- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لقاء راديو حزب التحرير/ ولاية سوريا مع الأستاذ إسماعيل الوحواح
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا
تحية طيبة متابعينا الكرام، متابعي إذاعة حزب التحرير / ولاية سوريا...
يسرنا وإياكم أن نلتقي في حلقتنا اليوم ضيفاً عزيزاً علينا وعليكم، كم اشتقنا إلى وجوده بيننا ضيفاً، شهدت له أرض الشام المباركة بكلماته التي تدخل القلوب وتقنع العقول وبنصائحه التي ترسم طريق الخلاص لثورة الشام المباركة؛ إنه المهندس إسماعيل الوحواح أبو أنس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذنا أبو أنس.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولا: بارك الله فيكم وأعزكم الله. نبدأ حلقتنا اليوم بالسؤال عن حالكم ولماذا لم نعد نراكم في الشام؛ ما هي العوائق، خاصة أن أهل الشام تعوّدوا عليكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام على الشام، وأهل الشام، السلام على رجال الشام ونساء الشام وأطفال الشام، السلام على كل الصابرين والصامدين الذين يمثلون الأمة على أرض الشام أرض الجهاد والرباط.
أما سؤالك عن أحوالنا، فنحن بخير ما دمتم بخير، نسأل الله سبحانه وتعالى أن تكونوا بخير وأن يعزكم وأن ينصركم وأن يثبتكم...
أما لماذا لم تعودوا تروننا في الشام؟ فيشهد الله أن هذا مما يجرح ويحزّ في القلب، أننا للأسف لم نعد نتمكن من الوصول إلى الشام، فالظالمون في كل أرجاء الدنيا يحاولون حصار الشام وثورة الشام ويحاولون إبعاد الأمة عن الشام وعن ثورة الشام بوسائل شيطانية لا يعلمها إلا الله؛ فهذا يتّهمك بالإرهابي وهذا يحاسبك وهذا يجرمك وهذا يجرّم مَن معك. ولذلك العقبات صارت كثيرة، حتى إن الداخل والطالع إلى الشام، من تركيا بالذات، أصبح الآن من شبه المستحيل، وتوضع عوائق كبيرة جداً للوصول إلى أهل الشام، بالإضافة إلى التبعات الأخرى التي تتعدى شخص الإنسان؛ لكن صدقاً نحن مع الشام ومع ثورة الشام ليلنا ونهارنا، نسعى بكل قوتنا - صحيح أننا لسنا في داخل الشام - لكن نسعى أن تكون حقيقةً أن يكون نصر الشام من خارجها إذا استطعنا وإذا أكرمنا الله سبحانه وتعالى بأن نستطيع أن نفعل شيئاً خارج الشام. على كل حال هي جهود تبذل هنا وهناك. تبقى الشام في العين وفي القلب، ويبقى الإسلام بإذن الله تعالى هو الهدف وهو الغاية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا بكم في دمشق وفي المسجد الأموي قريباً بإذن الله تعالى.
العوائق كثيرة، وتعدادها الآن لا يفيد بشيء، لكن أظن أن من في داخل سوريا يعلمون ويرون بأم أعينهم بأن العالم يتكالب عليهم ويتكالب على كل مخلص صادق يريد أن يكون معهم وأن يقف معهم.
ثانيا: أنتم الآن في أستراليا، نريد أن نتعرف على أوضاع الجالية الإسلامية في أستراليا، وكم يبلغ تعدادها وما هي أكبر جالية من حيث النسبة في أستراليا؟
طبعاً، المسلمون في أستراليا كما هم في الغرب، هم حقيقةً من الذين تركوا بلاد المسلمين، ليسوا أصلاً من هذه البلاد، تركوا بلادهم لأسباب يعلمها الجميع؛ إما هربوا من الفقر من أغنى بلاد العالم لأن فيها نهب الثروات وفيها الفساد، فهربوا طلباً للقمة عيش، أو هربوا من حروب أهلية افتعلتها الدول الكبرى في بلادنا على يد أدواتها وعملائها، فافتعلوا حروباً أهلية أكلت الأخضر واليابس، هرب الناس بأنفسهم وأولادهم طلباً للأمن والأمان، أو أنهم ملاحقون سياسيون مضطهدون بسبب أفكارهم وآرائهم ونشاطهم السياسي، فهربوا طلباً للأمان أو طلباً للعلم، فكل هذه الأسباب مجتمعة أدت لهروب الناس إلى هذه البلاد والعيش فيها. لعل الجالية اللبنانية، إخواننا من لبنان، هم أكثر الناس عدداً، كما يقال في هذا البلد، وهؤلاء أصلاً جاءوا نتيجة الحرب الأهلية في لبنان، تلك الحرب التي جرت في السبعينات والتي أكلت الأخضر واليابس وخلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى والدماء، فكثير من إخواننا من لبنان. طبعاً هناك الكثير من المسلمين من مصر، من باكستان، من الهند، من آسيا الوسطى نوعاً ما، من تركيا، من الشام، من مصر... بلاد كثيرة كلها هنا موجودة في هذا البلد للأسف الشديد، وتشكل جالية. أما عددها أو نسبتها في البلد فيقال أنها أربع وعشرون أو خمس وعشرون مليون إنسان في هذا البلد، في أستراليا، وعلى كبر مساحتها لكنها محتكرة من الأنجلو سكسكون، ولا يريدون أن يدخلها عدد كبير حتى تُحتكر ثرواتها وخيراتها لهم. عدد المسلمين قد يصل إلى 700000 أو 800000، إحصائيات ليست دقيقة، لكن بهذا العدد المتواضع في هذه البلاد.
ثالثاً: بالنسبة إلى الجالية الإسلامية، هل هناك محاولات لدمج الجالية الإسلامية في أستراليا كما هي المحاولات التي نشهدها في أوروبا؟
طبعاً، أستراليا بلد من الدول الغربية - صحيح أنها تقع في منطقة محاذية لشرق آسيا - ولكنها ثقافياً وحضارياً ومن حيث القانون ومن حيث النظام هي بلد أوروبي. فسياستها تجاه المسلمين والإسلام وتجاه قضايا الأمة هي نفس السياسة الأوروبية الغربية، وهي أيضاً تبع لأمريكا وأمريكا فيها؛ ولذلك المسلمون يتعرضون لنفس السياسات التي يتعرض لها المسلمون في الغرب من ناحية الاستهداف بالدمج أو الذوبان. ولذلك هناك سياسات تستهدف المسلمين للأسف بشكل عام. صحيح أنها قد تكون نسبة العنصرية أقل والبلد بشكل عام فيها نوع من انفراج أقل لا شك، وهناك فرص والناس بشكل عام طيبون، ولكن تبقى السياسات وما يمثلها من إعلام، الإعلام بالذات يصب الزيت على النار، الفتن والتشنيع بالمسلمين ووضعهم تحت وطأة شديدة، وبعض السياسيين "المتطرفين". دعني أقول هكذا؛ اليمين المتطرف بالذات وأشكاله من يحمل لواء الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) ومهاجمة المسلمين، فعندنا مسلمون يتعرضون لما يتعرض له إخوانهم في أوروبا، من محاولات الصهر ومحاولات الدمج ومحاولات التذويب. ولعل أبرز أربع قضايا يتعرض لها المسلمون هي: التذويب إذا استطاعوا؛ بحيث تنتهي الشخصية الإسلامية وتنسى الإسلام بل وتتحول لا إسلامية تماماً. وإذا لم يستطيعوا تذويب الجالية فهو الاندماج؛ الاندماج طبعاً هو منقول لأن هناك تعدد حضارات. والحقيقة هذا الكلام غير سليم؛ هذه البلاد توجد فيها الحضارة الرأسمالية العلمانية الليبرالية، لكن يعطون المسلمين كما يعطون بقية الأديان هامشاً في عبادتهم؛ في مساجدهم، في صوامعهم، في كنائسهم، هامشاً فردياً، أما النظام العام فهو رأسمالي بحت.
هناك محاولات لقطع صلة المسلمين بأمتهم وبقضايا أمتهم، فيقال لهم: أنتم أستراليون أولاً مثلاً: دعك من سوريا والعراق وفلسطين وكذا وكذا. محاولات فصل الجالية هنا (المسلمون) عن أمتهم. وطبعاً هذا خطير جداً لأن هذا يعني أنك مستضعف وأنك ضعيف وأنك أقلية تقبل بالفتات، وتصبح تعيش في رعب وفي خوف شديد وهذا أمر خطير. الأمر الرابع يريدون إسكات المسلمين عن محاسبة الساسة الأوروبيين على جرائمهم التي يرتكبونها في بلاد المسلمين، ويريدون منع المسلمين من فضح هذه السياسات أمام الشعوب الأوروبية.
رابعاً: ما هي أهم أعمال الحزب لمجابهة محاولات إدماج المسلمين؟
لا شك أنه يقع على عاتقنا كما على بقية المسلمين، حقيقةً، عبء كبير جداً في التصدي لهذه السياسات واستهداف الإسلام والمسلمين. قد نكون نحن في الطليعة، قد نكون نحن رأس الحربة، لكن في النهاية، هناك في الجالية من المخلصين ومن أبناء الجالية حريصون على الإسلام والمسلمين وكلٌّ يقدم ما يستطيع. وهناك تتضافر الجهود وتتعاون الجهود من أجل: أولاً منع الذوبان تماماً وإبراز الشخصية الإسلامية وإبقاء الشخصية الإسلامية والتركيز على البيت لأن البيت هو اللب وبالتالي التركيز على بيوت المسلمين رجالاً ونساء، وهذه معركة شرسة، حتى البيت يستطيع أن يقوم بدوره اتجاه الأطفال.
موضوع الاندماج أيضاً نقوم بمقاومته بأساليب وهي أن لا نطرح التعايش وإنما نطرح العيش، ولكن ليس على حساب الإسلام وليس على حساب الأحكام الشرعية وليس على حساب الشخصية الإسلامية. نعم صحيح أننا كأفراد نعيش في مجتمع غير إسلامي وفي بلاد غير مسلمة والإسلام يجيز ذلك ونحترم الناس ونحترم لقاءهم ونحترم حقوقهم، هذا أمر بديهي جداً، لكن ليس على حساب التزامنا الفردي بالأحكام الشرعية. ثم هناك موضوع التواصل بالأمة الإسلامية؛ نحن نحيي هذا التواصل، ونصر على أننا جزء من أمة عظيمة وأمة كبيرة كان لها ماضٍ وسيكون لها مستقبل. ونصرّ على ربط أبنائنا بقضايا الأمة الإسلامية بالحديث عنها وبشرحها وبالترويج لها، ثم نستنهض هممهم لمساندتها ومناصرتها بكل أنواع المناصرة. ويبقى العمل الآخر محاسبة الحكام، نحن في الطليعة، نحاسب الحكام الأوروبيين والغربيين والأستراليين هنا على ما اقترفوه في بلاد المسلمين ومشاركة أمريكا في جرائمها. ونستهدف الشعوب الأوروبية بمحاولة توعيتها على الجرائم التي يرتكبها حكامهم في الخارج، فنحن حقيقة نقوم بهذه الأمور مجتمعة. وفي الوقت نفسه نقوم بتبصير الأمة الإسلامية بإسلامها والوعي عليه والالتزام بالأحكام الشرعية، وإيجاد الشخصيات الإسلامية. هذا عمل لا شك، تتضافر فيه جهود الجالية ونحن جزء منها.
خامساً: سبق وأن تم وصف الحزب في أستراليا بأنه حزب إرهابي أو متطرف، وكذلك تم وصفك أنت بهذه الأوصاف، مثل هذا التوجه أو هذا الوصف، هل هو توجه خاص بالحكومة الأسترالية أم هو صدى للتوجهات العالمية لمحاولة ربط الحزب بالإرهاب؟ وكيف ترى هذا الأمر؟
طبعاً أمر الإرهاب الآن أصبح شماعة لكل شيء، ونحن هنا (المسلمون بشكل عام)، نتعرض لهذا الوصف في كل صغيرة وكبيرة، نحن جزء من هذا الواقع الذي تعيشه الأمة؛ في أستراليا بالذات لم يوجه لنا بشكل رسمي أي شيء اسمه إرهاب؛ هناك حديث عن التطرف الإسلامي وعن الأفكار المتطرفة، نعم هذا موجود، لكن الإعلام طبعاً يذهب بعيداً. فبعض الإعلاميين يصف بالإرهاب سواء شخصي أو الحزب نفسه أو كثير من المسلمين، يتمادى الإعلام في هذه الأوصاف. على المستوى الرسمي لا، طبعاً الجالية هنا تتعرض بشكل عام - كما قلت - الوضع في أوروبا أفضل بكثير، هذا للإنصاف، لكن تتعرض الجالية لحملات أحياناً وأحياناً بالشك وأحياناً بالظن وأحياناً يؤخذ الأهل بجريرة الأبناء وأحياناً كذا وأحياناً يحاكم الناس في قضايا لا يعلمون أدلتها، فهذا الظلم بدأ يعم للأسف، وبدأت هذه الموجة (يعني باسم الإرهاب) تقتل روح العدل والعدالة والطمأنينة التي يعيشها الناس. فإذاً هي موجة عامة تستهدف الإسلام والمسلمين ونحن في طليعتهم، والآن في الغرب بدأوا - حقيقة - يدندنون حول حظر الحزب وما إلى ذلك. وعلى كل دعني أقول هكذا: نحن لم نبدأ عملنا بناءً على ترخيصٍ من أحد، ولن يتوقف عملنا بناءً على أمر من أحد، هذه الدعوة لله سبحانه وتعالى، تستخدم اللسان والقلم، ولا يستطيع أحد في الدنيا أن يمنع دعوة تستخدم القلم واللسان إذا كانت ذاتية ومخلصة.
سادساً: بالنسبة للجالية الإسلامية في أستراليا، كيف تنظر هذه الجالية إلى ثورة الشام؟
إذا كانت قضية فلسطين في يوم من الأيام تسكن قلب وعقل كل مسلم، فإن ثورة الشام في تقديري اليوم في هذا العصر هي من يسكن قلب وعقل كل مسلم، وهذا بدون مبالغة، ليس على حساب قضية فلسطين، لكن قضية فلسطين طال الأمد عليها، فالآن اشتعلت ثورة الشام فأخذت أولوية، لأن الناس في الشرق والإعلام المرئي والمسموع والمقروء يومياً، يرون هذه الجرائم ويرون الإجرام الذي يرتكبه ما يسمى بالمجتمع الدولي، والحقيقة هو أمريكا، وأتباعه وأذياله وعملاؤه والجبناء حكام العرب والمسلمين الصامتون والخونة من هنا وهناك. هذا الذي يراه الناس يتفاعل مع عامة الناس أطفالاً ورجالاً ونساء. وفي بداية الثورة كان نشاط حميم لمساعدة الثورة والقيام بأعمال، بدأت تخرج قوانين مكافحة الإرهاب، فالناس من يتبرع ومن يرسل، من يبعث، من يتبرع، أصبحت تؤثر على عامة الناس ولا يستطيع أحد أن يفكر بالتبرع أو كذا حتى لا يقال... والحقيقة، طوال الوقت، وقوانين جديدة أو مكافحة الإرهاب والمراقبة وكذا، أثرت على نوعية النشاط العملي دون أن تؤثر على تعاطف وتكاتف الناس وتفاعلها مع قضية الشام أو مراسلة قضية الشام. فأنا على يقين أن المسلمين بجملتهم، بعامتهم، هم مع ثورة الشام ليل نهار يدعون لها؛ الأطفال، الرجال، النساء... ويستطيعون أن يفعلوا ما يستطيعون. أما الناحية العملية، فأنا أقدّر أن هذا الأمر قد خف بناءً على فعل فاعل وعمل مخابراتي أمني سياسي استهدف النشاطات العملية للمسلمين في العالم كله حتى يمنعهم من التعاطف مع ثورة الشام. وفي أستراليا أذكر مرة حديثاً للمجرم الأسد قال وأعلن ذلك: (أن الحكومة الأسترالية تحت الطاولة تتعاون معنا وفوق الطاولة لها موقف آخر)، وهذا نحن نعلمه منذ البداية لكن الغرب لم يقطع حباله مع هذا المجرم الأسد، الغرب له علاقات معه ويدعم الأسد ويدعم نظام الأسد بالذات، بالذات نظام الأسد، ولكنه منافق لا يستطيع أن يجهر بذلك؛ أما أستراليا كدولة، كحكومة، كسياسيين فلا تختلف عن بقية الحكام في العالم الغربي، هم مع نظام الأسد وهم ضد ثورة الشام وضد المجاهدين وضد الناس ويؤيدون قتل وذبح أهل الشام.
سابعاً: لماذا لا نرى لكم مثلاً تقريراً مصوراً على المكتب الإعلامي تعرضون به تفاعل الجالية مع أرض الشام، ما دام الإعلام يحاول إخفاء الحقائق؟
لا شك أن هذا الجهد يجب أن يبذل فيه جهد أكثر؛ كان عندنا - أظن أنا كنت مسافراً - لكن كان عندنا مظاهرة ووقفة يوم السبت الماضي، قبل ثلاثة أيام تقريباً، هنا في سدني، وأظُنَ أنها عرضت على الإعلام؛ لكن أقول هنا حقيقة يجب أن نضاعف الجهود ويجب أن تبذل جهود أكثر في إبراز قضية الشام.
ثامناً: بالنسبة للموقف الرسمي، هل تشعر حكومة أستراليا بالخطر من ثورة الشام كما تشعر الأنظمة الغربية بشكل عام. وما هو الموقف الرسمي تجاه هذه الثورة، تجاه ثورة الشام؟
كما قلت سابقاً: الغرب عامة بدوله يقف موقف العداء لثورة الشام. أنا شخصياً في يوم من الأيام كان عندي محاضرة في هذا البلد، في أستراليا، عن ثورة الشام وأسميتها "الثورة المباركة"، فطلبت مني الشرطة أن أشطب كلمة "المباركة" وأن لا أسميها "الثورة المباركة"، طبعاً رفضت هذا الكلام وأعلنت ذلك على الإعلام. فتصور إلى أين تصل الوقاحة في سياسيين - طبعاً هؤلاء بدافع من سياسيين - أن يغضبهم وصف الثورة بأنها "ثورة مباركة"، فهذه الكلمة تغيظهم، فما بالك بحقيقة الثورة على الأرض، فثورة الشام لا شك أنها تؤرقهم، ثورة الشام وما حملت من مشروع الإسلام وهذا الكلام يؤرقهم ومشروع الإسلام في الشام بالذات. ما هو موقع الشام، ما هو تاريخ الشام، ما هو مستقبل الشام، الغرب يدرك هذا إدراكاً تاماً ويدرك خطورة وجود مشروع إسلامي حقيقي في الشام، ولذلك يتآمر العالم بما فيه هذه الحكومات على ثورة الشام. وليس عندنا أي شك في ذلك، مهما حاولوا أن يوحوا بقضايا إنسانية وقضايا مساعدات، لكن هذا من ناحية سياسية لا يمنع من القول إنهم معادون لثورة الشام.
أخيراً: أنتم الآن على إذاعة حزب التحرير / ولاية سوريا، ويسمع جمع من المسلمين في الشام، ما هي رسالتكم لأهل الشام؟
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله...
أحياناً يحتار الإنسان ويعجز أن يلبي لسانه ما في ذهنه، يقف اللسان حائراً ماذا يقول لأناس، بأجسادهم، بأطفالهم، بنسائهم يتصدون لهذه الهمجية البربرية. الغرب المجرم الكافر وأعوانه بوتين وإيران، وصمت المحيط العربي والإسلامي... يعجز الإنسان ماذا يقول لهؤلاء. ما يفعله أهل الشام تعجز الكلمات عن وصفه،
وأنا لا أريد اليوم (...) لا يجوز لأحد في الدنيا أن ينظّر على أهل الشام. أهل الشام بأفعالهم، بأقوالهم، بتصرفاتهم، بصبرهم، بنصرهم، هم من يقرر مصير الشام، هم من يقرر ماذا سيحدث في الشام، لا مؤامرات على الشام ولا أعداء الشام ولا حكام موسكو ولا طهران ولا الرياض ولا أمريكا هم من سيقرر مستقبل الشام.
هذه الشام لها أهلها؛ وهم رجالها وهم نساؤها وهم أطفالها؛ جذورهم فيها ممتدة عبر التاريخ... هذه البلاد بلادهم، المستقبل لهم، مستقبل أجيالهم؛ ولذلك هم من رسموا الطريق، وأنا على يقين أن أهل الشام بوعيهم الكامل أدركوا حقيقة المعركة وأدركوا أن عدوهم لئيم وأن عدوهم يستهدفهم ويستهدف إسلامهم ويريد أن يبقيهم عبيداً للأبد لهذا الطاغوت، وأنهم يرفضون كل ذلك. إذاً كل هذه المؤامرة تتحطم على صخرة صمود أهل الشام. لا يوجد في الشام مفاجآت، لم يفاجئنا حتى الآن أي عمل في الشام؛ لا من حيث عداوة الأعداء ولا من حيث مدى بطشهم فنحن نعرفهم، نعرفهم في العراق، في أفغانستان، في فلسطين، عرفناهم عبر التاريخ في الحروب الصليبية؛ هم هم، لم تتغير قلوبهم ولا عقولهم في نظرتهم للإسلام. فلم يفاجئنا الأعداء ولم يفاجئنا النظام العربي في تخاذله، فهو طوال عمره متخاذل، هو لا يملك من أمره شيئاً، فكيف يملك للشام؟! لكن العتب على من نسي حقيقة النظام الدولي فارتمى في أحضانه، العتب على من نسي من هي واشنطن وطهران وموسكو فارتمى في أحضانها، العتب على من نسي من هو النظام العربي فارتمى في أحضانه، العتب على من لم يضع يده بيد أهل سوريا، الشعب، الناس... هذا العتب على هؤلاء الذين أضاعوا الوقت والجهد وارتموا في أحضان شرق وغرب على حساب دماء سوريا، لكن أهل سوريا بإذن الله مقاتليها. محاولات إيجاد الشرخ بينهم، محاولات شراء ذمم، اغتيال، قتل، مؤامرات، أخذهم إلى المربع السياسي... هذه لم يفاجئنا شيء منها أبداً؛ منذ بداية الثورة كنا نرى أن هذا سيجري وأن هذه المحاولات ستحصل؛ ولذلك كان دائماً الخطاب: أنه يا إخواننا لا تقعوا فيما وقع فيه من قبلكم لا في العراق ولا في أفغانستان ولا فلسطين ولا الصومال ولا أي دول أخرى. أنتم أمامكم - بإذن الله تعالى - أفق واسع، وبالذات المقاتلين، أن يلبوا ما طلب الله منهم من توحّد على مشروع سياسي واضح، فإذا فعلتم ما طلب الله منكم فسترون كيف يأتيكم النصر، سترون كيف تركع الجبابرة على ركبها، لكن هنا القضية الآن، أن يدرك الناس ولعل الأيام وما يحصل الآن بالذات، ومن اكتشاف وجوه طالما كانت مستورة ومن اكتشاف مخططات جديدة ومن تحالفات أكثر على ثورة الشام، لعلها قد تزيح بعض الظلام عن بعض العقول، فتنكشف الحقائق لهؤلاء الإخوة وينحازوا بالكلية لأمتهم وإلى دينهم وإلى مشروع إسلامي صادق في الشام، ويضعوا أيديهم بأيدي بعضهم، وينحازوا إلى قمقم الناس، وكل هذا يتحالف ويتآلف من أجل النصر. والنصر يكون هناك في دمشق بإذن الله على جثة الطاغية ونظامه ويقلع من جذوره ويرمى في مزبلة التاريخ، في وجه هؤلاء الطغاة في وجه أعوانه في وجه حلفائه، وتعاد الشام إلى حقيقتها؛ كما هي وكما يجب أن تكون؛ عقر دار الاسلام. هذا ما نطمح إليه وهذا ما نتمناه، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر الشام وأن يثبت الشام وأهل الشام وأن يعز الشام بالإسلام ويعز أهلها بالإسلام ويعز الإسلام بهم ويعز أمة محمد بهم، وأن يجعل ثمرة دمائهم هذا يكون من الخالدين في الأبد عزاً ونصراً وجنة عرضها السماوات والأرض. هذه الدماء لا يجوز أن يكون لها ثمن آخر إلا رفع راية الإسلام عالية خفاقة وأن تكون بداية نهضة الأمة وتحرر الأمة وجمع شمل الأمة وإعادة مجد الأمة من جديد.
جزاكم الله خيراً المهندس إسماعيل الوحواح أبو أنس، على ما قدمتموه عبر أثير راديو حزب التحرير / ولاية سوريا. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا بكم في ظل خلافة على منهاج النبوة.
كما نشكركم مستمعينا الكرام على حسن متابعتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله