معالم الإيمان المستنير ح4 الهدى والضلال
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
أيها المؤمنون: لقد عرفتم من خلال المقالين السابقتين صفات المهتدين, ولو أننا عكسنا تلك الصفات, وأخذنا نقيضها لعرفنا صفات الضالين, لكننا في هذه الحلقة بالإضافة إلى ذلك سنتعرف إلى صفات الضالين, متبعين النهج السابق الذي اتبعناه في معرفة صفات المهتدين, وهو استخراج هذه الصفات واستخلاصها من خلال الآيات القرآنية, والآن تعالوا بنا نعكس صفات المهتدين, ونأخذ نقيضها, ثم نتأمل بعض الآيات القرآنية, ونستخرج منها صفات الضالين:
أولا: صفات المهتدين: الإيمان. والطاعة. والأمانة. والصدق. والعدل.
ثانيا: صفــات الضــالين: الكفر. والمعصية. والخيانة. والكذب. والظلم.
أيها المؤمنون: في كل يوم تطلع فيه الشمس وتغيب نصلي لله خمس صلوات في اليوم والليلة, نقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب, نردد صباح مساء قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} (الفاتحة 7) فهلا سألنا أنفسنا: من هم الضالون الذين ندعو الله تبارك وتعالى أن يجنبنا طريقهم؟
الضالون هم الكافرون المنحرفون عن الإسلام, ذلك الدين القيم الذي يمثـل الصراط المستقيم, والمسلم في صلواته الخمس حين يقرأ فاتحة الكتاب, فإنه يدعو الله تبارك وتعالى أن يهديه الصراط المستقيم, صراط الذين أنعم الله عليهم, ويدعو الله تعالى أن يجنبه طريق الضالين وهم النصارى, ويجنبه طريق المغضوب عليهم وهم اليهود. والضالون لهم صفات تدل عليهم من أهمها:
أيها المؤمنون: فالضالون إذا هم الكافرون المنحرفون عن دين الإسلام, وهذه هي أبرز صفاتهم كما وردت في كتاب الله تعالى:
أولا : الكفر والشرك بالله: فالكفر رأس المعاصي كلها, والشرك من أعظم الذنوب, وهما من أبرز صفات الضالين, قال تعالى: { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل اللـه قد ضلوا ضلالا بعيدا } (النساء: 167) وقال تعالى:{ ومن يشرك باللـه فقد ضل ضلالا بعيدا }(النساء: 116)
ثانيا: المعـصية لله ولرسوله: فمن يكفر بالله تهون عليه معصيته, ومن لم يؤمن برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تهون عليه مخالفة أمره, وكلا الأمرين ضلال مبين, قال تعالى:{ومن يعص اللـه ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا} (الأحزاب: 36)
ثالثـا: الظـلم:فالضالون يتصفون بالظلم لأنهم مشركون, ولأن الشرك ظلم عظيم كما أخبر الله رب العالمين. قال تعالى:{ إن الشرك لظلم عظيم } (لقمان 13) وقال تعالى:{ ويضل اللـه الظالمين} (إبراهيم: 27)
رابعا: الفسق: والفسق هو الخروج عن طاعة الله, والفاسقون ضالون لأنهم خارجون عن طاعة الله تبارك وتعالى, قال تعالى: { وما يضل به إلا الفاسقين}(البقرة: 26)
خامسا: طاعة السادة والكبراء: فالضالون يطيعون قادتهم وزعماءهم على باطلهم في الدنيا, لكن القادة والزعماء يتخلون يوم القيامة عن أتباعهم الذين كانوا يطيعونهم, بل ويتبرؤون منهم, أما الأتباع فيقولون: إن سادتهم وكبراءهم هم سبب ضلالهم, لكن الله سبحانه وتعالى سيعاقب السادة والأتباع كـلا بما يستحق, قال تعالى: { وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل } (الأحزاب: 67)
سادسا: الصد عن سبيل الله: لم يكتف الضالون بكفرهم, بل إنهم يسعون ويتمنون أن يصبح الناس كلهم كفارا, ليس هذا فحسب, بل يقفون في وجه المؤمنين ليمنعوهم من الإيمان, ويأمرونهم باتباع سبيل الكافرين, ويزعمون أنهم يتحملون عنهم إثمهم وخطاياهم يوم القيامة, قال تعالى: { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء } (النساء: 89) وقال تعالى:{ وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون } (العنكبوت: 13) وهؤلاء لعنهم الله تعالى في كتابه, ومعنى لعنهم أي طردهم من رحمته, فهم لا يستحقون هذه الرحمة, قال تعالى: { ألا لعنة اللـه على الظالمين الذين يصدون عن سبيل اللـه ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون} (هود: 19) وقال تعالى: { الذين كفروا وصدوا عن سبيل اللـه أضل أعمالهم} نعوذ بالله من ذلك الصنف!
نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.