الجمعة، 01 ربيع الثاني 1446هـ| 2024/10/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

من أروقة الصحافة الإسلام لن يشكل مصدر التشريع الأول في دستور تونس

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قالت حركة النهضة الإسلامية التي تتزعم حكومة الائتلاف، إن الإسلام لن يشكل المصدر الأساسي للتشريع في الدستور التونسي الجديد، حاسمة بذلك جدلاً دائراً بين العلمانيين المطالبين بدولة مدنية والمحافظين الإسلاميين.


===============


لا شك أن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، وإنه يهيمن على الدين كله، وإن أي أمر ليس من الإسلام فهو رد، وإن المقياس الوحيد للعمل هو الشرع.
وبما أن الغرب يدرك خطورة الإسلام كحضارة وطراز عيش على مصالحه الاستعمارية في المنطقة، وأن اقتلاع جذوره من بلدان المسلمين لن يكون إلا بالإسلام النقي المتمثل بنظام الخلافة المميز، فإنه -أي الغرب- يحاول أن يفرغ الإسلام من مضمونه ليبتدع طرازا جديدا من العاملين للإسلام سماهم "المعتدلون"، ليكون أبرز ما يميزهم عن غيرهم هو اعتدالهم في قبول الهيمنة الغربية على بلدان المسلمين لتثبيت التبعية السياسية، واعتدالهم في قبول الفكر الغربي كالديمقراطية وحق التشريع للبشر، واعتدالهم في المطالبة بنظام حكم مدني-علماني مخالفٍ لنظام الحكم الإسلامي، واعتدالهم في المصالحة مع الأنظمة الحاكمة الظلامية الجبرية، وأيضا اعتدالهم في القبول بوجود كيان يهود كأمر واقع لا مناص منه، وفي الوقت نفسه تشددهم في عدم الدعوة لإقامة الخلافة.


وقد جعل الغرب من هذه الأمور وغيرها، شروطا وأثمانا سياسية لمن أراد الولوج في العمل السياسي المعترف به غربيا، فكانت تلك الأثمان تجرد هؤلاء العاملين من ثوابتهم التي دعوا لها سابقا، مما أنتج وصول الإسلاميين إلى الحكم، وبقاء الإسلام خارجه.


فالإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع في نظام الحكم الإسلامي، ولا يكتفى بأن يكون مصدرا أساسيا ويشاركه مصادر أخرى، ولكن حتى هذه، لم يقبل بها الغرب الاستعماري ولا حلفاؤه من العلمانيين في تونس، فكانت ثمنا سياسيا تتنازل عنه حركة النهضة في سبيل تشكيل حكومة ائتلاف، ترى ائتلاف على ماذا!!! على بقاء النظام الحاكم في تونس كما كان زمن الهارب بن علي!!!


فإن لم يتغير أساس الحكم، ولا السياسات المسطرة لرعاية الشؤون في كافة مجالاتها، ولا التبعية السياسية للغرب، ولا الاتفاقيات والمواثيق الدولية الجائرة ولا حتى الوسط السياسي كله، فكيف يمكن فهم التغيير في تونس؟


إن الشعب المسلم الطيب في تونس قد رأى في الإسلام ملاذا من ضنك العلمانية المرير طوال عقود، وقد انتخب الإسلاميين ليحكموه بالإسلام، لا ليتحالفوا مع العلمانيين ويتخلوا عن شعارات الحكم بالإسلام.


إن النظام الوحيد المرشح لإعادة الاستقرار في تونس وغيرها من بلاد المسلمين هو نظام الخلافة، والواجب على جميع المسلمين أن يعملوا على إحيائها وقبر العلمانية إلى غير رجعة.


كتبه للإذاعة: أبو باسل

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع