- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان شهر الوحدة والانتصارات
يحل شهر رمضان المبارك على الأمة الإسلامية وهي تشعر بالقهر والظلم أكثر من أي وقت مضى، وتشعر في الوقت نفسه أنه لا يخلصها من سوء ما هي فيه إلا الله فالكل قد تكالب عليها ونهش من لحمها، لقد حلّ بها ما ذكر رسول الله r أنه يأتي يوم على أمته تداعى عليها الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها.
إن شعور الأمة بالضيق والتألم من واقعها هذا هو دليل خير وحياة فيها؛ إذ إن الحي هو الذي يحس ويتألم، فالأمة بعد أن كانت تحب الحياة وتكره الموت أصبحت بفضل الله تحب الموت والاستشهاد في سبيل الله ولكنها رأت أنها مكفوفة اليد، ممنوعة من التصرف وابتدأت تدرك أن وراء مصائبها الغرب ومعه اليهود الذين رسموا لها أن تحيا بذلة وتعيش بقلة، وإن حكام المسلمين هم اليد التي تبطش بكل من يريد أن يكف يد الغرب عن السيطرة على بلاد المسلمين أو أن يقف في وجه اليهود الذين غرسهم الغرب في هذه المنطقة غرساً خبيثاً ليكونوا خط دفاع أولاً له ضد عودة الإسلام إلى واقع الحياة، وعودة الدولة الإسلامية لأن تكون الدولة الأولى في العالم، وعودة المسلمين لأن يكونوا قادة العالم وهداة البشرية. ولكن شاء الله غير ما شاءوا إذ بدأت الأمة تصحو وهي مرشحة لأن تنتفض على حكامها، خلف قيادة مؤمنة تنقلها من عيش الضنك إلى العيش في رحاب الإسلام سيدة عزيزة بعز الإسلام.
لقد تعامل المسلمون الأوائل مع هذا الشهر الكريم بما يليق به من القيام بالطاعات والتسابق إلى الخيرات، وحققوا فيه انتصارات كبيرة منها غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، وانتصارهم في عين جالوت، كذلك كان فيه انكسار الروم في تبوك حين ولَّوا مدبرين من الرعب، كذلك تم في هذا الشهر المبارك فتح الأندلس على يد طارق بن زياد... لقد كان رمضان شهر الرحمة وشهر الملحمة عند أوائلنا.
وكذلك يجب أن يكون رمضان عندنا، شهر الوحدة ورص الصفوف، شهر محاربة الفرقة والفتنة، شهر العمل الجاد لإقامة الخلافة على منهاج النبوة؛ التي ستلم شعثنا، وتوحد كلمتنا، وتجبر كسرنا، وتنصرنا على من ظلمنا، وإلى ذلك ندعوكم أيها المسلمون الصائمون القائمون.