- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح6)
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّادِسَةِ, وَعُنوَانُهَا: "(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الرَّابِعَةِ مِنْ كِتَابِ "نظَامُ الإِسلامِ" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "فَالسُّلُوكُ الإِنسَانيُّ مَربُوطٌ بِمَفَاهِيمِ الإِنسَانِ، وَعِنْدَ إِرَادَتِنَا أَنْ نُغَيِّرَ سُلُوكَ الإِنسَانِ المُنخَفِضِ وَنَجْعَلَهُ سُلُوكاً رَاقِياً لا بُدَّ مِنْ أَنْ نُغَيِّرَ مَفهُومَهُ أَوَّلاً: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)".
ونَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: إِنَّ للهِ تَعَالَى سُنَّةً فِي التَّغيِيرِ يَنبَغِي أنْ يَفهَمَهَا كُلُّ مُسلِمٍ, وَكُلُّ تَكَتُّلٍ يَتَصَدَّى لِلنُّهُوضِ بِالأُمَّةِ وَكُلُّ جَمَاعَةٍ تَعْمَلُ لِتَغيِيرِ الوَاقِعِ الفَاسِدِ الَّذِي يَعِيشُهُ المُسلِمُونَ وَتَحيَاهُ أُمَّةُ الإِسلامِ, بَلْ وَالعَالِمُ بِأسرِهِ فِي غِيَابِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ وَهَيمَنَةِ الدُّوَلِ الرَّأسمَالِيَّةِ الكَافِرَةِ. وَلِكَي نَتَوَصَّلَ إِلَى سُنَّةِ اللهِ فِي التَّغيِيرِ تَعَالَوا بِنَا إِلَى تَفسِيرِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ مِنْ سُورَةِ الرَّعْدِ وَالَّتِي يَقُولُ الحَقُّ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى فِيهَا: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ). عَلَينَا أنْ نُفَسِّرَ هَذِهِ الآيَةَ الكَرِيمَةَ تَفسِيراً عَمِيقاً, بَلْ مُستَنِيراً بِحَيثُ نُلقِي وَنُسَلِّطُ الأضوَاءَ الكَاشِفَةَ عَلَى الحُرُوفِ وَالكَلِمَاتِ فَنَكشِفَ وَنَستَنبِطَ المَعَانِيَ الدَّقِيقَةَ المَبثُوثَةَ فِي أعمَاقِهَا. تَقُولُ الآيَةُ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ). وَتَقُولُ: (حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا). أيْ أنَّ هُنَاكَ تَغْيِيرَينِ: تَغْيِيراً إِلهياً هُوَ مْنْ سُنَنِ اللهِ تَعَالَى, وَتَغيِيراً إِنسَانِياً مَطلُوباً مِنَ النَّاسِ. وَنُلاحِظُ أنَّ كُلَّ تَغْيِيرٍ مِنْ هَذَينِ التَّغيِيرَينِ أعْقَبَهُ اللهُ تَعَالَى بِلَفْظِ "مَا" وَهُوَ اسْمٌ مَوصُولٌ بِمَعنَى "الَّذِي" يُفِيدُ العُمُومَ. وَنُلاحِظُ أيضاً أنَّ كُلَّ تَغيِيرٍ تَعَلَّقَ بِحَرْفِ الجَرِّ "البَاء" بَعدَ لَفْظِ "مَا". قَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ) وَقَالَ: (حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). فَهَلِ المَعنَى الَّذِي يَحْمِلُهُ حَرفُ الجِرِّ "الباء" فِي قَولِهِ تَعَالَى: (بِقَوْمٍ) هُوَ ذَاتُهُ الَّذِي يَحْمِلُهُ حَرفُ الجَرِّ "الباء" فِي قَولِهِ تَعَالَى: (بِأَنفُسِهِمْ)؟ إِذَا تَوَصَّلْنَا إِلَى الفَهْمِ الدَّقِيقِ لِمَعنَى حَرفِ الجَر "البَاء" فِي هَذَينِ المَوضِعَينِ فَإِنَّنَا نَكُونُ بِذَلِكَ قَد أدْرَكْنَا سُنَّةَ اللهِ فِي التَّغيِيرِ. فَمَا مَعنَى حَرفِ الجَرِّ "البَاء" فِي قَولِهِ (بِقَوْمٍ)؟ وَمَا مَعنَى حَرفِ الجَرِّ "البَاء" فِي قَولِهِ (بِأَنفُسِهِمْ)؟ إِنَّ حَرْفَ الجَرِّ "البَاء" فِي قَولِهِ (بِقَوْمٍ) يَحْمِلُ مَعنَى الإِلصَاقِ. نَقُولُ: "أمْسَكَ الطِّفْلُ بِرِدَاءِ أُمَّهِ". "الباء" فِي كَلِمَةِ "بِرِدَاءِ" تُفِيدُ الإِلصَاقَ أي التَصَقَ الطِّفلُ بِثَوبِهَا. وَمَعنَى قَولِهِ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ) أي لا يُغَيِّرُ الحَالَ المُلاصِقَ بِهِمْ. وَإِنَّ التَّغيِيرَ الإِلَهِيَّ لِلحَالِ المُلاصِقِ لِلقَومِ يَكُونُ عَلَى أربَعِ احتِمَالاتٍ هِيَ:
أولا: أنْ يَكُونُ القَومُ مُطِيعِينَ للهِ تَعَالَى, فَيَزدَادُونَ طَاعَةً لَهُ وَشُكراً؛ فَيُغَيِّرُ اللهُ حَالَهُمْ مِنْ حَالٍ حَسَنَةٍ إِلَى حَالٍ أحْسَنَ, انطِبَاقاً وَانسِجَاماً مَعَ قَولِهِ تَعَالَى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ). (إبراهيم 7) وَقَولِهِ تَعَالَى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ). (الأعراف 96)
ثانيا: أنْ يَكُونَ القَومُ مُطِيعِينَ للهِ تَعَالَى, فَيَتَحَوَّلُونَ مِنَ الطَّاعَةِ إِلَى المَعصِيَةِ, وَمِنَ الإِيمَانِ إِلَى الكُفْرِ؛ فَيُغَيِّرُ اللهُ حَالَهُمْ مِنْ حَالٍ حَسَنَةٍ إِلَى حَالٍ سَيِّئَةٍ, انطِبَاقاً وَانسِجَاماً مَعَ قَولِهِ تَعَالَى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (النحل 112)
ثالثا: أنْ يَكُونَ القَومُ عَاصِينَ للهِ تَعَالَى, فَيَتَحَوَّلُونَ مِنَ المَعصِيَةِ إِلَى الطَّاعَةِ, وَمِنَ الكُفْرِ إِلَى الإِيمَانِ؛ فَيُغَيِّرُ اللهُ حَالَهُمْ مِنْ حَالٍ سَيِّئَةٍ إِلَى حَالٍ حَسَنَةٍ, انطِبَاقاً وَانسِجَاماً مَعَ قَولِهِ تَعَالَى فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ الَّذِي رَوَاهُ أبُو نَعِيم (كَنْزِ العُمَّالِ 44166) عَنْ عُمَيرِ بْنِ عَبدِ المَلِكِ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ بن أبي طالب كرم الله وجهه عَلَى مِنبَرِ الكُوفَةِ قَالَ: كُنْتُ إِنْ لم أسْأَلِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ابتَدَأنِي, وَإِنْ سَألتُهُ عَنِ الخَبَرِ أنبَأَنِي, وَإِنْ حَدَّثَنِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: «وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَارْتِفَاعِي فَوْق عَرْشِي، مَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ وَلا بَيْتٍ وَلا رَجُلٍ بِبَادِيَةٍ، كَانُوا عَلَى مَا كَرِهْتُ مِنْ مَعْصِيَتِي, ثُمَّ تَحَوَّلُوا عَنْهَا إِلَى مَا أَحْبَبْتُ مِنْ طَاعَتِي إِلا تَحَوَّلْتُ لَهُمْ عَمَّا يَكْرَهُونَ مِنْ عَذَابِي إِلَى مَا يُحِبُّونَ مِنْ رَحْمَتِي».
