- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم السابع والعشرون
(ليلة القدر خير من ألف شهر)
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى في سورة القدر: (بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ). وَقَالَ اللهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الدُّخَانِ: (بسم الله الرحمن الرحيم حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴿٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). أَنْزَلَ اللهُ القُرْآنَ الكَرِيمَ، وَهُوَ كِتَابٌ ذُو قَدْرٍ، مِنْ مَكَانٍ ذِي قَدْرٍ، وَهُوَ اللَّوحُ المَحْفُوظُ، مَعَ مَلَكٍ ذِي قَدْرٍ، وَهُوَ جِبْرِيلُ عَلَيهِ السَّلَامُ، عَلَى نَبِيٍّ ذِي قَدْر، وَهُوَ مُحَمَّدٌ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فِي لَيلَةٍ ذَاتِ قَدْرٍ، وَهِيَ لَيلَةُ القَدْرِ، التِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ، لِأمَّةٍ ذَاتِ قَدْرٍ، وَهِيَ أمَّةُ الإِسْلَامِ التِي شَرَّفَنَا اللهُ تَعَالَى وَإِيَّاكُمْ بِأنْ جَعَلَنَا مُسْلِمِينَ!!
أيها الأحبة: هَا قَدْ أوْشَكَ شَهْرُ رَمَضَانَ عَلَى الرَّحِيلِ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا القَلِيلُ، فَطُوبَى لِمَنِ اجْتَهَدَ فِي أيَّامِهِ وَلَيَالِيهِ، وَوَقَفَ عِندَ حُدُودِ اللهِ، وَأكْثَرَ مِنَ الطَّاعَاتِ إِيَمَاناً، وَاحتِسَاباً لله تعالى.
اعْلَمُوا أنَّ اللهَ تَعَالَى مَا أكْرَمَ أمَّة مِنَ الأمَمِ في رمضان بِمِثْلِ مَا أكْرَمَ بِهِ أمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَذُنُوبُهُمْ مَغْفُورَةٌ، وَعُيُوبُهُمْ مَسْتُورَةٌ، وَدَعَوَاتُهُمْ مُسْتَجَابَةٌ، وَأجُوُرهُمْ مُضَاعَفَةٌ، وَقَدْ أكْرَمَنَا اللهُ فِيهِ بِإِنْزَالِ كِتَابِهِ العَزِيزِ فِي لَيلَةِ القَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ، أي خَيرٌ مِنْ ثَلَاثَةٍ وَثَمَانِينَ عَاماً. إِنَّكُمْ بِلَا شَكَّ حَرِيصُونَ كُلَّ الحِرْصِ عَلَى نَيلِ الثَّوَابِ، وَبُلُوغِ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ عِنْدَ رَبِّكُمْ بِقَيَامِكُمْ لِهَذِهِ الَّليلَةِ المُبَارَكَةِ!!
وَلَكِنْ هَلْ سَاءَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا نَفْسه: مَا الوَاجِبُ المَطْلُوبِ مِنَّا تُجَاهَ كِتَابِ الإِسْلَامِ القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَتُجَاهَ نَبِيِّ الإِسْلَامِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَتُجَاهَ دِينِ الإِسْلَامِ، وَأمَّةِ الإِسْلَامِ؟؟ هَلْ عَرَفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مَسْئُولِيَّاتِهِ، فَأدَّاهَا عَلَى الوَجْهِ المَطْلُوبِ الَّذِي يُرْضِي اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟؟!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.