مع الحديث الشريف - السياسة الحربية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ خَالِدِ بْنِ الْفِزْرِ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلَا طِفْلًا وَلَا صَغِيرًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
عون المعبود شرح سنن أبي داود
(لَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا ) : أَيْ إِلَّا إِذَا كَانَ مُقَاتِلًا أَوْ ذَا رَأْي . وَقَدْ صَحَّ أَمْره عَلَيْهِ السَّلَام بِقَتْلِ زَيْد بْن الصِّمَّة , وَكَانَ عُمْره مِائَة وَعِشْرِينَ عَامًا أَوْ أَكْثَر , وَقَدْ جِيءَ بِهِ فِي جَيْش هَوَازِن لِلرَّأْيِ . قَالَهُ الْقَارِيّ
(وَلَا طِفْلًا وَلَا صَغِيرًا ): أَيْ صَبِيًّا دُون الْبُلُوغ وَاسْتُثْنِيَ مِنْهُ مَا إِذَا كَانَ مَلِكًا أَوْ مُبَاشِرًا لِلْقِتَالِ
(وَلَا اِمْرَأَة ): أَيْ إِذَا لَمْ تَكُنْ مُقَاتِلَة أَوْ مَلِكَة
( وَضُمُّوا ): أَيْ اِجْمَعُوا
( وَأَصْلِحُوا ): أَيْ أُمُوركُمْ
( وَأَحْسِنُوا }: أَيْ فِيمَا بَيْنكُمْ .
السياسة الحربية هي رعاية شؤون الحرب على وضع من شأنه أن يجعل النصر للمسلمين والخذلان لأعدائهم. إلا أن هذا كله مقيد بما إذا لم يرد نص على عمل معين، فإذا ورد نص خاص فإنه لا يجوز أن يفعل ذلك العمل بحجة السياسة الحربية. وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان والشيوخ كما جاء في الحديث. ولكنه صلى الله عليه وسلم أجاز قتل النساء والصبيان والشيوخ في حالات مثل إذا لم يمكن الوصول إلى الكافر إلا بقتلهم لاختلاطهم بهم في حال الضرب بالمنجنيق أو المدافع أو القنابل، فقد روى البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذرياتهم، ثم قال (هم منهم) أو في مثل قتل الشيخ الذي فيه نفع للكفار أو مضرة على المسلمين كما جاء في شرح الحديث أعلاه من قتل زيد بن الصمة.