ثورة الشام الكاشفة الفاضحة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عامان على هذه الثّورة المباركة.. هذه الثّورة الملحمة
هي ذاتيّة بأعلى درجات التّضحية
هي واعية يلتحم فيها السياسي بالتاريخي
هي مباركة يلتقي فيها البشري بالربّاني
ضمن ممكن تاريخي حاسم وهائل
هذه الثورة تعلن الفشل الذّريع.. بل الإجرام الشّنيع للعلمانية في عقر دار الإسلام.. علمانية ليس لها من وجاهة إلا زعمها حتميّة فصل الدين عن الحياة ولو بالإبعاد القسري والإزاحة غصبا من بعد خلع.
عندما جدّ الجدّ ووجدت الأمة نفسها أمام القضايا الحقيقية.. وهي ذاتيّتها التي لا تكون إلا بالإسلام.. وهي تحرّرها الذي لا يكون إلا بمضادة كل أشكال الاستعمار. عندما وجب لذلك أعلى درجات التضحية بما في ذلك التضحية بالأهل والولد بالمال والنفس.. تضحية تسقط وتتجاوز كل الحسابات والضمانات وتقول لربّها (إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي).. عندما تكون التضحية عند الخط الذي يسقط فيه الحاجز بين الحياة والموت.. إمكانا وتوقّعا واستعدادا للشهادة على الظالمين بأنّهم هم الظالمون وشهادة بالحق بأن أهلنا في الشام هم المنصورون وشهادة بين يدي ربّنا أنّنا إليه راغبون.. عندها لم تجد الأمة إلا المخلصين أبناء الصحوة الإسلامية الذين استناروا بالإسلام وأناروا وعركتهم الأحداث فازدادوا وعيا وتجاوزوا غباء السابقين الذين كانوا بالأمس يجاهدون ثم يأتي العملاء العلمانيون في الأخير لجني الثّمار والحكم والتحكّم. ذلك عهد ولّى وانقضى هكذا يعلمنا ثوّار الشّام الأحرار الأبرار... أضداد الكفر والاستعمار.
عندما جدّ الجدّ وطالب الناس في الشام بدرء مظلمة حكم جائر عليهم سامهم سوء العذاب.. حكمهم عقودا كالدّواب.. عندما ضجّ الناس وطالبوا بحياة كريمة عزيزة.. تنكّر لهم العلمانيون الغرباء عن أمتهم فكرا ووجدانا وسلوكا ومعاشا.. ووثّقوا صلات الرفقة والصحبة والأخوّة في مضمار الإجرام مع القاتل بشار.. صمتوا عن جريمة مكرّرة في المائة ألف أو يزيد متأكّدة بمئات آلاف الأدلة الناطقة بالدم والصراخ والعذاب.
لقد كان من بركاتكم يا أهلنا في الشام أن ثورتكم كانت معارك في واحدة مظهرها حربيّ قتاليّ وباطنها معركة عقائدية وحضارية وسياسية أطاحت بمستوطنات العلمانية في بلادنا. فسقط شعار حقوق الإنسان ولوازمه وأدواته وآلياته المنافقة... وصار عندهم الأمر هيّنا ومسألة فيها نظر.
صار علمانيّو الثقافة والسياسة شركاء لعلمانية حربيّة في سوريا تقصف الشعب والأمة بالمدفعية والصواريخ وكل أنواع الدمار.. مستعينين بدول الاستعمار سرّا وعلنا.
حين أذن الله للتاريخ أن يمهّد للصادقين الإنجاز الأعظم لهذه الأمة وحين طرحت القضايا الصادقة الكبرى واقتضت الرجال الذين يصدقون ويضحّون ولا يبدّلون تبديلا.. سقط السكارى والحيارى.. أولياء العلمانية بما هي استعمار واستيطان... سقطوا في الامتحان وصاروا أعوانا للمعتدين في عدوانهم.. تركوا الأيتام يتوجّعون ويبكون.. وتركوا الثّكالى بلا وليّ ولا نصير.. صوامع تهدّم.. وبيوت تدمّر.. وأشلاء تتناثر.. وهم في غيّهم يعمهون تشهد عليهم مقولاتهم ومزاعمهم التي صدّعوا بها الرؤوس أنّهم منافقون وتشهد عليهم الوقائع بما هي ابتلاء بأنّهم جبناء أو مجرمون.
فبوركتم يا أهلنا في الشام، وبورك من كان لكم عونا ونصيرا من صلب هذه الأمة المعطاء...
أنتم الكرماء. وأنتم الشّرفاء
ألمكم في صمته دعاء
وجعكم في كظمه وفي أنينه دعاء
وعيكم مع صبركم رجاء ودعاء
خذلان الآخرين لكم جزء من بشارة نبيّكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمّتي منصورين لا يضّرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة) أخرجه الترمذي
فثبّتوا الخطى.. لا بديل عن خلافة راشدة على منهاج النبوة تفي باستحقاق الزمان والمكان.. البلاد والعباد بخير أمّة أخرجها الله للناس.
الأستاذ رضا بالحاج
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس