الخميس، 30 ربيع الأول 1446هـ| 2024/10/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر و تعليق الفقر وتخفيضات جهاز الشرطة وعبئ الألعاب الأولومبية في بريطانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أذاعت البي بي سي مؤخرا تقريرا مؤثرا لأم عزباء تشتكي انتقالها إلى سكن بتكلفة أقلَّ من الذي كانت تسكنه بسبب تقليل المساعدات التي تحصل عليها لمساعدتها في دفع الإيجار، وذلك بسبب خطط التقشف التي اعتمدتها الحكومة. وهذا الانتقال يعنى لها أن تبتعد عائلتها عن المحيط الاجتماعي والمدارس والأصدقاء وغيرها من الأمور الاجتماعية التي كانت فيها، وهنا سألت المرأة عن سبب فرض هذا الوضع عليها. إن هذه الخطط التقشفية من قبل الحكومة تكاد في كل يوم أن تصيب الكثير من أمثال تلك المرأة. وفي ظل هذا الوضع أصبح الناس الآن يشتكون من التخفيضات في ميزانية الشرطية التي نسبتها عشرون في المئة وأثرِها على نسبة الجريمة، وحتى أن الأطباء الآن أصبح عليهم أن يقتصدوا في علاج مرضاهم من كل النواحي. والآن وبسبب التخفيضات المقترحة في المساعدات لبعض ذوي الحاجات الخاصة وغيرها من التخفيضات؛ خرجت  المظاهرات قرب البرلمان البريطاني.

 

إن الحكومة قد صرحت أن الخفض في الخدمات العامة ضروريٌّ لتخفيض العجز في الميزانية. وقد وعد ديفيد كاميرون رغم علمه بغضب العامة، وعد بأن تُوجَّهَ التخفيضات لكل الطبقات في المجتع وليس فقط الفقراء، وقال القولة المشهورة "كلنا في هذا معا" والتي يُسخر منها الآن حيث أن الناس يشيرون إلى أن بعض القطاعات ظهر عليها أنها لم تشمل أبدا في هذه التخفيضات.

 

في هذا المناخ من التخفيضات في الإنفاق والتقشف، برزت الأخبار حول التكلفة الحقيقية على دافعي الضرائب للألعاب الأولومبية لعام ألفين واثني عشر والتي ستقام في بريطانيا. ففي الوقت الذي تُخفض فيه بعض الخدمات للأطفال، فأن تكلفة الأولومبيات قد وصلت لاثني عشر مليون جنيه استرليني، وهي خمسة أضعاف الرقم الذي صرح به حين فازت لندن بالمزاد لاستضافة الأولومبيات عام ألفين وخمسة. وبالرغم من ذلك، فإن محطة سكاي الإخبارية أوردت أن التكاليف المتعلقة بالأولومبيات قد ترفع التكلفة الإجمالية إلى أربع وعشرين مليار جنيه استرليني والتي هي عشرة أضعاف التقدير الأولي. ولذلك فإن المليارات من الجنيهات والتي ستوفَّر لمهرجان رياضي لمدة سبعة عشر يوم، فإنها ستخفض المساعدات لعدد أكبر من الناس، وأيضا فإن الملايين من الجنيهات يجري تخفيضها من الخدمات الأساسية. وقد حاول أحد الساسة أن يدافع عن الإنفاق على الألعاب الأولومبية بالقول أنها ستوجد الفخر الوطني وستظهر "أفضل ما في بريطانيا". وبالرغم من ذلك كله فإن دراسة قامت بها قناة سكاي الإخبارية وجدت أن خمسة عشر في المئة فقط من المشاركين في الدراسة شعروا أن فائدة استضافة الأولومبيات فاقت تكلفتها.

 

وهنا يطرح سؤال عن الأولويات والحاجات مقابل الرغبات. فكيف تجد في دول صناعية غنية كأمريكا وبريطانيا شرائح من المجتمع ما زالت تعاني من درجات سيئة من الفقر والحرمان؟ لماذا في الوقت الذي تُفرض فيه التخفيضات وخطط التقشف تجد رئيس الوزراء كاميرون يوافق على مضاعفة الميزانية المقررة لمراسم افتتاحية الأولومبيات من أربعين مليار جنيه إلى واحد وثمانين مليار جنيه استرليني، وتجد وزير الرياضة هْيُو روبَرْتْسُون يدافع عن الزيادة بالقول: "إنها ليست فقط زيادةً في الألعاب النارية".

 

بالرغم من وضع الاقتصاد المتردي والتخفيضات، فإن الحكومة البريطانية تستمر في إيجاد المال لصرفه على مشاريعَ تزيدُ من العبئ، والتي تخدم القليل من المواطنين أو مجموعاتٍ خاصة تستطيع أن تضغط على الساسة ضد التخفيضات في الإنفاق على بعض المشاريع التي تؤثر على أعمالهم، حتى لو كانت مهمةً لتغطية حاجات الناس.

 

لذلك، حتى في أوقات التقشف وفقدان الوظائف بسبب التخفيضات في الإنفاق العام، فإن البعض بَقوا دون أن يُستهدفوا بالتخفيضات التي على الجميع أن يعاني منها. حقا إن بعض الداعمين للحكومة يستفيدون من هذا الوضع؛ ولا عجب أن يسخر الناس من كاميرون حين يقول: "كلنا في هذا معا".

 

 

تاجي مصطفى

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع