- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم العشرون
في الجنة باب مخصص للصائمين، يقال له: "الريان" لا يدخله غيرهم
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: يُحْشَرُ أهْلُ الجَنَّةِ إِلَيْهَا زُمَراً، وَهُمْ يَرْكَبُونَ عَلَى نُوقٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، إِلَى أنْ يَأتُوا بَابَ الجَنَّةِ، وَفِي ذَلِكَ المَكَانِ يَجِدُونَ مَاءً يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ شَجَرَةٍ، فَيَشْرَبُونَ مِنْ إِحْدَى الأعْيُنِ، فَلَا يَبْقَى فِي بُطُونِهِمْ أيُّ شَيءٍ فِيهِ أذىً أو بَأسٍ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فَيَسْتَقْبِلُهُمْ خَزَنَةُ الجَنَّةِ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ). وَقَدْ سُمِّيَ بَابُ الرَّيَّانِ بِهَذَا الاسْمِ المُشْتَقِّ مِنَ الرَّيِّ، وَهُوَ ضِدُّ العَطَشِ، فَكَانَ اسْمُهُ مُنَاسِباً لِمَعْنَاهُ، حَيثُ إِنَّهُ البَابُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ فَضْلِ الصَّوْمِ أنَّ أبْوَابَ الجَنَّةِ كُلَّها تُفتَحُ فِي رَمَضَانَ، بِالإِضَافَةِ إِلَى أنَّ اللهَ تَعَالَى خَصَّصَ بَابَ الرَّيَّانِ لِعِبَادِهِ الصَّائِمِينَ دُونَ غَيْرِهِمْ، وَالمَقْصُودُ مِنَ الصَّائِمِينَ لَيْسَ الَّذِينَ يَصُومُونَ مَا فَرَضَهُ اللهُ عَلَيهِمْ مِنَ الصِّيَام فِي رَمَضَانَ فَقَط؛ لِأَنَّ كُلَّ المُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ صَوْمِ رَمَضَانَ، وَلَكِنَّ الَّذِينَ خَصَّهُمُ اللهُ تَعَالَى بِالدُّخُولِ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ هُمُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ مِنْ صِيَامِ النَّوَافِلِ، وَيُتبِعُونَ صِيَامَ الفَرِيضَةِ بِالنَّافِلَةِ، وَتَجْدُرُ الإِشَارَةُ إِلَى أنَّ لِلجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ مُقَسَّمَةً حَسَبَ الأعْمَالِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أوَّلُ مَنْ يَفْتَحُ تِلْكَ الأبْوَابِ وَيَدْخُلُهَا، ثُمَّ يَدْخُلُ كُلُّ مُؤْمِنٍ مِنَ البَابِ الَّذِي يَخْتَصُّ بِعَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ المُخْلِصُونَ فِي تَوحِيدِهِمْ مِنْ أمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ أحَدِ أبْوَابِ الجَنَّةِ، وَيُسَمَّى البَابَ الأيْمَنَ، وَمِنَ المُسْلِمِينَ مَنْ يُدْعَى مِنْ كُلَّ أبْوَابِ الجَنَّةِ بِسَبَبِ عِظَمِ أعْمَالِهِ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَينِ فِي سَبِيلِ اللهِ، نُودِيَ مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ، ومَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ)، فَقَالَ أبُو بَكر t: "بِأَبِي أنْتَ وَأمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأبَوابِ كُلِّهَا؟) فَقَالَ: «نَعَمْ، وَأرْجُو أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ».
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.