- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نزيف في صفوف الجيش "الذي لا يقهر" يبشّر بنهايته
الخبر:
قال الخبير العسكريّ والاستراتيجي اللّواء الرّكن محمد الصّمادي إنّ الخسائر التي يمنى بها جيش الاحتلال في قطاع غزّة تعكس مستوى الإرهاق الجسديّ والنّفسيّ الذي يعانيه هذا الجيش، بعد أن طال أمد الحرب.
جاء ذلك في سياق تعليق اللّواء الصّمادي على ما نقلته وسائل إعلام يهوديّة عن مصادر عسكريّة من أنّ الجيش يعاني نقصا في القوى البشريّة، بعد إصابة ومقتل نحو 10 آلاف جنديّ في الحرب، وأنّ الإرهاق يتفاقم لدى الجنود بسبب استمرار الحرب في جبهات عدّة. ويستشهد اللّواء - في تحليله للمشهد العسكريّ في قطاع غزّة - بما أوردته صحيفة "يسرائيل هيوم" عن هرب ما يقارب 500 ضابط برتبة رائد، في ظاهرة وُصفت بأنّها نزيف في صفوف هذا الجيش.
ورتبة رائد هي العمود الفقريّ لجيش الاحتلال، كما يوضّح الخبير العسكريّ والاستراتيجي، الذي أشار إلى أنّ الاحتلال يرفض الكشف عن الخسائر التي يتكبّدها جنوده وضبّاطه في غزّة. (الجزيرة نت، 01/01/2025)
التّعليق:
قيل إنّه جيش لا يقهر ولكنّه قُهر؛
- قهره أطفال يحملون الحجارة الصّغيرة في أياديهم ويرمونه بها غير آبهين بدبّاباته ولا بسلاحه ولا برصاصه.
- قهرته نساء صامدات شامخات مرابطات يدافعن عن الأقصى ولا يخشين وعيد جنوده ولا تهديداتهم.
- قهرته أمّهات يفخرن بأبنائهنّ الشّهداء ويطلقن الزّغاريد مستبشرات.
- قهره إصرارهنّ على إرسال أبنائهنّ الآخرين فداء للدّين والأقصى.
- قهره صمود الشّيوخ وذودهم عن الأراضي المقدّسة التي يفدونها بالرّوح وتسفك من أجل تحريرها الدّماء.
لقد ظهر جيش الاحتلال ضعيفا جبانا، سعى دوما إلى إخفاء الأرقام الحقيقيّة لخسائره حتّى يحفظ ماء وجهه ويحافظ على لقبه المزعوم "جيش لا يقهر!"، فلم يكشف عن هذه الحقائق ولكنّ الإحصاءات والدّراسات فنّدت مخطّطاته ومزاعمه وأظهرت خسائره الجسيمة؛ ففي إنفوجرافيك قدّمه فريق الخليج أونلاين بلغت خسائر الاحتلال منذ العدوان على غزّة في السّابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتّى الثّامن من تشرين الأول/أكتوبر 2024، أكثر من ألف و200 قتيل، و383 منذ بداية الغزو البرّيّ، فيما يقدّر عدد الجرحى بنحو 11 ألفا و549 جنديّا.
هذه الحقائق دفعت بالجنود والضبّاط إلى الخروج من الصّفوف وتغيير مكان الوقوف؛ هو جيش سيصطفّ وراء من ينادي بالحياة لا بالموت والفناء.
هذا هو جيش الاحتلال؛ جيش يخشى الموت ويتعلّق بالحياة ولا يريد مفارقتها. لقد كشفت حرب غزّة حقيقته وأظهرت عيوبه وعواره، فما يقارب الـ500 ضابط برتبة رائد هربوا في هذه الحرب. هذه الحرب التي تعتبر من أطول الحروب التي خاضها جيش الاحتلال وأرهقته جسديّا ونفسيّا فأظهرت ضبّاطه وجنوده جبناء ضعفاء يخشون الموت ويهربون منه، فسهل على أطفال الحجارة والنّساء والشّيوخ أن يقضوا مضاجع هذا الجيش الجبان.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت