- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الاختطاف والاختفاء القسري: رمز لمبدأ فاشل
(مترجم)
الخبر:
تشهد كينيا موجة غير مسبوقة من عمليات الاختطاف والقتل التي تستهدف أفراداً مختلفين. وأعربت اللجنة الوطنية الكينية لحقوق الإنسان عن قلقها العميق إزاء الارتفاع المقلق في حالات الاختطاف والاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء في جميع أنحاء البلاد. هذا الاتجاه المقلق، فقد خرجت بعض مجموعات المحتجين الشباب في مسيرة في وسط مدينة نيروبي يوم الاثنين 30 كانون الأول/ديسمبر، بينما نظمت مجموعات صغيرة أخرى اعتصامات، بينما ملأت سحب من الغاز المسيل للدموع الهواء، وردّدوا شعارات ضد الحكومة، وحمل بعضهم لافتات تندد بالاعتقالات غير القانونية بينما كانت الشرطة على ظهور الخيل تقوم بدوريات في مكان قريب.
التعليق:
لقد أصبحت عمليات الاختطاف والقتل ظاهرة عالمية تستخدمها كلّ من الدول وعصابات الجريمة المنظمة كأداة لإسكات الخطاب السياسي والقضاء على التنافس بين العصابات. أما بالنسبة للدول، فإن هذا يرقى إلى مستوى إرهاب الدولة حيث تصبح عمليات الاختطاف وسيلة للقضاء على أي معارضة سياسية أو تهديد مبدئي. إنّ الليبرالية الحالية تقوم على مجموعة من القيم هي حقوق الإنسان والحرّيات والحقّ في الإجراءات القضائية الواجبة، ومن أجل سيادة أي دولة ليبرالية وشرعية الحكومة يجب الحفاظ على هذه القيم.
إنّ الاختطاف الذي ترعاه الدولة هو رمز رئيسي في واقع اليوم حيث إنّ الليبرالية متدهورة فكرياً ومفلسة، ولا يمكنها مواجهة أي معارضة فكرياً. ومع وجود مجلدات من التشريعات الجنائية تحت تصرف الأنظمة القضائية الليبرالية فإن كل القيم التي تشكل أساس النظام تنهار أمام الإسلام. بعد إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش (الحرب على الإرهاب)، تمّ تصوير الإسلام على أنه مبدأ إرهابي. ومنذ ذلك الحين شهد العالم دولاً تنفذ عمليات الاختطاف دون عقاب. لقد تم إطلاق العنان لكل أشكال الإرهاب الذي تمارسه الدولة على الأمة الإسلامية في حين ظل العالم غافلاً عن هذه الجريمة الشنيعة.
بعد تبني كينيا قانون الإرهاب، وقع المسلمون ضحايا لهذا القانون الوحشي لأكثر من خمسة عشر عاماً، والذي أطلق العنان للعديد من عمليات الاختطاف والاختفاء القسري حتى الآن دون أي فكرة عن مصيرهم. وقد امتدّ إسراف الدولة الهائل اليوم ليشمل غير المسلمين، ما دفع عامة الناس إلى الاستيقاظ من سُباتهم الطويل للتعبير عن احتجاجهم على زيادة عمليات الاختطاف. وبقدر ما تظلّ هذه الجريمة جريمة، فقد حان الوقت لكي يرفع الناس العاديون من مستوى فهمهم للوضع الدولي، وأن ينظروا إلى المسلمين باعتبارهم ضحايا لليبرالية المفلسة.
إنّ الإسلام هو المنارة الوحيدة للأمل والتحرّر الحقيقي من قيود عبودية الرأسمالية، والذي سيحافظ بشكل مطلق ونهائي على كرامة الإنسان وشرفه وحياته ودمه وممتلكاته باعتبارها الهدف التشريعي (المقاصد) لتطبيق الشريعة الإسلامية. إن التاريخ الإسلامي مليء بأمثلة العدالة للمسلمين وغير المسلمين منذ إنشاء الدولة الإسلامية في المدينة المنورة على يدّ النبي ﷺ حتى سقوطها عام 1924م.
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي عمر البيتي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا