ما النا غيرك يا الله
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مجزرة تتلو مجزرة ... والعالم يتفرج ...
دماء تُسفك تلو دماء .. والإعلام يصور ..
أعداد الأطفال والنساء المذبوحين تتزايد.. ومَشاهد القتل تتوالى ولكن عميت العيون وصمت الآذان...
درعا، إدلب ، دوما ، بابا عمرو ، حمص ، حماة ....... والقائمة تطول
الحولة صرخت من هول ما جرى بها ،وتبعتها القبير .. ويتفرجون كأنه مشهد تلفزيوني أو فيلم يستدر الدموع والآهات طيلة مشاهدته ، ثم ينتهي هذا التفاعل عند كلمة النهاية ..
ولكن الفرق أنه هنا في سوريا لا نهاية لهذه المآسي المتتالية بانتهاء مشاهدتنا لها ..
إن أهلنا هناك يتمثلون آيات الصبر أمام أعينهم وفي قلوبهم سائلين الله الثبات والنصر ..
نرى أفراد بعثة الأمم المتحدة يتنقلون لتقصي الحقائق .. ويبدو أن حواسهم معطلة عن العمل فلا يرون جثث الأطفال والنساء !!
ولا يسمعون آهات أنات الجرحى والثكالى ولا الهتافات بسقوط الطاغية !!
ولا حتى يشمون رائحة الموت والدماء في كل مكان !!
ولا يتلمسون الخراب والحطام أينما ذهبوا !!
لقد خلع النظام كل أقنعته ورغم ذلك لا يرون قبحه ودمامته ووحشيته !!
تهديدات بالتدخل العسكري تطمئن النظام أكثر مما تخيفه ،،
فما يخيفه أكثر ويرعبه هو صيحات التكبير المجلجلة ليل نهار ..
ما يقض مضجعه هو ثبات الشعب وصبره ولجوؤه إلى الله تعالى في كل هتافاته وأسماء جمعه وكتائبه ..فهو يعلم أن يوم نصرهم قريب ويوم سقوطه أقرب ..
تبجح قائلا أنه مثل الطبيب الجراح يداه غارقتان في الدماء حتى يستأصل المرض !!
ألا يعلم أنه هو الداء نفسه !! وأنه هو من يجب استئصاله من جسم الشام !!
تعبنا من الكلام ،، أو ربما تعب الكلام منا ..
فعند رؤية الجثث المتراصة تهرب الكلمات ..
وتعجز كل أبجديات العالم عن تصوير هول ما تراه العين ويحرق القلب ..
رأيناها في الحولة والآن في القبير .. وغدا لا نعلم أين ما دام الطاغية سادرا في غيه وطغيانه وتعطشه للدم ..
وداهية الدواهي أن نرى- وعلى مرمى حجر من الشام التي تُذبح من الوريد إلى الوريد - نرى مغنية زنديقة فاسقة ساقطة تحل ضيفة مكرمة معززة في بلد خليجي في حفل ماجن تنفق عليه ملايين الدولارات في وقت يموت فيه كثير من المسلمين من الفقر والجوع والمرض ..
حفل مليء بالمعاصي والإساءة إلى الإسلام وعقيدته وأخلاقه .. ومغنية تعلن بكل فخر أنها تعشق بني يهود (إسرائيل) .. ولكننا لم نر شيخا من شيوخ بلاد الحجاز ينكر هذا أ ويستهجنه أو يمنعه مثلما ينكرون الخروج في مظاهرات لإنكار المنكر أو نصرة لأهل الشام بحجة أنها فتنة !!
إنها الحرب على الإسلام والمسلمين في كل مكان ، وبكل شكل ولون ووسيلة ..
ومن يساعدهم من بني جلدتنا يزيدون الطين بلة والحرب شراسة ..
ولكن رغم حلكة الظلام فالفجر يلوح في الأفق .. ورغم كل المآسي والمصائب فالفرج قريب بإذن الله .
وها هو ثبات أهلنا في الشام .. وصيحاتهم المدوية متجهة لله صادعين بها ( ما النا غيرك يا الله ) و(لن نركع إلا لله)
ها هم يرفضون الاستسلام للمخططات ضدهم هاتفين (ثورتنا إسلامية على كل الأنظمة الوضعية) و(ردوا المساعدات الإنسانية تكفينا المساعدات الربانية) و(لا لبشار ولا غليون بدنا الإسلام يكون) و(خلافة للأبد غصب عنك يا أسد).
فقد بشرنا نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن بعد هذا الحكم الجبري ستكون خلافة على منهاج النبوة
وقال :( إِنّ فسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ) ونسأل الله أن يكون هذا اليوم قريبا.
اللهم نصرك وفرجك قريبا يا الله ..
كتبته للإذاعة
مسلمة