رابعا: أنْ يَكُونَ القَومُ عَاصِينَ للهِ تَعَالَى, فَيزدَادُونَ مَعصِيَةً وَالعِيَاذُ بِاللهِ؛ فَيُغَيِّرُ اللهُ حَالَهُمْ مِنْ حَالٍ سَيِّئَةٍ إِلَى حَالٍ أسْوَأ لَعَلَّهُمْ يَرجِعُونَ إِلَى طَاعَتِهِ, انطِبَاقاً وَانسِجَاماً مَعَ تَتِمَّةِ قَولِ اللهِ تَعَالَى فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ السَّابِقِ ذَاتِهِ: «وَمَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ وَلا بَيْتٍ وَلا رَجُلٍ بِبَادِيَةٍ، كَانُوا عَلَى مَا أَحْبَبْتُ مِنْ طَاعَتِي, ثُمَّ تَحَوَّلُوا عَنْهَا إِلَى مَا كَرِهْتُ مِنْ مَعْصِيَتِي، إِلا تَحَوَّلْتُ لَهُمْ عَمَّا يُحِبُّونَ مِنْ رَحْمَتِي إِلَى مَا يَكْرَهُونَ مِنْ عَذَابِي». وَكَذَلِكَ انطِبَاقاً وَانسِجَاماً مَعَ قَولِ اللهِ تَعَالَى: (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). (السجدة 21)
هَذَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّغيِيرِ الإِلَهِيِّ الَّذِي هُوَ مِنْ سُنَنِ اللهِ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ). أمَّا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّغيِيرِ الإِنسَانِيِّ المَطلُوبِ مِنَ النَّاسِ بِقَولِهِ تَعَالَى: (حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). فَهُوَ التَّغيِيرُ الَّذِي يَنبَغِي أنْ يَسعَى إِلَيهِ التَّكَتُّلُ وَتَسعَى إِلَيهِ الجَمَاعَةُ الَّتِي أخَذَتْ عَلَى عَاتِقِهَا النُّهُوضَ بِالمُسلِمِينَ وَالارتِقَاءَ بِهِمْ مِنْ هَذَا الوَاقِعِ الفَاسِدِ إِلَى الوَاقِعِ الَّذِي يُحِبُّهُ وَيَرضَاُه لَهُمْ رَبُّ العَالَمِينَ. وَلِكَي نَتَوَصَّلَ إِلَى التَّغيِيرِ المَطلُوبِ دَعُونَا نَتَأمَّلُ مَعنَى حَرفِ "البَاء" فِي قَولِهِ تَعَالَى: (بِأَنفُسِهِمْ). إِنَّ حَرفَ "البَاء" هُنَا بِمَعنَى "فِي الظَّرفِيَّةِ" الَّتِي تَعنِي "الدَّاخِلَ" نَقُولُ: "الرَّجُلُ بِالغُرفَةِ أو فِيهَا" أي فِي دَاخِلِهَا. وَيَقُولُ تَعَالَى: (حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). أي مَا فِي دَاخِلِهَا. فَمَا المطلُوبُ تَغيِيرُهُ فِي دَاخِلِ النَّفسِ الإِنسَانِيَّةِ حَتَّى يُغَيِّرَ اللهُ حَالَهُمْ إِلَى الأحْسَنِ وَالأفضَلِ؟ مَاذَا يُوجَدُ فِي نُفُوسِ القَومِ يَحتَاجُ إِلَى تَغيِيرٍ؟ عَلَى مُرِيدِي التَّغيِيرِ وَالنَّهضَةِ أنْ يَهتَمُّوا بِالأمرَينِ اللَّذَينِ يُشَكِّلانِ شَخصِيَّةَ الفَردِ المُسلِمِ: أولا: تَكوِينُ العَقلِيَّةِ الإِسلامِيَّةِ فَيَهتَمُّوا بِالأفكَارِ وَالمَقَايِيسِ وَالقَنَاعَاتِ لَدَى هَؤُلاءِ الأفرَادِ.
ثانيا: بِنَاءُ النَّفسِيَّةِ الإِسلامِيَّةِ فَيَعتَنُوا بِمَشَاعِرِ هَؤُلاءِ الأفرَادِ. فَالمَطلُوبُ هُوَ بِنَاءُ شَخصِيَّاتٍ إِسلامِيَّةً ذَاتَ عَقلِيَّةٍ إِسلامِيَّةٍ: تَرفُضُ أيَّ فِكْرٍ غَيرَ فِكْرِ الإِسلامِ, وَتَرفُضُ أيَّ نِظَامٍ غَيرَ نِظَامِ الإِسلامِ, وَذَاتَ نَفسِيَّةٍ إِسلامِيَّةٍ: تُحِبُ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ, وَتُبغِضُ مَا يُبغِضُهُ اللهُ وَرَسُولُهُ, وَلا يَكُونُ وَلاؤُهَا إِلاَّ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِجَمَاعَةِ المُؤمِنِينَ امتِثَالاً لِقَولِ اللهِ تَعَالَى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ).
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.