كريموف يرتكب جريمة بشعة لمنع أبناء الأمة الإسلامية من حمل الدعوة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر الناس إسلام كريموف، حاكم أوزبكستان ديكتاتورا وحشيا، فهو المسئول عن المذبحة التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء في أنديجان في عام 2005، وبالإضافة إلى القمع الدموي لشعبه، الذي اشتهر به كريموف وأعوانه في القيام به، وعمليات تعذيب السجناء السياسيين والذي يفضي عادة الى القتل، أو عيشهم في رعب طيلة حياتهم. فإنّه الآن يضيف جريمة أخرى بشعة إلى سجل الأعمال الشريرة التي ارتكبها ضد شعبه.
ففي الآونة الأخيرة، فقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنّ كريموف قام بحملة سرية لجعل النساء عقيمات، من دون علمهم أو موافقتهم، فقد تحدث طبيب أمراض للنساء، أوزبكي لم يكشف عن هويته من طشقند، كشف للبي بي سي تفاصيل البرنامج فقال " كل عام نقدم خطة نكشف فيها عن عدد النساء اللاتي نتوقع أن تتعاطى وسائل منع الحمل، وعن عدد النساء اللاتي نقوم بتعقيمهن، وهناك كوتا يجب الالتزام بها، فحصتي مثلا هي أربع نساء في الشهر" ولا يقتصر هذا البرنامج على العاصمة، بل هو في أجزاء أخرى من البلاد وعلى الأخص في وادي فرغانة وبخارى والتي هي مرتع للنهضة الإسلامية.
وأفادت التقارير أنّ أول حالة تعقيم كانت في عام 2005، وفي عام 2007 تم توثيق الحالة في الأمم المتحدة، حيث ذكرت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب (CAT) التعقيم القسري، واستئصال الرحم في أوزبكستان، ولكنها لم تتخذ أي إجراء إزاء ذلك وسرعان ما تناست هذه المسألة. ونظرا لبطش النظام وسريته فإنّه من الصعب تقدير عدد النساء اللواتي تم حرمانهن من إنجاب الأطفال، ولكن تقدر الاعداد بعشرات الآلاف، ففي عام 2010، أجرى فريق من الخبراء، الذي تألف من خبراء مستقلين بمسح للمهن الطبية ومقرها في أوزبكستان، فتبين أنّ عمليات التعقيم وصلت الى 80,000. ومن المحتمل أن تكون الأرقام أكبر من ذلك بكثير، فالمهن الطبية غالبا ما تخفي الحقائق خوفا من انتقام أتباع كريموف.
ولكن السؤال الحقيقي هو لماذا لجأ كريموف إلى مثل هذا الفعل الشنيع ضد النساء العزل من اللاتي لا يشكلن تهديدا مباشرا لنظامه أو لطول عمره؟ بالنسبة لأولئك الذين يعرفون عن نظرية توماس روبرت مالتوس حول التحكم في عدد السكان، فإنّ الإجراءات التي قام بها كريموف يمكن تفسيرها. ففي الواقع فإنّ كريموف يجد نفسه شريكا مع "المفكرين" الغربيين الذين يدعمون بحماس الوسائل الدنيئة للحد من النمو السكاني.
وهناك دافع شرير آخر عميق في جسد وروح كريموف، ويسبب له الكثير من الضيق من خصومه، وهو الإسلام السياسي الذي لا يهدد فقط القضاء على حكم كريموف، ولكنه أيضا يهدد الهيمنة المشتركة للغرب وروسيا على المنطقة، فبعد أن جرب كافة الوسائل الشيطانية، لجأ كريموف الى تعقيم النساء المسلمات كإجراء يائس لمحاربة تنامي الإسلام السياسي في أوزبكستان والذي يشكل له نوبة من الجنون المستمر من النهضة الإسلامية، فالنهضة الاسلامية تسير ببطء ولكنها بثبات وتتجه بطريقها إلى ولادة الدولة الإسلامية.
لهذا السبب وحده، فإنّ الغرب وروسيا يتغاضون عن أعمال كريموف الوحشية، فتشدق الغرب بحماية حقوق الإنسان لا تشمل الأوزبك، وعلاوة على ذلك، فقد دعمت نظامه بالسلاح والمال والخبراء لاكتشاف طرق مبتكرة لوقف المد المتزايد للإسلام في البلاد.
ألم يتدبر كريموف وأسياده بظروف ولادة عيسى وموسى عليهما السلام؟ ألم يلجأ طغاة تلك العصور، من فرعون والملك النمرود الى استخدام كل ما لديهم من قوة ليطفئوا نور الله ولجأووا إلى قتل الأطفال الذكور لحماية ممالكهم؟ فهؤلاء الطغاة القديمون لجأووا إلى برامج تعقيم تناسب عصرهم، ولكن في نهاية المطاف فشلت تلك البرامج من منع رسالة الله سبحانه وتعالى من الوصول الى غايتها، قال الله تعالى في القرآن الكريم عن الطغاة الكافرين :
( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) التوبة9
وبالمثل، فإنّ كريموف وأسياده لن يكونوا قادرين على منع أبناء وبنات المسلمين في أوزبكستان من حمل الدعوة الإسلامية إلى كل مدينة وبلدة وقرية، ولن يكون هناك بإذن الله أي ركن من أوزبكستان بمنأى عن النهضة الإسلامية، وكل مسئول في الحكومة ومنتسب لكريموف سوف يسمع نداء عودة الخلافة قريبا لترتعش فرائصهم من الخوف.
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) يوسف: 21
أبو هاشم البنجابي