مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 174

السنة الرابعة للهجرة

سرعة استجابة الصحابة لآية تحريم الخمر - غزوة بدر الآخرة

سرعة استجابة الصحابة لآية تحريم الخمر:

ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مُنَاديًا يُنادي: أَلَا إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ الصَّحَابَةُ: "انتَهَينَا، انتَهَينَا وَرَبِّ الكَعْبَة". فأخرجَ النَّاسُ مَا عِندَهُمْ مِنْ دِنَانِ، وَجِرَارِ الخَمْرِ، وَأرَاقُوهَا في سِكَّةِ وَطُرُقَاتِ المَدِينَة. قَالَ أَنَسٌ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ -: "فَأصبَحَتِ المَدِينَةُ ثلاثةَ أَيَّامٍ لَيسَ لَهَا رَائِحَةٌ إلَّا الخَمْر". فقال رسول الله ﷺ:«إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومُعتصرها، وشاربها وساقيها، وحاملها، والمحمولةَ إليه، وبايعها ومشتريها، وآكل ثمنها».

غزوة بدر الآخرة:

تسمى غزوة بدر الصغرى لعدم وقوع حرب فيها، وتسمى أيضًا بدر الموعد للمواعدة عليها مع أبي سفيان يوم أُحد. عند منصرف أبي سفيان من أحُد قال: الموعد بيننا، وبينكم بدر من العام المقبل. ولما اقترب الموعد تجهز رسول الله ﷺ، وخرج مع أصحابه إلى بدر، وخرج أبو سفيان، وفي الطريق أخذ المشركين الرعب، فقال أبو سفيان: "يا معشر قريش، إنه لا يصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه الشجر، وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب، وإني راجع فارجعوا، فرجع الناس".

إن سيرة النبي المصطفى مليئة بالدروس والعبر، كيف لا، وهو صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم، ورحمته تشمل الكبير والصغير، والغني والفقير، والرجال والنساء، ومن رحمته بالنساء أن كان يتزوج النساء الكبيرات في السن اللاتي استشهد أزواجهن وذلك تكريمًا، ومُواسَاةً منهٌ لهُنَّ، ولأزواجهِنَّ، ولكي ينفق، ويرعى أطفالهن، ومن ذلك زواجه صلى الله عليه وسلم من أم سلمة - رضي الله عنها وأرضاها-... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!! اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين بقدر حبك إياه، وزدنا يا مولانا حبًا له،  اللهم إكرامًا لنبيك صلى الله عليه وسلم فرِّج عنَّا ما نحن فيه.

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي