الأحد، 12 رجب 1446هـ| 2025/01/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام  (ح189) انتخاب أعضاء مجالس الولايات, وأعضاء مجلس الأمة.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

(ح189) انتخاب أعضاء مجالس الولايات, وأعضاء مجلس الأمة.

 

 

 

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ. 

 

أيها المؤمنون:

 

 

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ" وَمَعَ الحَلْقَةِ التَّاسِعَةِ وَالثَّمَانِينَ بَعدَ المِائَةِ, وَعُنوَانُهَا: "انْتِخَابُ أَعْضَاءِ مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ, وَأَعْضَاءِ مَجلِسِ الأُمَّةِ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ المِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:

 

المادة 105: الأَشْخَاصُ الَّذِينَ يُمَثِّلُونَ المُسلِمِينَ فِي الرَّأْيِ لِيَرجِعَ إِلَيهِمُ الخَلِيفَةُ هُمْ مَجْلِسُ الأُمَّةِ، وَالأَشْخَاصُ الَّذِينَ يُمَثِّلُونَ أَهْلَ الوِلَايَاتِ هُمْ مَجَالِسُ الوِلَايَاتِ. وَيَجُوزُ لِغَيرِ المُسلِمِينَ أَنْ يَكُونُوا فِي مَجْلِسِ الأُمَّةِ مِنْ أَجْلِ الشَّكْوَى مِنْ ظُلْمِ الحُكَّامِ، أَوْ مِنْ إِسَاءَةِ تَطبِيقِ أَحْكَامِ الإِسْلَامِ.

 

المادة 106: يُنْـتَخَبُ أَعْضَاءُ مَجْلِسِ الوِلَايَةِ انتِخَاباً مُبَاشَراً مِنْ أَهْلِ الوِلَايَةِ المَعْنِيَّةِ، وَيُحدَّدُ عَدَدُ أَعْضَاءِ مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ بِنِسْبَةِ عَدَدِ سُكَّانِ كُلِّ وِلَايَةٍ فِي الدَّولَةِ. وَيُنتَخَبُ أَعْضَاءِ مَجْلِسِ الأُمَّةِ اِنتِخَاباً مُبَاشَراً مِنْ قِبَلِ مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ. وَيَكُونُ بَدْءُ مُدَّةِ مَجْلِسِ الأُمَّةِ وَانتِهَاؤُهَا هُوَ نَفْسُهُ بَدْءَ مُدَّةِ مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ وَانتِهَاءَهَا.

وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ, يَا أُمَّةَ القُرآنْ, يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ, يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ, يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبّاً, وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً وَرَسُولاً, وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجاً وَدُستُوراً, وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَاماً لِلْحَياَة,ِ أَيُّهَا المُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ, فَوقَ كُلِّ أَرضٍ, وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ, يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ, أَيُّهَا المُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ, وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا, وَهَاتَانِ هُمَا المَادَّتَانِ: الخَامِسَةُ وَالسَّادِسَةُ بَعْدَ المِائَةِ. وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَاتين المَادَّتَينِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:

 

أولا: المادة 105: مَجْلِسُ الأُمَّةِ هُوَ مَجْلِسٌ يَتَكَوَّنُ مِنْ أَشْخَاصٍ يُمَثِّلُونَ المُسلِمِينَ فِي الرَّأْيِ، لِيَرجِعَ إِلَيهِمُ الخَلِيفَةُ لِاستِشَارَتِهِمْ فِي الأُمُورِ، وَهُمْ يَنُوبُونَ عَنِ الأُمَّةِ فِي مُحَاسَبَةِ الحُكَّامِ، وَذَلِكَ أَخْذاً مِنَ استِشَارَةِ الرَّسُولِ r لِرِجَالٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ يُمَثِّلُونَ قَومَهُمْ، وَمِنْ تَخْصِيصِ الرَّسُولِ r رِجَالاً مِنْ صَحَابَتِهِ لِلشُّورَى، كَانَ يَرْجِعُ إِلَيهِمْ أَكْثَرَ مِنْ غَيرِهِمْ فِي أَخْذِ الرَّأْيِ، مِنهُمْ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَحَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَسَلْمَانُ الفَارِسِيُّ، وَحُذَيفَةُ ...وَأَخْذاً مِنْ تَخْصِيصِ أَبِي بَكْرٍ t رِجَالاً مِنْ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ يَرجِعُ إِلَيهِمْ لِأَخْذِ رَأْيِهِمْ إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ. وَكَانَ أَهْلُ الشُّورَى فِي عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ t هُمُ العُلَمَاءُ وَأَصْحَابُ الفَتْوَى. أَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنِ القَاسِمِ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ يُرِيدُ مُشَاوَرَةَ أَهْلِ الرَّأْيِ وَأَهْلِ الفِقْهِ فِيهِ، دَعَا رِجَالاً مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ، دَعَا عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيّاً، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوفٍ، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَزَيدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ كَانَ يُفْتِي فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّمَا تَصِيرُ فَتْوَى النَّاسِ إِلَى هَؤُلَاءِ، فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ وَلِيَ عُمَرُ فَكَانَ يَدعُو هَؤُلَاءِ النَّفَرَ».

 

189

 

كَذَلِكَ وَرَدَتْ أَدِلَّةٌ تَدْعُو المُسلِمِينَ لِمُحَاسَبَةِ الحَاكِمِ، وَقَدْ مَارَسَ المُسلِمُونَ ذَلِكَ كَمَا حَدَثَ فِي عَهْدِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ. وَكَمَا لِلأُمَّةِ أَنْ تُنِيبَ فِي الشُّورَى فَلَهَا أَنْ تُنِيبَ فِي المُحَاسَبَةِ. كُلُّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى إِبَاحَةِ أَنْ يُتَّخَذَ مَجْلِسٌ خَاصٌّ يَنُوبُ عَنِ الأُمَّةِ فِي مُحَاسَبَةِ الحُكَّامِ، وَفِي الشُّورَى الثَّابِتَةِ بِنَصِّ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ. وَأُطْلِقَ عَلَيهِ: مَجْلِسُ الأُمَّةِ؛ لِأَنَّهُ نَائِبٌ عَنِ الأُمَّةِ فِي المُحَاسَبَةِ وَالشُّورَى. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي هَذَا المَجْلِسِ أَعْضَاءٌ مِنْ غَيرِ المُسلِمِينَ مِنَ الرَّعَايَا؛ مِنْ أَجْلِ الشَّكْوَى مِنْ ظُلْمِ الحُكَّامِ لَهُمْ، أَوْ مِنْ إِسَاءَةِ تَطْبِيقِ الإِسلَامِ عَلَيهِمْ، أَوْ عَدَمِ تَوفِيرِ الخِدْمَاتِ لَهُمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ.

 

ثانيا: المادة 106: يُنْتَخَبُ أَعْضَاءُ مَجْلِسِ الأُمَّةِ انتِخَاباً، وَلَا يُعَيَّنُونَ تَعْيِيناً؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ وُكَلَاءُ فِي الرَّأْيِ عَنِ النَّاسِ، وَالوَكِيلُ إِنَّمَا يَخْتَارُهُ مُوَكِّلُهُ، وَلَا يُفرَضُ الوَكِيلُ عَلَى المُوَكِلِّ مُطْلَقاً، وَلِأَنَّ أَعْضَاءَ مَجْلِسِ الأُمَّةِ مُمَثِّلُونَ لِلنَّاسِ أَفْرَاداً وَجَمَاعَاتٍ فِي الرَّأْيِ، وَمَعْرِفَةِ المُمَثِّلِ فِي البُقْعَةِ الوَاسِعَةِ، وَالقَومِ غَيرِ المَعْرُوفِينَ، لَا تَتَأَتَّى إِلَّا لِمَنْ يَخْتَارُهُ مُمَثِّلاً لَهُ، وَلِأَنَّ الرَّسُولَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَـمْ يَخْتَرْ مَنْ يَرجِعُ إِلَيهِمْ فِي الرَّأْيِ عَلَى أَسَاسِ مَقْدِرَتِهِمْ وَكِفَايَتِهِمْ وَشَخْصِيَّتِهِمْ، بَلِ اخْتَارَهُمْ عَلَى أَسَاسِ أَنَّهُمْ "نُقَبَاءُ" أَيْ مُمَثِّلُونَ لِجَمَاعَتِهِمْ، فَفِي بَيعَةِ العَقَبَةِ الثَّانِيَةِ تَرَكَ أَمْرَ انتِخَابِ النُّقَبَاءِ لِلَّذِينَ بَايَعُوا، وَقَالَ لَهُمْ: «أَخْرِجُوا إليَّ مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً يَكُونونَ على قَوْمِهِمْ». ذَكَرَهُ ابْنُ هِشَامٍ فِي السِّيرَةِ مِنْ طَرِيقِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.

 

وَعَلَى ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُستَنبَطُ مِنْ كَونِ أَعْضَاءِ مَجْلِسِ الأُمَّةِ وُكَلَاءَ فِي الرَّأْيِ، وَمِنْ كَونِ العِلَّةِ الَّتِي وُجِدَ مِنْ أَجْلِهَا مَجْلِسُ الأُمَّةِ هِيَ التَّمْثِيلُ لِلأَفْرَادِ واَلجَمَاعَاتِ فِي الرَأْيِ وَالمُحَاسَبَةِ، وَمِنْ عَدَمِ تَـحَقُّقِ هَذِهِ العِلَّةِ فِي النَّاسِ غَيرِ المَعْرُوفِينَ إِلَّا فِي الانتِخَابِ العَامِّ، يُستَنبَطُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، أَنَّ أَعْضَاءَ مَجْلِسِ الأُمَّةِ يُنتَخَبُونَ انتِخَاباً، وَلَا يُعَيَّنُونَ تَعْيِيناً. وَأَمَّا كَيفِيَّةُ الانتِخَابِ فَعَلَى النَّحْوِ الآتي:

 

1- وَفْقَ المَادَّةِ 56 يُنتَخَبُ مَجْلِسٌ لِلْوِلَايَةِ يُمَثِّلُ أَهْلَهَا لِغَرَضَينِ:

 

الأَوَّلِ: تَقْدِيمُ المَعْلُومَاتِ اللَّازِمَةِ لِلوَالِي عَنْ وَاقِعِ الوِلَايَةِ وَاحتِيَاجَاتِهَا، وَذَلِكَ لِمُسَاعَدَةِ الوَالِي فِي القِيَامِ بِعَمَلِهِ بِشَكْلٍ يُوَفِّرُ عَيشاً مُطْمَئِناً آمِناً لِأَهْلِ الوِلَايَةِ، وَيُيَسِّرُ لَهُمْ قَضَاءَ حَاجَاتِهِمْ وَتَوفِيرَ خِدْمَاتِهِمْ. والثاني: لِإِظْهَارِ الرِّضَا أَوِ الشَّكْوَى مِنْ حُكْمِ الوَالِي لَهُمْ، حَيثُ إِنَّ شَكْوَى مَجْلِسِ الوِلَايَةِ (بِغَالِبِيَّتِهِ) مِنَ الوَالِي تُوجِبُ عَزْلَ الوَالِي. أَيْ أَنَّ وَاقِعَ مَجْلِسِ الوِلَايَةِ هُوَ وَاقِعٌ إِدَارِيٌّ لِمُسَاعَدَةِ الوَالِي بِتَبْصِيرِهِ بِوَاقِعِ الوِلَايَةِ وَلِإِظْهَارِ الرِّضَا أَوِ الشَّكْوَى مِنهُ. وَكُلُّ ذَلِكَ يَدْفَعُهُ إِلَى إِحْسَانِ عَمَلِهِ. وَلَيسَ لِهَذَا المَجْلِسِ صَلَاحِيَّاتٌ أُخْرَى كَمَا هِيَ لِمَجْلِسِ الأُمَّة ِالمُبَيَّنَةِ فِيمَا بَعْدُ.

 

2- وَوَفْقَ المَادَّةِ 105 وَحَسَبَ البَيَانِ السَّابِقِ فَإِنَّهُ يَتِمُّ إِيجَادُ مَجْلِسِ الأُمَّةِ (الشُّورَى وَالمُحَاسَبَةُ)، وَيَكُونُ هَذَا المَجْلِسُ مُنتَخَباً وَمُمَثِّلاً لِلأُمَّةِ، وَلَهُ الصَّلَاحِيَّاتُ المَنْصُوصُ عَلَيهَا فِي مَوضِعِهَا الـمُبَيَّنِ لَاحِقا.

3- وَهَذَا يَعنِي أَنَّ هُنَاكَ انتِخَـابـاً لِاختِيَارِ أَعْضَاءِ مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ، وَأَنَّ هُنَاكَ انتِخَاباً لِأَعْضَاءِ مَجْلِسِ الأُمَّةِ.

 

4- وَلِتَسْهِيلِ عَمَلِيَّةِ الانتِخَابِ وَعَدَمِ إِشْغَالِ الرَّعِيَّةِ بِتِكْرَارِ الانتِخَابِ، فَإِنَّهُ يَتِمُّ انتِخَابُ مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ مِنْ قِبَلِ الرَّعَايَا أَوَّلاً, ثُمَّ يَجْتَمِعُ النَّاجِحُونَ فِي مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ فَيَنتَخِبُونَ مِنْ بَينِهِمْ أَعْضَاءَ مَجْلِسِ الأُمَّةِ، أَيْ أَنَّ مَجَالِسَ الوِلَايَاتِ تُنتَخَبُ انتِخَاباً مُبَاشَراً مِنَ الأُمَّةِ، وَأَنَّ مَجْلِسَ الأُمَّةِ تَنتَخِبُهُ مَجَالِسُ الوِلَايَاتِ. وَهَذَا يَعنِي أَنْ يَكُونَ بَدْءُ وَانتِهَاءُ مُدَّةِ مَجْلِسِ الأُمَّةِ هُوَ نَفْسُهُ بَدْءُ وَانتِهَاءُ مُدَّةِ مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ.

 

5- الَّذِي يُنتَخَبُ مِنْ مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ عُضْواً فِي مَجْلِسِ الأُمَّةِ، يَحِلُّ مَحَلَّهُ صَاحِبُ أَكْثَرِ الأَصْوَاتِ الَّذِي فَشِلَ فِي انتِخَابَاتِ مَجْلِسِ وِلَايَتِهِ، وَإِنْ تَسَاوَى أَكْثَرُ مِنْ وَاحِدٍ يُقْرَعُ بَينَهُمْ.

 

6- يَنْتَخِبُ أَهْلُ الذِّمَّةِ مُمَثِّلِيهِمْ فِي مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ، وَمُمَثِّلُوهُمْ هَؤُلَاءِ يَنتَخِبُونَ مُمَثِّلِيهِمْ فِي مَجْلِسِ الأُمَّةِ، وَكُلُّ ذَلِكَ بِالتَّزَامُنِ مَعَ انتِخَابَاتِ مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ وَمَجْلِسِ الأُمَّةِ فِي الدَّولَةِ. وَبِنَاءً عَلَيهِ يُعَدُّ قَانُونٌ يَأْخُذُ فِي الاعتِبَارِ الأُمُورَ السَّابِقَةَ، وَيُبَيِّنُ إِجْرَاءَاتِ انتِخَابِ مَجَالِسِ الوِلَايَاتِ، وَكَذَلِكَ مَجْلِسُ الأُمَّةِ.

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع