مقالات رمضانية نصرة المسلمين وواجب جيوش الأمة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, ونشكره تعالى أن بلغنا رمضان, راجين إياه أن يجعلنا وأمة الإسلام من عتقائه من النار, وأن يجعله شهر عودة الخلافة ونصرة دين الإسلام كما كان دائما على مر سائر العهود والأزمان.
يحل علينا الشهر الفضيل هذا العام وأمة الاسلام تمر في مرحلة دقيقة مفصلية من تاريخها, تكالبت عليها قوى الكفر والشر تنهشها وتعتدي عليها في كل مكان, وتجمع كل مكرها وكيدها ضد ثورة أهل الشام التي أعلنت ولاءها لله عندما هتف ثوارها المؤمنون(هي لله, هي لله), (قائدنا للأبد سيدنا محمد), ( الأمة تريد خلافة إسلامية), وما يحدث في الشام من قتل وتدمير واعتداء على كل محرم من محرمات المسلمين يشهده العالم أجمع صاما آذانه ومغلقا عيونه وكأنه يحدث على كوكب آخر, فقد منع عن المجاهدين المخلصين السلاح وحرم أهل الشام من الغذاء والدواء وتفنن النظام القاتل في قتلهم بشتى صنوف السلاح الذي ترسله روسيا وإيران بمباركة أمريكا, وما زالت قوى الشر تتآمر على أهل الشام وهم يستغيثون ويطلبون العون والمدد من أهل القوة والنخوة من أبناء الأمة ومن جيوشها الذين يملكون السلاح والقدرة على نصرتهم والذين ينظرون في الصباح والمساء إلى مناظر الأطفال الذين تقطع رؤوسهم وتمزق أجسادهم والنساء اللاتي يستغثن وا إسلاماه وا معتصماه, ومشهد سوريا ينطق عن عظيم مأساته .
فما واجب جيوش المسلمين وأهل القوة نحو سوريا وما يجري فيها؟
قال تعالى :" وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ", وعن جابر وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهما قالا: قال صلى الله عليه وسلم :" ما من امرئ يخذل مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ". رواه الطبراني
يا جيوش الأمة يا ضباطها وجنودها, أيها المخلصون يا من تصومون رمضان وتقومونه الآن تقربا إلى الله ألا تبصرون عيون أطفال الشام الذين تقطع رؤوسهم وتمزق أجسادهم على أيدي عصابات الأسد المجرمة وهي تنظر إليكم ولسان حالها يقول وا أسفاه أين الرجال؟, ألا تسمعون وتبصرون .... حرائر أعياهن صمتكم فحملن السلاح فما قولكم يا من تملكون شتى صنوف السلاح ... ألا تبصرون المساجد المهدمة التي يشرب فيها جنود الشيطان الخمر ويمزقون كتاب الله ...ألا تسمعون خالد سيف الله وقذائف الطاغية تدك مسجده وتهدم بناءه يقول لكم( فلا نامت أعين الجبناء ) وطويلة هي قائمة التساؤلات.
ألستم جزءا من الأمة التي ثارت على الظلم, فمتى تثورون وتنفضون عن جباهكم غبار الذل والعبودية, أنتم عباد مكرمون لله "ولقد كرمنا بني آدم " كرمكم الله فلا تقبلوا التذلل إلا له.
إلى متى تظلون خدما للكفر وحراسا لرموزه وأفكاره؟, اكسروا قيد الخوف فقد كسرته الأمة وانصروا دين الله, انصروا العاملين لإقامة دولة الخلافة في الشام وغيرها, انصروا حزب التحرير الذي ما انفك يدعوكم لعز الدنيا والآخرة, أنتم أحفاد محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وخالد وسعد وصلاح الدين ومحمد الفاتح,كيف تسكتون على الضيم وتغمضون عيونكم عن الظلم وأنتم تحملون السلاح ... ألا تدركون معنى شرف السلاح.
آن لكم في تركيا والأردن والعراق ولبنان أن تهبوا لنصرة الثورة المؤمنة في الشام, فالسلاح بأيديكم والحدود مشتركة تستطيعون بوسائل تعلمونها أن ترسلوا للثوار السلاح وهم بأمس الحاجة إليه إن توكلتم على الله وقررتم نصرة دين الله وتستطيعون أيضا أن تغيروا داخل بلدانكم.
لا تكونوا مع الخوالف الذين كره الله انبعاثهم " وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ", ولكن كونوا من الذين يحبون أن يستعملهم الله, فعن عمرو ابن حمق الخزاعي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته " قيل: وما استعمله؟ قال:"يفتح له عمل صالح بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله " رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط والكبير.
فما أعظم أن يفتح لكم عمل في نصرة المسلمين الثائرين على ظلم المجرمين وأن تشاركوا في إعادة دولة الإسلام التي قال فيها صلى الله عليه وسلم " ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ".
إن نصرة المظلومين واجب عليكم يا أهل القوة والمنعة فلا تخذلوهم قال تعالى: " وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا", فكونوا من الذين يستجيبون لمنادي رمضان يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر وممن يشاركون في النصر الذي يفرح به المؤمنون إن شاء الله.
" وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ "
الأستاذ محمد عايد