- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 199
السنة الخامسة للهجرة - غزوة الخندق - الجزء السابع
بدء المبارزة بين علي بن أبي طالب وعمر بن ود العامري:
وثار غضب عمرو، فأراد أن يهجم على عليٍّ - كرم الله وجهه - وهو راكب على فرسه، غير أن النخوة العربية أبت عليه أن يقاتله إلا راجلًا، فقفز عن ظهر فرسه، ثم اندفع نحو عليٍّ يَهْوِي عليه بضربة شديدة من سيفه. فتلقاها عليٌّ بدرقته أي - بترسه الجلدي - فإذا هي قد قُدَّتْ، وثَبَتَ السيفُ فيها.
عَلِيّ - كرم الله وجهه - يحيد عن ضربات عمرو بن ود العامري:
وما كاد علي أن يستقبل ضربة عمرو، ويدفعها عن نفسه، حتى يعالجه بضربة من سيفه "ذي الفقار" تقطع منه الفخذ، فينقلب ذلك الكافر المستكبر على قفاه مطروحا على الأرض... ولكنه لشدة جبروته يمتشق رمحه، ويحاول أن يطعن به عليا، فيحيد عنها بوثبة المؤمن الواثق، ويصير بعيدا عن متناوله. فما يكون من عمرو إلا أن يعود، ويسدد رمحه من جديد، ويرميه به، فينفلت منه عليٌّ أيضًا، ويذهب عنه طائشا في الهواء!!
عَلِيّ - كرم الله وجهه - يجهز على عمرو بن ود العامري:
فلما رأى عليٌّ - كرم الله وجهه - هذا المقدار من جبروت عمرو، أسرع يريد أن يجهز عليه، إلا أن عدو الله ظل يقاوم بكل قوة وبأس، وهو يذود عن نفسه بالسيف حتى مكن الله القادر لعلي وهو يدور حوله من كل جانب أن يناله بِضَرْبَةٍ نَجْلَاءَ فلقت هامه، وجعلته مطروحًا على الثرى تَشخُبُ منهُ الدِّمَاء، هذه الضربة كان عليٌّ - كرم الله وجهه - قد وعده بها في أرجوزته الشعرية. فوقف عليٌّ كالأسد الهصور فوق رأسه، وصوته يشق عنان السماء مكبرًا بنداء الحق: الله أكبر، الله أكبر.
سرور النبي صلى الله عليه وسلم بانتصار علي على خصمه عمرو بن ود:
وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون تكبيرة علي، فتعالت تكبيراتهم، فكان رسول الله يكبر ويقول: «والذي نفسي بيده قتله علي»!! وانتهت تلك المبارزة، وعاد علي كرم الله وجهه إلى صفوف المؤمنين يستقبلونه بهتافات النصر، فاحتضنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ساعديه، وقال له: «أبشر يا علي، فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمَّد لرجح عملك بعملهم». (رواه الحاكم في المستدرك بسنده)
قتلى الفريقين، وإصابة سعد بن معاذ رضي الله عنه: وخلال المراماة قُتل: ستة من المسلمين؛ وثلاثة من المشركين، وأُصيب بعض المسلمين بجراح، منهم سعد بن معاذ - رضي الله عنه - رُميَ بسهمٍ فنزفت يده منها، فكواه النبي ﷺ بالنار، فورمت يده فتركه، ثم نزفت مرة أخرى، فكواه الثانية، فورمت يده، فقال سعد - رضي الله عنه -: "اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم من قومٍ آذوا رسولك، وكذبوه، وأخرجوه، اللهم وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة، ولا تُمتني حتى تُقر عيني من بني قريظة". فاستمسك عِرقُهُ، فما قطر قطرة.
كيف سارت المعركة؟؟ وماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فاتته صلاة العصر؟؟!!... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين!! اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تغمرنا بها بمحبتك؛ ليهون علينا كل شيء، ونعرفك بها، ويصغر لدينا كل شيء، ونوحدك بها يا ربنا، ولا نشرك بك شيئًا، وتجعلنا بها في حصنك؛ لنكون من الآمنين. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه صلاة يزكو فيها العمل، ونبلغ بها غاية الأمل.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي