- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرعاية الصحية في الدولة الإسلامية
الحلقة العشرون
لا زلنا في الحديث عن أنواع من الرعاية والوقاية في الإسلام:
د) التطعيمات:
التطعيم هو وسيلة لتطوير المناعة ضد مسببات الأمراض من فيروسات وجراثيم، عن طريق إدخال أجزاء غير خطرة من مسببات الأمراض هذه إلى الجسم لتحفيز جهاز المناعة الطبيعي على إنتاج أجسام مضادة ضد مسببات المرض الأكثر خطرا.
فالتطعيم هو جزء من الوقاية الصحية الأولية، بحيث يقدم للأصحاء لتقوية جهاز المناعة لديهم وزيادة فعاليته في مقاومة مسببات المرض.
وتتعدى فائدة التطعيم أحيانا الفرد المطعم حيث أن عدم إصابته بالمرض تمنع أيضا العدوى التي يمكن أن تنتقل منه إلى غيره ممن لم يتلق التطعيم. وإذا تلقى ما نسبته 90% من الناس تطعيما ضد مسبب مرض معين، فباقي الناس ممن لم يتلقوا التطعيم مباشرة سيكونون بمأمن من المرض لأن مسبب المرض يصبح نادرا في مثل هذه الجماعة بحيث يقل احتمال التعرض له، وهذا ما يسمى بمناعة القطيع.
يذكر (والله أعلم) أنه بعد برنامج تطعيم قامت به منظمة الصحة العالمية عام 1977م شمل معظم دول العالم، فقد اختفى بهذه الطريقة مرض الجدري (Smallpox) من العالم، ولم يعد مسبب المرض هذا موجودا إلا في المختبرات.
ولأهمية التطعيم وفعاليته في الوقاية من الأمراض، فإن الدولة الإسلامية تقدم هذه الرعاية الصحية للرعية بالمجان، وفق برنامج محدد ومقسم حسب فئات الجيل، يقرره أهل الإختصاص بموازنة مدى انتشار مسببات المرض المراد التطعيم ضدها وخطورة المرض الناتج عنها، مع العوارض الجانبية للتطعيم نفسه. ويتم تطعيم المواليد الجدد في المستشفيات ودور الولادة، والأطفال في مراكز رعاية الأم والطفل، وطلاب المدارس في مدارسهم، والأفراد الأكبر سنا في الجيش أو في المراكز الصحية الفرعية.
ويكون التطعيم إلزاميا أو اختياريا، بحسب تعلقه بإزالة الضرر عن الجماعة. فإن كان المرض المراد التطعيم ضده خطرا ومعديا يجبر الفرد على تلقي التطعيم، حتى لا يعرض غيره من أفراد المجتمع لخطر الإصابة بالمرض، وحتى يتكون ما يسمى بمناعة القطيع. ويستثنى من المجبرين على تلقي التطعيم من كان لديه حساسية للتطعيم، أو كان مصابا بضعف في جهاز المناعة بحيث يكون التطعيم نفسه خطرا عليه، وهؤلاء تكون حمايتهم من المرض بمناعة القطيع. أما الأمراض التي لا تسبب ضررا للجماعة، كأن يكون المرض غير معد أو غير خطر على الجماعة فيخير الفرد في تلقي التطعيم ضده.
وقد تكون هنالك برامج تطعيم عالمية تقوم بها منظمات دولية كمنظمة الصحة العالمية أو دول أخرى لإزالة مرض معين من العالم كما في حالة الجدري، ويطلب من الدولة الإسلامية المشاركة فيها. وفي مثل هذه الحالة على الدولة الإسلامية أن تشترط أن تطلع على كافة المعلومات المتعلقة بالتطعيم وعوارضه الجانبية وبرنامجه، وأن يصنع التطعيم المراد تقديمه لرعايا الدولة الإسلامية في مصانع الدولة وتحت إشراف دوائرها ومختصيها، ويعطى للرعية بواسطة أجهزة الدولة الإسلامية الصحية وبإشرافها، ولا يقبل أن يتولى هذه الأعمال مندوبون من منظمة الصحة العالمية أو من دول أخرى إلا بصفة مراقبين فقط.
فالمنظمات الدولية تلك لا أمان لها، ففي مقالة بعنوان: "كابوس مروع، أسرار منظمة الصحة العالمية"، وهو جهد جماعي يهدف إلى الكشف عن الدافع وراء إطلاق هذا الفيروس والوباء، للتحذير مقدما عن أمور ستحدث في المستقبل القريب، ذكرت المقالة: (أن برنامج التطعيم الإجباري ضد فيروس إنفلونزا الخنازيرH1N1 عندما ينظر إليه بالأخذ في الاعتبار، تبرهن صحة فرضية أن الفيروسH1N1 من الفيروسات المركبة جينيا وأنه تم إطلاقه عن عمد لتبرير التطعيم، وإن التحليل الدقيق للفيروس يكشف عن أن الجينات الأصلية للفيروس هي نفسها التي كانت في الفيروس الوبائي الذي انتشر عام 1918م بالإضافة إلى جينات من فيروس انفلونزا الطيور H5N1، وأخرى من سلالتين جديدتين لفيروس H3N2 وأن من تأثيرات هذا التطعيم الملوث: التدني للقدرات العقلية والفكرية، وتدهور الصحة، وانخفاض القدرات الجنسية).
وفي ظل جائحة كورونا وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام الفرنسية، فإن المدير العام لـ"المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية"، كاميل لوكت، ورئيس طوارئ مستشفى "كوشان باريس" جان بول ميرا، اقترحا إجراء اختبار للقاح "BCG" المطبق ضد السل ليتم تطويره ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بأن تكون في الدول الأفريقية - كفئران تجارب - حيث لا توجد فيها كمامات ولا علاج ولا عناية مركزة، كما تم استخدامها من قبل في إيجاد علاج للإيدز وغيره من الأمراض.
جمع وإعداد: راضية عبد الله