بأحكام النظام الإجتماعي في الإسلام وحده تعالج مشكلة الشباب في الزواج
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المولى سبحانه وتعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) وقال سبحانه وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
أيها المسلمون:
لقد اضطرب فهم كثير من الناس للنظام الإجتماعي في الإسلام إضطراباً عظيماً ولَّد كثيراً من المشكلات، وسبب هذا الإضطراب هو البعد عن فهم حقيقة الإسلام، لبعد الناس عن أفكاره وأحكامه، فكانوا بين مفرّط كل التفريط؛ يرى أن من حق المرأة أن تخلو بالرجل كما تشاء، وأن تخرج كاشفة العورة باللباس الذي تهواه، وان تختلط بالرجال كما تشاء، ومفرّط كل الإفراط؛ لا يرى من حق المرآة أن تزاول التجارة أو الزراعة، ولا تجتمع بالرجال مطلقاً وغير ذلك، وكان من جراء ذلك ان وقعت المشاكل الاجتماعية مثل عزوف كثير من الشباب عن الزواج، وظهور أطفال لقطاء؛ إما في دور رعاية اللقطاء أو أطفال موتى، أو يصارعون الموت في أما كن القمامة ، وكذلك ظهور ما يسمى بالزواج العرفي أو البحث عن مخارج شرعية لإدراك الزواج وعدم تفويته.
وتقليد للغرب الكافر في نظامه الاجتماعي صرنا نحتفل بما يسمى بعيد الحب 14 فبراير وهذا العيد قد ابتدعه الكفار قائلين بحق الشباب في الزواج والحب وذلك بتمكينهم من الإشباع لغريزة النوع ولو سراً كما فعل القسيس فلانتاين في القرن الثالث الميلادي عندما منع الامبراطور الروماني كلاديوس الثاني الشباب من الزواج لإشراكهم في الحروب، فقام فلانتاين بتمكينهم من الزواج سراً، وعندما تم إعدام ذلك القسيس اتخذ الكفار ذلك اليوم عيداً، وقد برز في الآونة الأخيرة تعميم ذلك في العالم بما فيه بلدان المسلمين وإقامة الحفلات الغنائية. وخطورة هذه الفكرة أن للناس الحق في الإشباع للغريزة ولو خارج دائرة الزواج.
أيها المسلمون:
إن أية أمة تعيش على مجموعة من القيم تؤمن بها ويكون لها سلطان حتى يطبق عليها هذه القيم، وأهمية هذا السلطان تكمن في أن يرجع الناس إلى ما يؤمنون به؛ وذلك عن طريق ردع أي خارج عن هذه القيم، ونحن معشر المسلمين قيمنا التي نعيش بها؛ هي قيم الإسلام ذلك الدين القيّم الذي جعله الله سبحانه وتعالى ديناً خاتماً للبشرية كافة وليس لقوم دون قوم، ويأتي السؤال، إن الذي يحدث لنا من هزة في النظام الاجتماعي، أليس سببه عدم الإلتزام بنظام الإسلام؟ فهل طلب الشرع عندما تخرج المرأة للشارع العام أن تخرج بأي كيفية ولو كانت كاشفة لعورتها، أو تلبس ملابس ضيقة تتبرج بها لكل من يراها في الشارع العام فتؤذي المتزوجين وغيرهم، فهل أمر الإسلام بذلك؟ أم حرّم الإسلام أن تخرج المرأة بالزي الشرعي.
وكذلك هل أباح الإسلام للرجال والنساء غير المحارم أن يجتمعوا بهذه الكيفية التي نراها الآن في الجامعات والحدائق العامة والملاهي والمطاعم وغيرها؟ ألم يؤدي ذلك إلى وقوع البعض في المحظور حتى ظهرت حالات كثيرة من الإيدز في بعض الجامعات كما ذكرت وسائل الإعلام؟! أن في الخرطوم وحدها أكثر من عشرة آلاف حالة إيدز ومن بينهم الكثير من الشباب، أما اللقطاء فقد أصبحت الأرقام في السنوات الأخيرة لا يُسكت عليها لأنها تدل على كثرة الفاحشة في الأرض، وذلك يعرّض عموم الأمة لغضب الله عز وجل، يقول سبحانه: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
أما ما يسمى بعيد الحب (فلانتاين) فإنه باطل شرعاً لأن العيد من مظاهر العبادة التي يجب أن تشرع من الله سبحانه وتعالى، وقد شرّع الإسلام لنا عيدين للفرح واللهو، وبهما صلاة سُميت بصلاة العيد، وهي حق وخير وليست مبنية على الباطل كعيد الفلانتاين الذي يدعو إلى تمكين الشباب من إشباع غريزة النوع عن طريق الوطء المحرم، ونحن المسلمون طريقنا واحد سنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الزواج وتيسيره قال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) والأيامى هم الذين لم يتزوجوا وقال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: «من جاءكم ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» فبالتالي إن صد من يريد الزواج لارتفاع التكاليف التي يطلبها أهل المرأة المطلوبة للنكاح ليس من سنة نبينا صلى الله عيه وسلم.
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره اما بعد،،،
هذه بعض القيم التي يجب أن نلتزم بها لكي نعيش كما يحب الله عز وجل وعندها فإن السماء ستفتح لنا أبوابها وينزل الخير وتخرج الأرض كنوزها كما بشرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام، هذا بالنسبة لتقيد الأفراد، وقد جعل الشرع للسلطان أن يحكم في الناس بذلك وأن يرعى القيم الشرعية وأحكامها فيعمل على تهيئة الأجواء للأمة الإسلامية ومن يعش معها حتى يعيشوا حياة هنيئة في ظل أنظمة الإسلام، فالدولة الإسلامية تمنع الاختلاط في الجامعات وتوفر كل الإمكانيات لذلك وهي متوفرة لدى الأمة حالياً، وكذلك بكل سهولة يمكنها ان تصدر قراراً يبث في وسائل الإعلام أنه ما من إمرأة تخرج إلى الشارع العام غير متقيدة بالزي الشرعي - الجلباب والخمار- إلا وستعاقب عقوبة تعزيرية وكذلك ستطبق الشرع على الزناة إن كانوا محصنين بالرجم وإن كانوا غير ذلك بالجلد مائة جلدة مع التشهير، وما لا يقل أهمية من ذلك فإن نظام الإسلام يعمل على توزيع الثروة الهائلة لدى الأمة على الناس، فترفع الفقر ليتمكن الناس من عيش حياتهم بعيداً عن الضنك ولقضاء حوائجهم بما فيها الزواج.
فعليه إن ما نعيشه اليوم من ضنك؛ إنما لغياب التقيد إما من الأفراد أو على مستوى نظام الحكم المطبق على المسلمين، وهو ليس نظاماً إسلامياً، قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) فإلى الله عباد الله.