رسائل إلى الخليفة في رمضان- 28
- نشر في أخرى
- كٌن أول من يعلق!
فإن العالم يا أمير المؤمنين قد كان قبلك كالغابة حقا وفعلا، كان القوي في كل بقاع الأرض يأكل الضعيف، فقد كان يتحكم في العالم أرذل الناس من لا يخشون إلا على مصالحهم وأموالهم، ...
فإن العالم يا أمير المؤمنين قد كان قبلك كالغابة حقا وفعلا، كان القوي في كل بقاع الأرض يأكل الضعيف، فقد كان يتحكم في العالم أرذل الناس من لا يخشون إلا على مصالحهم وأموالهم، ...
الخلافة هي قيام الشيء مقام الشيء، والحكم لله تعالى، وقد جعله الله للخلق على العموم بقوله ﷺ: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ» رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري، مصداقا لقوله تعالى ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس: 14]،[1] أي أن تطبقوا أحكام الله، ومنهج الله فيما بينكم وعلى أنفسكم في كل شأن، والخلافة على الخصوص في الحكم، من قبل الحاكم يحكم بما أنزل الله، إذ أن هذا المنهج هو الذي يميز بين أن يكون المستخلف في الأرض مفسدا فيها، سافكا للدماء، أو أن يكون خليفة يعصمه ذلك المنهج عن ذلك الزلل، ولكي يسود المنهج لا بد أن يسود من خلال دولة، لا مجرد أن يلتزم به أفراد في ظل مجتمع يطغى فيه غير ذلك المنهج!
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى في سورة القدر: (بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ). وَقَالَ اللهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الدُّخَانِ: (بسم الله الرحمن الرحيم حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴿٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). أَنْزَلَ اللهُ القُرْآنَ الكَرِيمَ، وَهُوَ كِتَابٌ ذُو قَدْرٍ، مِنْ مَكَانٍ ذِي قَدْرٍ، وَهُوَ اللَّوحُ المَحْفُوظُ، مَعَ مَلَكٍ ذِي قَدْرٍ، وَهُوَ جِبْرِيلُ عَلَيهِ السَّلَامُ، عَلَى نَبِيٍّ ذِي قَدْر، وَهُوَ مُحَمَّدٌ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فِي لَيلَةٍ ذَاتِ قَدْرٍ، وَهِيَ لَيلَةُ القَدْرِ، التِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ، لِأمَّةٍ ذَاتِ قَدْرٍ، وَهِيَ أمَّةُ الإِسْلَامِ التِي شَرَّفَنَا اللهُ تَعَالَى وَإِيَّاكُمْ بِأنْ جَعَلَنَا مُسْلِمِينَ!!
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ. ...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يا أمير المؤمنين، حفظك الله سدد خطاك لما يحب ويرضى.
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ، وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَقَالَ ﷺ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا». فِي هَذَا الحَدِيثِ النَّبَوِيّ الشَّرِيفِ يُجِيبُ النَّبَيُّ ﷺ عَنْ سُؤَالِ السَّائِلِ مُسْتَفْسِرًا عَنْ أحَبِّ النَّاسِ، وَأحَبِّ الأعْمَالِ، فَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ». وَيَجْعَلْ فِي قِمَّةِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَفِي قِمَّةِ الْأَعْمَالِ الْمَقْبُولَةِ عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِدْخَالَ السُّرُورِ عَلَى الْمُسْلِمِ، وَذَلِكَ بِوَاحِدٍ مِنَ الأعْمَالِ الآتِيَةِ: تَفْرِيجُ كُرْبَةٍ مِنْ كُرَبِهِ، أوْ قَضَاءُ، وَسَدَادُ الدَّينِ عَنْهُ، أوْ إِطْعَامُهُ، وَطَرْدُ الجُوع عَنْهُ. وَعَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، كَسَوْتَ عَوْرَتَهُ، أَوْ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً». فَإِنَّ عَمَلَ الأنْبِيَاءِ جَمِيعًا، وَنَبِيُّنَا أوَّلُهُمْ أنْ يُرْشِدُوا البَشَرِيَّةَ إِلَى مَا فِيهِ سَعَادَتُهُمْ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يا أمير المؤمنين، حفظك الله وسدد خطاك لما يحب ويرضى. ...
وقد استقرأت رأي العلامة تقي الدين النبهاني في التواتر المعنوي وخلصت إلى أنه يقول بالتواتر المعنوي، قال في جواب سؤال بتاريخ 1973 ما نصه: ثم إن واقع حياة المسلمين في عهد الرسول ﷺ هي فصل النساء عن الرجال، أي فصل المرأة عن الرجل، وهذا الفصل معناه منع اجتماع الرجال بالنساء، أي منع اجتماع الرجل بالمرأة. ...
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: قال الله تعالى: (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ). (آل عمران 185) إِنَّ عَذَابَ النَّارِ - وَقَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُ - عَذَابٌ عَظِيمُ، وَأَلِيمٌ، وَشَدِيدٌ، لَا تُطِيقُ النَّفْسُ البَشَرِيَّةُ احْتِمَالَهُ، وَلَا يَقْوَى إِنْسَانٌ عَلَى تَحَمُّلِهِ، فَإِذَا كَانَ الإِنْسَانُ لَا يَقْوَى عَلَى تَحَمُّلِ نَارِ الدُّنْيَا التِي