الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل حدد الرسول ﷺ  طريقةً لإقامة الدولة الإسلامية؟

للكاتب والمفكر ثائر سلامة - أبو مالك

 

(الحلقة الرابعة والعشرون - من معالم مرحلة التفاعل)

 

للرجوع لصفحة الفهرس اضغط هنـا

 

 

 

ومن معالم هذه المرحلة الهامة، مرحلة التفاعل وأساليبها:

          أ‌- تثقيف الناس جماعيًا

         ب‌- الصراع الفكري،

         ت‌- والكفاح السياسي،

         ث‌- والكشف،

         ج‌- وتبني مصالح الأمة

         ح‌- وكشف خطط الاستعمار، ومكافحة الغرب الكافر المستعمر،

         خ‌- وطلب النصرة. طلب النصرة يتم على صعيدين:

 

- صعيد الكيان المجتمعي، من الفئة الأقوى في المجتمع،

 

وقد تكون هذه الفئة ممثلة بأهل القوة والمنعة من أصحاب النفوذ في الكيان المجتمعي مثل شيوخ القبائل الذين تأتمر بأمرهم آلاف مؤلفة من أبناء الأمة، أو من السياسيين أو من الوجهاء في المجتمع (بشرط أن يكونوا قادرين على إحداث التغيير في المجتمع بما لهم من نفوذ، أي إن كانوا قادة يأتمر غيرهم بهم)، وكان هذا العمل ضامنا لحصول القوة على التغيير في الكيان المجتمعي، وأساس هذا النوع من طلب النصرة: الدعوة وتغيير القناعات لدى هذه الفئة من المجتمع، وإنما تطلب منها النصرة بهذه الصفة، أي بصفة قدرتها على إحداث التغيير، تماما كما طلب الرسول ﷺ  النصرة من الأنصار، فقام فيهم سعد بن معاذ بما لديه من قدرة على فرض السلطان الجديد في المجتمع، دون الحاجة لطلب النصرة من جيش.

 

- وكذلك طلب النصرة من أهل القوة والمنعة في الكيان التنفيذي (الدولة)

 

أي من أهل القوة في الجيش ومن هم بمقامهم حتى يتم تجريد الكيان التنفيذي من أسباب قوته التي يمنع بها حدوث التغيير بتسليطه أهل القوة على المجتمع فتقوم حرب بين قوتين كبيرتين: الأمة وهي الراغبة في التغيير، وقوة الجيش، وهذا ما شاهدناه في الثورة السورية وفي الجزائر وفي غيرها من محاولات الأمة استعادة سلطانها إذا لم تأخذ القوة من الكيان التنفيذي لصفها، فلا تكون العملية التغييرية طبيعية، وقد تفشل أو تتأخر، وسيكون ثمنها باهظا.

 

"وطلب النصرة لأخذ الحكم هو طريقة وليس أسلوباً، أي هو حكم شرعي واجب التقيد به وليس عملاً من الأعمال التي يقتضيها الواقع، لذلك تقيد الحزب بطلب النصرة"،[1]

 

فإذا نجح الحزب في محاولة المخاطبة؛ تحول إلى المخاطبة؛ فإذا نجح في المخاطبة وتحقق التفاعل مع المجتمع بنجاح، وتجاوب الناس مع الفكرة والحزب في المجال كله، أو في قُطر من أقطاره، فإن الحزب عندها يكون قد أكمل مرحلة التفاعل بنجاح كحزب وتعين عليه أن ينتقل إلى أعمال مرحلة (نقطة) الإرتكاز؛ أي إلى ما يلزم من أعمال مرحلة الحكم وإقامة الدولة". وفي مرحلة التفاعل يجب أن يكون السير فيها مستهدفاً الحكم استهدافاً مباشراً، ولا بد أن تكون الأعمال التي تحصل فيها تؤدي إلى أخذ السلطة

 

  في هذه المرحلة يتشكل لدى الأمة والشعوب وعي عام بالإسلام، ثم رأي عام يطالب بالإسلام والخلافة. فيُفترض في هذه المرحلة أن يصبح المبدأ عرفاً عاماً ناتجاً عن وعي، وتعتبره الجماعة كلها مبدأها، حتى تدافع عنه جماعياً[2]،

 

وما يلزم هذه الأعمال من عدة التغيير من إعداد فكري، عبر إنشاء تصور صحيح لما به ضمانة جعل الإسلام قاعدة فكرية ومقياسا للأعمال وقيادة فكرية في الحياة، وعبر تقديم مشروع كامل متكامل للأمة لطبيعة الأنظمة التي يراد إحلالها في الأمة من أنظمة سياسية وحكم وقضاء واقتصاد وتعليم واجتماع، ولإزالة المعوقات التي تعترض العمل للتغيير، من الكافر المستعمر، والحزب يدرك أن العمل المطلوب لا بد أن يحقق ضمانة استمرارية الدولة الإسلامية بعد قيامها، ولضمانة تمكين الدين في الدولة، وتمكين الدولة بالدين الذي ارتضاه الله للناس، والقيام بواجب الاستخلاف، مما يحقق الأمن بعد الخوف، ويحقق العبودية لله، وحمل الدعوة الإسلامية للعالم قيادة فكرية.

 

إن الأمة اليوم تعيش على غير أساس الإسلام و نحن نريد نقلها من هذا الحال إلى حال تضع فيه مفاهيم الإسلام ومقاييس الإسلام و قناعات الإسلام موضع التطبيق، ولا بد للأمة من أن تنقاد للإسلام قيادة فكرية تنبثق عنها كل الأنظمة التي تعالج مشاكل الإنسان، وهذه النقلة لا تكون إلا بإقامة الدولة، ولكن ليس أي دولة و إنما دولة الخلافة فقط التي ستكون إن شاء الله تحقيقا خلافةً راشدةً على منهاجِ النبوةِ.

 

إلا أنه لا يكفي إقامة الخلافة بل يجب أيضا المحافظة عليها بعد إقامتها، فالخلافة لا يجب أن تكون كخيمة تسقط عند أول ريح تهب، بل يجب أن تقوم و تستمر، ويجب أن تكون كسابقتها الخلافة الراشدة حيث قُتل الخلفاء الراشدون عمر ثم عثمان ثم علي ولم يتخل المسلمون عن إسلامهم بل كانوا في كل مرة يسعون لبيعة خليفة يقيم فيهم كتاب الله و سنة نبيه ﷺ.

 

إن دولة الخلافة حينما ستقوم عما قريب بإذن الله ستحاك ضدها المؤامرات و سيشمر الكفر على حربها بل إنه قد شمر، ولا غرابة فهذه سنة الله. فإن كان تدافع الكفر و الإيمان سنة إلهية ما الذي يضمن انتصار الخلافة على أعدائها و بالتالي تركزها واستمرارها؟

 

إن الضامن لاستمرار الخلافة هو تركز الأفكار المشكلة للرأي العام أي تحولها إلى مفاهيم و مقاييس و قناعات عند الأمة، وأيضا استعداد الأمة لبذل الغالي والنفيس في سبيلها، و بهذا تكون الأمة قد حفظت الله فيحفظها الله بأن يثبت أقدامها بتثبيت الخلافة بعد أن نصرها بإقامتها. ولهذا فإن عمل الحزب في الأمة هو إعادة تشكيل هويتها الحضارية، وبناء شخصيتها الإسلامية، وهو عمل أبعد ما يكون عن الترقيع بالأنظمة الوضعية أو السير في فلكها أو اتخاذها وسيلة وسلما للتغيير المقصود، هذا العمل لا بد فيه من خوض الصراع الفكري والكفاح السياسي وبث الثقافة الإسلامية في الأمة وتحويلها إلى رأي عام فيها.

 

وأن الحزب يعمل على التغيير الإنقلابي الجذري، والتغيير يعني إزالة كل ما كان من منظومة فكرية سياسية عقدية مخالفة للإسلام وإحلال البديل الإسلامي مكانها، مما يتطلب العمل على هدم الأسس الفكرية التي تقوم عليها الأنظمة الحالية، وما يصاحبها من نظم اقتصادية وسياسية وفكرية، وبيان عوارها، وفضح مخالفتها للإسلام وللعقل، وتسلطها على مصالح الأمة، ومن ثم تقديم البديل الإسلامي العملي ليوضع موضع التنفيذ، عبر بلورة وتصفية وتنقية الأفكار الإسلامية وتقديمها للأمة، بغرض تحقيق الرأي العام حولها.

 

وأن النهضة التي يعمل لأجل تحقيقها: هي إقامة الحكم والسلطان على الفكرة الإسلامية، لا على قوانين وأحكام تطبق على الناس قسرا، غير أن إقامة الحكم على فكرة لا تعني القيام بانقلاب عسكري وأخذ الحكم وإقامته على الفكرة بعد الانقلاب، فإن هذا لا يوجد نهضة، ولا يمكن الثبات في الحكم[3]، بل السلطان للأمة، يعمل الحزب على تحميلها مفاهيم ويغير قناعاتها ويضبط مقاييسها، فتنهض معه هي أو الفئة الأقوى فيها القادرة على إيصال الفكرة للحكم، على أساس أنها فكرتها، ومقاييسها وقناعاتها، فأخذ الحكم ليس غاية، ولا يصح أن يكون غاية، وإنما هو طريقة للنهضة عن طريق إقامته على الفكرة.

 

ولأجل بلوغ ذلك المرام، فقد كان لزاما على الحزب الساعي للتغيير أن يهيئ ثقافة حزبية يضمنها الأحكام الإسلامية المتعلقة بشئون الحياة، وأنظمة الدولة، من أنظمة حكم واقتصاد واجتماع وتعليم وعقوبات وبينات.         

 

[1] جواب سؤال، 5 ربيع الثاني 1389هـ ــ 1969/6/20م

[2] الباحث عن الخلافة: زياد أحمد سلامة: المرحلة الثانية: مرحلة التفاعل مع المجتمع.

[3] لذلك يخطئ من يظن أن الحزب يسعى إلى مجرد الانقلاب العسكري، بل يسعى إلى بناء أمة بفكرة الإسلام ثم تكون الفئة الأقوى في المجتمع موالية لهذه الفكرة والحزب أو الجماعة القائم على تحقيقها.

آخر تعديل علىالسبت, 15 تموز/يوليو 2017

وسائط

المزيد في هذه الفئة : « حدث في رمضان - 25 شقائق الرجال - 18 »

2 تعليقات

  • سفينة النجاة
    سفينة النجاة الثلاثاء، 20 حزيران/يونيو 2017م 16:18 تعليق

    بارك الله فيكم

  • نسائم الخﻻفة
    نسائم الخﻻفة الثلاثاء، 20 حزيران/يونيو 2017م 10:57 تعليق

    بارك الله فيكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع