- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم السادس والعشرون
أفضل عمل ينبغي القيام به إيجاد حكم الله في الأرض
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: إِنَّكُمْ بِلَا شَكَّ حَرِيصُونَ كُلَّ الحِرْصِ عَلَى نَيلِ الثَّوَابِ، وَبُلُوغِ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ عِنْدَ رَبِّكُمْ بِقِيَامِكُمْ لِلَيلَةِ القَدْرِ المُبَارَكَةِ، فَكَيفَ لَو عَلِمْتُم أنَّ أفْضَلَ عَمَلٍ تَقُومُونَ بِهِ تَقَرُّبًا إِلَى اللهِ تَعَالَى هُوَ العَمَلُ لِإِيجَادِ حُكْمِ اللهِ فِي الأرْضِ، وَتَطبِيقِ شَرْعِهِ، وَرَفْعِ لِوَاءِ الإِسْلَامِ، يُثِيبُ اللهُ صَاحِبَهُ ثَوَاباً مَا بَعْدَهُ ثَوَابٌ، وَيَجْزِيهِ أعْظَمَ الجَزَاءِ، وَيَرفَعُ مَنْزِلَتَهُ إِلَى أعْلَى المَنَازِلِ التِي جَعَلَهَا اللهُ لِخَاصَّةِ أوْلِيَائِهِ؟؟
هَذَا العَمَلُ هُوَ الاشتِغَالُ بِتَاجِ الفُرُوضِ، الَّذِي بِهِ تُقَامُ جَمِيعُ فَرَائِضِ الإِسْلَامِ وَشَرَائِعِهِ. إِنَّ العَمَلَ لِإِيجَاد الخَلِيفَةِ الرَّاشِدِ، وَالإِمَامِ العَادِلِ الذِي لَا يَصْلُحُ النَّاسِ إِلّا بِصَلَاحِهِ، وَلَا يَعْرِفُونَ الأمْنَ وَالأمَانَ إِلّا بِوُجُودِهِ.
- فَبِالخِلَافَةِ وَحْدَهَا تَكُونُ انتِصَارَاتُكُمْ حَتَّى تَعْلُو رَايَةُ العُقَابِ فَوقَ كُلِّ مَكَانٍ.
- وَبِالخِلَافَةِ وَحْدَهَا تَرْفَعُونَ رُؤُوسَكُمْ بِالعِزَّةِ، وَالكَرَامَةِ عَلَى مَدَى أَجْيَالٍ وَأَجْيَالٍ.
- بِالخِلَافَةِ وَحْدَهَا تُرهِبُونَ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ، وَتُنْصَرُونَ بِالرُّعْبِ مِنْ غَيرِ قِتَالٍ.
- بِالخِلَافَةِ وَحْدَهَا تَكُونُوا آمِنِينَ، تَخْرُجُ الظَّعِينَةُ حَتَّى تَطُوفَ بِالبَيتِ فِي غَيرِ أنْ تَكُونَ فِي حَاجَةٍ إِلَى جِوَارِ أو حِمَايَةِ أحَدٍ.
- بِالخِلَافَةِ وَحْدَهَا يَكُونُ المُجْتَمَعُ آمِناً مُسْتَقِرّاً بِتَنفِيذِ أحْكَامِ اللهِ الَّتِي شَرَعَهَا لِعِبَادِهِ مِنْ حُدُودٍ، وَقِصَاصٍ، وَتَعْزِيرٍ.
- بِالخِلَافَةِ وَحْدَهَا تَكُونُ بِلَادُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةً، وَحَاكِمُهُمْ وَاحِداً، وَرَايَتُهُمْ وَاحِدَةً، وَجَيشُهُمْ جَيشاً وَاحِداً، قَوِيّاً، يُرْهِبُ أعْدَاءَ اللهِ أيْنَمَا كَانُوا، وَحَيثُمَا حَلُّوا.
- بِالخِلَافَةِ وَحْدَهَا تُحَلُّ جَمِيعُ مَشَاكِلِ المُجْتَمَعِ، وَعَلَى رَأسِهَا المُشْكِلَةُ الاقتِصَادِيَّةُ، وَذَلِكَ بِضَمَانِ الحَاجَاتِ الأسَاسِيَّةِ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ أفرَادِ الرَّعِيَّةِ، فَلَا فَقْرَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَا مَسْغَبَةَ، وَلَا جُوعَ، وَلَا مَسْألَةَ.
- بِالخِلَافَةِ وَحْدَهَا تُصَانُ الأَعْرَاضُ مِنَ الإِفْسَادِ، وَذَلِكَ بِمَنْعِ الزِّنَا، وَالاختِلَاطِ، وَكَشْفِ العَوْرَاتِ.
فَإِلَى العَمَلِ مَعَ العَامِلِينَ المُخْلِصِينَ؛ لِإِيجَاد حُكْمِ اللهِ فِي الأرْضِ نَدْعُوكُمْ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ،
وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.