- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح55) التفكير, العقل, الإدراك
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ الخَامِسَةِ وَالخَمسِينَ, وَعُنوَانُهَا: "التَّفكِيرُ, العَقْلُ, الإِِدرَاكُ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الثَّانِيَةِ وَالأربَعِينَ مِنْ كِتَابِ "نظَامِ الإِسلامِ" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.
يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "وعليهِ فالعقلُ أوِ الفكرُ أوِ الإدراكُ هوَ نقلُ الحِسِّ بالواقعِ بوساطةِ الحواسِّ إلى الدماغِ ووُجودُ معلوماتٍ سابقةٍ يُفَسَّرُ بوساطَتِهَا الواقعُ. وعلى ذلكَ فالقيادةُ الفكريةُ الشيوعيَّةُ مخطِئَةٌ وفاسدةٌ، لأنَّها غيرُ مبنِيَّةٍ على العقلِ، كما أنَّ معنى الفكرِ والعقلِ عندَهَا فاسِدٌ. وكذلكَ القيادةُ الفكريَّةُ الرأسمالِيَّةُ مبنِيَّةٌ على الحلِّ الوسطِ بينَ رجالِ الكنيسةِ والمفكِّرينَ، فإنَّها بعدَ ذلكَ الصراعِ العنيفِ الَّذي اسْتَمَرَّ عِدَّةَ قُرُونٍ بينَ رجالِ الدينِ والمُفَكِّرينَ، تَوَصَّلُوا إلى حلٍّ وسطٍ هوَ فصلُ الدينِ عنِ الحياةِ، أي الاعترافُ بوجودِ الدينِ ضِمْنَاً وفصلُهُ عنِ الحياةِ، ولذلكَ لمْ تكنِ القيادةُ الفكريَّةُ مبنيَّةً على العقلِ، وإنَّما هيَ حلُّ تَرْضِيَةٍ أوْ حلٌّ وسطٌ. ولذلكَ نجدُ فكرةَ الحلِّ الوسطِ أصيلةً عندَهُمْ، فَهُمْ يُقَرِّبُونَ بينَ الحَقِّ والباطلِ بحلٍّ وسطٍ، وبينَ الإيمانِ والكفرِ بحلٍّ وسطٍ، وبينَ النورِ والظَلامِ بحلٍّ وسطٍ، معَ أنَّ الحلَّ الوسطَ غيرُ موجودٍ، لأنَّ المسألةَ إمَّا الحقُّ أوِ الباطِلُ، وإمَّا الإيمانُ أو الكفرُ، وإمَّا النورُ أوِ الظلامُ، ولكنَّ الحلَّ الوسطَ الَّذي بَنَوْا عليهِ عَقيدَتَهُمْ وقيادَتَهُمُ الفكريَّةَ أبْعَدَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَعَنِ الإِيْمَان،ِ وَعَنِ النُّورِ، وَلِذَلِكَ كَانَتْ قِيَادَتُهُمُ الفِكْرِيَّةُ فَاسِدَةً لأنَّهَا غَيرُ مَبنِيَّةٍ عَلَى العَقْلِ. وَأ مَّا القِيَادَةُ الفِكْرِيَّةُ الإِسلامِيَّةُ فَإنَّهَا مَبنِيَّةٌ عَلَى العَقْلِ، إذْ تَفْرِضُ عَلَى الْمُسلِمِ أنْ يُؤمِنَ بِوُجُودِ اللهِ، وَبِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ، وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ، عَنْ طَرِيقِ العَقْلِ. وَتَفرِضُ الإِيْمَانَ بِالْمُغَيَّبَاتِ، عَلَى أنْ تأتيَ مِنَ شَيءٍ ثَبَتَ وُجُودُهُ بِالعَقْلِ، كَالقُرآنِ وَالحَدِيثِ المُتَواتِرِ، وَلِذَلِكَ كَانَتْ قِيَادَةً فِكْرِيَّةً مَبنِيَّةً عَلَى العَقلِ.
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يُعَرِّفُ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ العَقلَ أوِ الفكرُ أوِ الإدراكُ, وَهِيَ ثَلاثَةُ أسْمَاءٍ لِمُسَمَّىً وَاحِدٍ فَيَقُولُ:
العقل: هوَ نقلُ الحِسِّ بالواقعِ بوساطةِ الحواسِّ إلى الدماغِ ووُجودُ معلوماتٍ سابقةٍ يُفَسَّرُ بوساطَتِهَا الواقعُ. نَستَنتِجُ مِنْ هَذَا التَّعرِيفِ أنَّ عَمَلِيَّةَ التَّفكِيرِ حَتَّى تَتِمَّ لا بُدَّ لَهَا مِنْ أربَعَةِ أركَانٍ:
- الوَاقِع الَّذِي يُوضَعُ مَوضِعَ التَّفكِيرِ؛ لِيُفَكَّرَ بِهِ. وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْ خَمسَةِ أشْيَاءَ تَقَعُ تَحْتَ حِسِّ الإِنسَانِ: إِمَّا أنْ تُبصِرَهُ عَينَاهُ, وَإِمَّا أنْ تَسمَعَهُ أذُنَاهُ, وَإِمَّا أنْ يُحِسَّهُ بِيَدَيهِ, وَإِمَّا أنْ يَشُمَّهُ أنفُهُ, وَإِمَّا أنْ يَتَذَوَّقَهُ بِلِسَانِهِ.
- الحَوَاسُّ الَّتِي تَنقُلُ الحِسَّ بِالوَاقِعِ إلَى الدِّمَاغِ وَهِيَ خَمْسَةُ حَوَاسَّ: البَصَرُ, وَالسَّمْعُ, وَالشَّمُّ, وَالتَّذَوُّقُ, وَاللَّمْسُ.
- الدِّمَاغُ الصَّالِحُ الَّذِي فِيهِ قُوَّةُ الرَّبْطِ لِرَبطِ الوَاقِعِ المَوضُوعِ مَوضِعَ التَّفكِيرِ بالمَعلُومَاتِ السَّابِقَةِ.
- المَعلُومَاتُ السَّابِقَةُ الَّتِي يُفَسَّرُ بِوَسَاطَتِهَا الوَاقِعُ المَوضُوعُ مَوضِعَ التَّفكِيرِ.
بِنَاءً عَلَى هَذَا التَّعرِيفِ لِلعَقلِ يُقَرِّرُ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ ثَلاثَةَ أُمُورٍ تَتَعَلًّقُ بِالقِيَادَاتِ الفِكرِيَّةِ:
- أنَّ القِيَادةَ الفكريةَ الشيوعيَّةَ مخطِئَةٌ وفاسدةٌ، لأنَّها غيرُ مبنِيَّةٍ عَلَى العَقلِ، كَمَا أنَّ مَعنَى الفِكْرِ وَالعَقلِ عِندَهَا فَاسِدٌ.
- وكذلكَ القيادةُ الفكريَّةُ الرأسمالِيَّةُ مخطِئَةٌ وفاسدةٌ، لأنَّها غيرُ مبنِيَّةٍ على العقلِ، بَلْ هِيَ مبنِيَّةٌ عَلَى الحَلِّ الوَسَطِ بَينَ رِجَالِ الكَنِيسَةِ والمفكِّرينَ.
- أ مَّا القيادةُ الفكريَّةُ الإسلاميَّةُ فَهِيَ القِيَادَةُ الفِكرِيَّةُ الصَّجِيحَةُ لإنَّهَا مبنيَّةٌ على العقلِ، إذْ تَفْرِضُ على المسلمِ أنْ يُؤمِنَ بوجودِ اللهِ، وبِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ، وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ، عَنْ طَرِيقِ العَقْلِ. وَتَفرِضُ الإِيْمَانَ بالْمُغَيَّبَاتِ، عَلَى أنْ تَأتيَ مِنَ شَيءٍ ثَبَتَ وُجُودُهُ بِالعَقْلِ، كَالقُرآنِ وَالحَدِيثِ المُتَواتِرِ، وَلِذَلِكَ كَانَتْ قِيَادَةً فِكْرِيَّةً مَبنِيَّةً عَلَى العَقْلِ.
يَستَطرِدُ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ فِي الحَدِيثِ عَنْ فِكْرَةِ الْحَلِّ الوَسَطِ لِيُبَيِّنَ لَنَا كَيفَ أتَتْ لِلمَبدَأِ الرَّأسْمَالِيِّ فَيَقُولُ: بَعْدَ ذَلِكَ الصِّرَاعِ العَنِيفِ الَّذِي اسْتَمَرَّ عِدَّةَ قُرُونٍ بينَ رِجَالِ الدِّينِ وَالمُفَكِّرِينَ، تَوَصَّلُوا إِلَى حَلٍّ وَسَطٍ هُوَ فَصْلُ الدِّينِ عَنِ الحَيَاةِ، أيِ الاعتِرَافُ بِوُجُودِ الدِّينِ ضِمْنَاً وَفَصلُهُ عَنِ الحَيَاةِ، وَلِذَلِكَ لَمْ تَكُنِ القِيَادَةُ الفِكرِيَّةُ مَبنيَّةً عَلَى العَقْلِ، وَإنَّمَا هِيَ حَلُّ تَرْضِيَةٍ أوْ حَلٌّ وَسَطٌ. وَلِذَلِكَ نَجِدُ فِكْرَةَ الْحَلِّ الوَسَطِ أصِيلَةً عِندَهُمْ، فَهُمْ يُقَرِّبُونَ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ بِحَلٍّ وَسَطٍ، وَبَينَ الإِيْمَانِ وَالكُفْرِِ بِحَلٍّ وَسَطٍ، وَبَينَ النُّورِ وَالظَّلامِ بِحَلٍّ وَسَطٍ، مَعَ أنَّ الْحَلَّ الوَسَطَ غَيرُ مَوجُودٍ، لأنَّ الْمَسْألَةَ إِمَّا الْحَقُّ أوِ البَاطِلُ، وَإِمَّا الإِيْمَانُ أو الكُفْرُ، وَإِمَّا النُّورُ أوِ الظَّلامُ، وَلَكِنَّ الْحَلَّ الوَسَطَ الَّذِي بَنَوْا عَلَيهِ عَقيدَتَهُمْ وَقِيَادَتَهُمُ الفِكريَّةَ أبْعَدَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَعَنِ الإِيْمَان،ِ وَعَنِ النَّورِ، وَلِذَلِكَ كَانَتْ قِيَادتُهُمُ الفكرِيَّةُ فَاسِدَةً لأنَّها غَيرُ مَبنيَّةٍ عَلَى العَقْلِ.
إِنَّ فِكْرَةَ الحَلِّ الوَسَطِ فِكْرَةٌ مَرفُوضَةٌ عَقْلاً وَشَرعًا, يَرفُضُهَا الشَّرعُ الحَنِيفُ, وَيَرفُضُهَا وَلا يَقبَلُ بِهَا مُطْلَقًا صَاحِبُ العَقْلِ السَّلِيمِ؛ لأنَّ بِهَا ضَيَاعُ البِلادِ وَحُقُوقِ العِبَادِ, فَحِينَ احْتَلَّ يَهُودُ أرْضَ فِلَسطِينَ, عَرَضَ الغَرْبُ الكَافِرُ فِكْرَةَ الْحَلِّ الوَسَطِ, وَذَلِكَ بِأنْ تَكُونَ أرْضُ فِلَسطِينَ نِصفُهَا لِيَهُودَ, وَنِصفُهَا البَاقِي لأهْلِهَا, وَأخَذُوا يُمَاطِلُونَ, وَلَمْ يَحْصُلْ أهْلُ فِلَسطِينَ عَلَى شَيءٍ مِنْ أرضِهِمْ فَضَاعَتِ البِلادُ. وَهَكَذَا أيضًا تَضِيعُ حُقُوقُ العِبَادِ عَنْ طَرِيقِ تَدَخُّلِ الوُسَطَاءِ وَأصْحَابِ الحَلِّ الوَسَطِ الَّذِينَ يُطَالِبُونَ صَاحِبَ الحَقِّ أنْ يَتَنَازَلَ عَنْ حَقِّهِ أو عَنْ جُزءٍ كَبِيرٍ مِنهُ لِغَرِيمِهِ بَدَلاً مِنْ أنْ يُطَالِبُوا أو يُلزِمُوا الَّذِي عَلَيهِ الحَقُّ بِحُسْنِ الأدَاءِ. وَحَرِيٌّ بِالمَرْءِ أنْ يُخَاطِبَ نَفسَهُ لِتَقِفَ مَعَ الحَقِّ أينَمَا كَانَ, وَتَنأى عَنِ البَاطِلِ مَهْمَا كَانَتِ المُغرِيَاتُ فَيَقُولَ لَهَا كَمَا قَالَ نِزَار قَبَّانِي بِتَصَرُّفٍ مِنِّي طَفِيفٍ:
إِنِّي خَيرتُكِ فَاختَارِي ... فَجُـبْنٌ ألاَّ تَختَارِي
اختَارِي الحَقَّ أوِ اللاحَقَّ
لا تُوجَدُ مِنطَقةٌ وُسطَى ... مَا بَينَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ
فَلْنَتَدَارَكْ أنفُسَنَا نَحْنُ وَإِيَّاكُمْ مُستَمِعِيَّ الكِرَامِ مَعَ مَنْ نَكُونُ؟! إِنَّمَا هُمَا طَرِيقَانِ لا ثَالِثَ لَهُمَا: طَرِيقُ الحَقِّ ... وَطَرِيقُ الضَّلالِ, قَالَ تَعَالَى: (فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ). (يونس 32) نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ طَرِيقِ الضَّلالِ وَأهْلِ الضَّلالِ!! وَإِنَّمَا هُمَا فَرِيقَانِ لا ثَالِثَ لَهُمَا: فَرِيقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ. قَالَ تَعَالَى: (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ). (الشورى 7) وَقَالَ تَعَالَى: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ). (الحشر 20) جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الفَائِزِينَ. آمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ!!
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.