشون في الله لومة لائم، يطيحون بأردوغان والسيسي وعبد الله وابن سلمان وغيرهم من حكام المسلمين العملاء، وما ذلك على الله بعسير.

 

﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد جيلاني

آخر تعديل علىالسبت, 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع