- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الميزان
ميزان الفكر والنفس والسلوك
الحلقة السادسة والعشرون
1- عقيدة الهدى والضلال: يقع كثير من الناس في الخطأ في فهم هذا الميزان الدقيق، ويفهمون بعض النصوص الشرعية على ظاهرها دون ربطها بباقي النصوص الشرعية المتعلقة بالموضوع، حتى ظن بعضهم أن الله يجبر العبد على الهداية أو يجبره على الضلال _حاشاه سبحانه وتعالى_، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وتوضيحاً لهذا الميزان الدقيق وبالعودة إلى النصوص الشرعية، نجد أن الله سبحانه خالق الإنسان قد فطره على قابلية الهدى والضلال، وترك له الاختيار، وأنه سبحانه يحاسبه على هذا الاختيار، وهو الحَكَمُ العدل سبحانه: (وما ربك بظلام للعبيد).
يقول سبحانه وتعالى: (ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها ) فقد ألهم الله سبحانه عباده على اختيار الفجور أو التقوى، وأعطاهم هذه الخاصية في فطرتهم، ثم قال بعدها: (قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها) فالفائز من اختار تزكية نفسه بالطاعة، والخائب من اختار تغطية نفسه بالمعصية والفجور، ويقول سبحانه وتعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً) فهذه هي الهداية الجبرية: قابلية اختيار سبيل الهدى أو اختيار سبيل الضلال، وهي من الخاصيات المخلوقة مع الإنسان، وهي من القضاء والقدر، يؤمن الإنسان أن الله خلقه قادراً على اختيار طريقه في الحياة الدنيا، وعليه أن يختار الطريق الصحيح، طريق الهدى.
وأخبر الله سبحانه وتعالى أن من اختار طريق الهدى حريصاً عليه متحرياً للحق، فإن الله تعالى يزيده هدىَ، فيهيئ له أسباب الهدى ويوفقه فيه، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة مريم: (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى).
وأخبر سبحانه أن من اختار الضلال فإنه سبحانه سيمده في ضلاله، حتى يعزم على تركه والعودة إلى طريق الهدى، يقول الله سبحانه: (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً).
وأخبر سبحانه أنه لا يضل أحداً حتى يبين له سبل الهداية فيرفضها ويختار الضلال، يقول سبحانه في سورة التوبة: (وما كان الله ليضل قوماً حتى يتبين لهم ما يتقون).
ويقول سبحانه وتعالى عن ثمود قوم صالح عليه السلام: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. .) فالهداية هنا بمعنى البيان، وهو ما يوافق ما ورد في آية التوبة السابقة.
وذكر سبحانه وتعالى أنه لا يهدي من اتصف بصفات معينة، فقال سبحانه:
1- (إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله). النحل/104.
2- (وأن الله لا يهدي القوم الكافرين).
3- (والله لا يهدي القوم الظالمين).
4- (والله لا يهدي القوم الفاسقين).
5- (وأن الله لا يهدي كيد الخائنين).
6- (إن الله لا يهدي من هو كاذبٌ كفار).
7- (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب).
فمن اتصف بصفة من الصفات السابقة حُرِمَ الهداية والتوفيق، والصفات الواردة في الآيات السابقة هي الكفر والظلم والفسق والخيانة والكذب والإسراف الذي هو تجاوز الحد الشرعي.
كتبها للإذاعة وأعدها: خليفة محمد - الأردن
وسائط
1 تعليق
-
بوركتم وجزيتم خير الجزاء