الصائم مع القرآن والسنة الصائمُ الْمُدْرِكُ وُجُودَ اللهِ وعَظَمَتَه
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يصومُ الصائمون؟
لماذا يتركونَ طعامَهم وشرابَهم وشهواتِهم؟
وهناك غيرُهُم من الناسِ يأكلونَ ويشربونَ ويتمتَّعونَ...
إنّهُ اللهُ سبحانَهُ في عَظَمَتِهِ ومَلَكُوتِهِ، في قُوَّتِهِ وجَبَرُوتِهِ، في عظيمِ عَفْوِهِ وواسعِ رحمتِهِ.
إنَّهُ مَنْ خَلَقَ السمواتِ والأرضَ في ستةِ أيامٍ ولم يَعْيَ بخلْقِهِنَّ، وما مسَّهُ مِنْ لُغُوبٍ، إنَّه من خَلَقَ الأرضَ في يومينِ، وجعلَ فيها رواسيَ مِنْ فوقِها، وباركَ فيها، وقدَّرَ فيها أقواتَها في أربعةِ أيامٍ سواءً للسائلين، ثم استوى إلى السماءِ وهيَ دخانٌ، فقال لها وللأرضِ ائْتِيَا طَوْعاً أو كَرْهاً قالتا أتينا طائعينَ، فقضاهُنَّ سبعَ سمواتٍ في يومينِ، وأوحى في كلِّ سماءٍ أمرَها، وزَيَّنَ السماءَ الدنيا بمصابيحَ، وحِفْظاً، ذلكَ تقديرُ العزيزِ العَلِيمِ.
إنّه مَنْ (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ، ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
إنّه (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ).
إنّهُ واسعُ المغفرةِ، إنّه الأعلَمُ بنا حين أنشَأَنا منَ الأرضِ، وإذْ نحنُ أجِنَّةٌ في بطونِ أمّهاتِنا، وهو الذيْ أخرجَنا من بطونِ أمَّهاتِنا لا نَعلَمُ شيئاً، وجعلَ لنا السمْعَ والأبصارَ والأفئدةَ، فله الحمدُ وله الشكرُ.
إنّهُ مالكُ أمرِ السماءِ والأرضِ في الدنيا، وهوَ مالكُ يومِ الدينِ.
إنّهُ مَنْ تقومُ السماءُ والأرضُ بأمرِه، ثم إذا دعاكم دعوةً منَ الأرضِ إذا أنتمْ تخرجونَ.
إنّه مَنْ لا تُدْرِكُهُ الأبصارُ، وهو يدرِكُ الأبصارَ، وهو اللطيفُ الخبيرُ.
إنَّه الذي يرزقُنا من السماءِ والأرضِ.
إنّهُ الذيْ يَهَبُ لِمَنْ يشاءُ إناثاً، ويَهَبُ لِمنْ يشاءُ الذكورَ، أو يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وإِناثاً، ويجعلُ مَنْ يشاءُ عقيماً.
إنّه من خلقَ الإنسانَ في أحسنِ تقويم، إنّهُ مَنْ خلَقَ الإنسانَ فسَوّاهُ فَعَدَلَهُ، فرَكَّبَهُ في هذهِ الصورةِ العظيمةِ، على غير مثالٍ سابقٍ، فهو البديعُ سبحانَه.
إنّهُ منْ أكرمَنا بنعمةِ العقلِ، وأكرمَنا بنعمةِ الهدايةِ، وأكرمَنا بنعمةِ الرسالةِ، وأكرمَنا بنعمةِ الدعوةِ إلى الإسلامِ، فلكَ الحمدُ ربَّنا مِلءَ السمواتِ ومِلءَ الأرضِ، ومِلْءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ، لكَ الحمدُ والشكرُ كما ينبغِيْ لجلالِ وجهكَ وعظيمِ سلطانِكَ، نحمَدُكَ يا مَنْ جعلتَ الظلماتِ والنورَ، لكَ الحمدُ في الأولى والآخرةِ، أنتَ كما أثْنَيتَ على نفسِكَ لا نُحْصِيْ ثَناءً عليك.
فمنْ أولى من الصائمِ بإدراكِ وجودِ اللهِ تعالى، وإدراكِ عَظَمَتِهِ، وإدراكِ عظيمِ صنعِهِ، وبَديعِ إنشائِهِ؟ أوليسَ رضوانُ اللهِ تعالى غايةَ المؤمنِ الصائمِ القائمِ القانتِ آناءَ الليلِ يحذرُ الآخرةَ ويَرْجُوْ رحمةَ ربِّهِ؟ أوليستْ طاعةُ اللهِ وطاعةُ رسولِهِ هي الدافعَ للصائمِ أنْ يتركَ طعامَهُ وشرابَهُ وشَهَوَاتِهِ، ليفوزَ بجنةٍ عرضُها السمواتُ والأرضُ، وينجوَ من نارٍ تَلَظَّى؟؟